مضت ثمانية أشهر على اعتقال الأجهزة الأمنية في إدلب شمال غربي سوريا، الشاب خالد جمعة الدرويش، الذي يعمل إمام مسجد في ريف إدلب، دون توجيه تهمة رسمية.
واعتقل “عناصر أمن” الشاب من داخل معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، في طريقه إلى تركيا، وفق ما قالته مصادر مقربة من الشاب لعنب بلدي.
المصادر قالت إن عناصر يتبعون لـ”أمنية الهيئة” اعتقلوا الشاب في 9 من تموز 2021، في أثناء دخوله الأراضي التركية، رغم دخوله بصفة قانونية، إذ يملك ما يسمى “بطاقة تاجر”.
تعددت الأسباب الأولية لاعتقال الشاب، بحسب المصادر، إذ بدأت بتهمة “موضوع خطير” ثم “تخابر” تلتها تهمة “تقارير”، لتنتهي التهم على أنه بريء لكنه بانتظار القاضي منذ أشهر.
ولم يفرج عنه حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وتعتبر “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية وسهل الغاب، شمال غربي حماة.
كما ينشط “جهاز الأمن العام” في إدلب منذ أكثر من عامين لمتابعة الملفات الأمنية، واتُّهم بتبعيته لـ”تحرير الشام”، إلا أن مكتب التواصل في “تحرير الشام” نفى لعنب بلدي في وقت سابق تبعية “الجهاز” لها.
وحاولت عنب بلدي التواصل مع “جهاز الأمن العام” ولم تحصل على رد حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
قبل أيام من اعتقال الشاب خالد، جرى توقيفه في أثناء دخوله من تركيا إلى سوريا، لمدة ساعتين في معبر “باب الهوى” بحجة تشابه أسماء ليخرج بعدها.
وينحدر الدرويش من بلدة جرجناز بريف إدلب الجنوبي، وعمل إمامًا في أحد مساجدها، قبل أن يُهجر ويعمل إمامًا لمسجد في قرية البردقلي بريف إدلب الشمالي، وقاد حملة للحجاج إلى السعودية لأكثر من مرة.
وتتكرر حالات الاعتقال التي تنفذها “تحرير الشام” في مناطق سيطرتها، أو الأجهزة الأمنية كـ”جهاز الأمن العام” الذي ينفي صلته بها.
وشهدت عدة مناطق واقعة تحت سيطرة “الهيئة” مظاهرات رافضة لسياسة الاعتقالات، ومطالبات بإطلاق سراح المعتقلين، وطالت “الهيئة” العديد من الاتهامات بممارسات “مجحفة” بحق المعتقلين، ومنع زيارتهم، وعدم توكيل محامين لهم.
وأفرجت “الهيئة” مؤخرًا عن عدد من المعتقلين، كإطلاق سراح الشاب غياث باكير بعد اعتقال دام عشرة أيام، والإفراج عن الناشط المدني محمد إسماعيل بعد اعتقال دام حوالي شهرين، والشاب أحمد الضلع بعد اعتقال لأربعة أشهر.
–