كريم.. لا تترك الملاعب مبكرًا
عروة قنواتي
ما زالت ليالي الأبطال، كما يطلَق عليها، عند حسن ظن عشاق كرة القدم في العالم، بصرف النظر عن الأندية المتنافسة في البطولة وفي إقصائياتها، وعن الترشيحات لأقوى الفرق مع بداية كل موسم، والنتائج التاريخية التي تُزرع في لائحة شرف البطولة سنة بعد سنة.
ما زالت ليالي الأبطال تقدم لنا أروع الدقائق والأشواط بأسماء النجوم وأساطير الفرق العظيمة، سنوات ومواسم ونحن ننتظر الدون البرتغالي رونالدو والبرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي وجرافة الأهداف البولندية روبرت ليفاندوفسكي، ومن قبلهم راؤول وكاكا ورونالدينيو ودل بييرو وزيدان والكثير من النجوم، وكنا نتمنى دائمًا ألا نُحرم هذه المتعة وهذا الشوق في الانتظار والتنافس.
واليوم حان وقت الكريم، النجم الفرنسي، الجزائري الأصل، كريم بنزيما قائد الفريق الملكي، نادي ريال مدريد.
صاحب الـ34 عامًا وصياد هفوات وأخطاء حراس المرمى، زعيم الأوقات الصعبة لفريقه ولمنتخبه ولزملائه، ماكينة الأهداف داخل وخارج منطقة الجزاء، الرجل الذي تحمّل انتقادات الفرنسيين بما يخص المنتخب وأزمة إبعاده لسنوات حتى رجع في مسابقة اليورو الماضية، لتتراجع العناوين العريضة التي طالته وطالت مشواره الكروي وانتماءه وموهبته، الهداف الذي صبر على سخط الجماهير العاشقة للنادي الملكي بسبب ومن دون سبب في حقبة وجود الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو، المبدع الذي لم يعد يرضى بأن ينهي موسمًا إلا وفي رصيده التهديفي أكثر من 30 هدفًا في مختلف البطولات، وأن يكون مساهمًا في عدد مشابه لزملائه في الفريق.
شهر كامل سجل فيه نادي ريال مدريد 11 هدفًا في خمس مباريات، بينها مباراتان في الأبطال أمام سان جيرمان وتشيلسي وثلاثة لقاءات في الدور، كان نصيب بنزيما عشرة أهداف منها ثلاثة من ركلات جزاء.
هذه الأهداف التي أكدت صدارة الفريق الأبيض للدوري الإسباني، وأنهت وجود باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، وأوقعت البلوز تشيلسي بإحراج وإهانة في ستامفورد بريدج في ربع نهائي الشامبيونزليغ، وما زلنا بانتظار مباراة الإياب في إسبانيا الثلاثاء المقبل.
يُجمع عشاق النادي الملكي على أن بنزيما مع الحارس كورتوا هما طوق النجاة للفريق وللمدرب كارلو أنشيلوتي، وبعدم وجود أحدهما سيتعرض المركب لموج عالٍ قد يؤدي لإغراقه في أي لحظة، ومباراة الكلاسيكو التي غاب عنها كريم بنزيما قبل أسبوعين تحاكي نفس المشهد حيث خسر ريال مدريد على أرضه برباعية نظيفة.
كريم بنزيما مفتاح الفرص الخطرة أمام دفاعات الخصم، ومصدر المصائب لحراس المرمى في هفواتهم، فبعد دوناروما الإيطالي حارس باريس سان جيرمان، يدخل ميندي حارس تشيلسي إلى ألبوم كريم بنزيما، في حكايات هذا النجم على مستوى مشاركاته بدوري أبطال أوروبا.
أحاول جاهدًا أن أخرج من نغمة “التطبيل” لنجم أو لأسطورة، وأحاول ألا أدخل في أسلوب “الغزل” بإبداع اللاعب أو مسجل الأهداف، ولكن الحقيقة أن ما يقال بحق كريستياتو ومحمد صلاح وليفاندوفسكي وميسي وغيرهم يجب أن يقال بحق كريم بنزيما، ويجب ألا نفوّت الفرصة بمتابعة المباريات التي يدخل إليها كريم ولو لدقائق فقط، وأتمنى ألا يأتي موعد اعتزاله ومغادرته للمستطيل الأخضر مبكرًا، فما زلنا بحاجة إلى كريم وإلى أهداف وعنفوان كريم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :