بعد مرور تسعة أيام من شهر نيسان عام 2018، شهد حي وادي النسيم جنوبي مدينة إدلب، انفجارًا لصاروخ باليستي، حصد أرواح عشرات الأشخاص، مصدره البارجة الروسية المتمركزة قبالة الساحل السوري.
في الساعة السابعة من مساء ذلك اليوم المحفور في ذاكرة أهالي المدينة، تحول الحي المكتظ بالسكان إلى ركام لا تزال ملامحه باقية حتى الآن، رغم مرور أربعة أعوام على المجزرة.
الانفجار بدا مجهول المصدر في البداية حينها، حتى أكدت مراصد محلية عاملة في الشمال السوري أنه صاروخ باليستي مصدره البارجة الروسية قبالة الساحل السوري.
وتسبب بمقتل 29 شخصًا، بينهم 12 امرأة وسبعة أطفال و154 مصابًا معظمهم من الأطفال، وفق ما وثقه “الدفاع المدني السوري” بعد عمل استمر 16 ساعة في انتشال الجثث ونقل المصابين، والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وتسبب الصاروخ بهدم أربعة أبنية سكنية بشكل كامل، إضافة إلى تهدم أجزاء من الأبنية المجاورة، وشارك في عملية انتشال الضحايا فريق “الدفاع المدني”، ومنظومة إسعاف تابعة لمنظمة “بنفسج” العاملة في المدينة، إضافة إلى مدنيين متواجدين في المنطقة.
وجاء الاستهداف على حي وادي النسيم حينها في إطار التصعيد العسكري الروسي الذي شهدته مدن وبلدات إدلب، والشمال السوري بشكل عام، والذي أوقع عدة مجازر كاستهداف الطيران الروسي بالصواريخ الفراغية لقرية كفربطيخ بريف إدلب الجنوبي في آذار 2018، وأدى إلى مقتل 13 مدنيًا بينهم 11 طفلًا كحصيلة أولية، إلى جانب العشرات من الجرحى، وسبقها أخرى في بلدة حاس قتل إثرها أكثر من عشرة مدنيين.
وتتعرض مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة لقصف شبه يومي بغارات جوية لقوات النظام وروسيا، التي تواصل شن الهجمات “القاتلة” على المدنيين وملاحقتهم، دون أي رادع دولي يحاسبها على هذه الجرائم، بحسب “الدفاع المدني”.
آخرها استهداف قوات النظام السوري وروسيا بلدة معارة النعسان شمال شرقي إدلب، بقصف مدفعي في 4 من نيسان الحالي، والذي تسبب بمقتل أربعة أطفال في أثناء عودتهم من المدرسة.