رغم توفره مجانًا.. عزوف من قبل سكان الرقة عن تلقي لقاح “كورونا”
تكرر غياب حسين، خلال كانون الثاني الماضي، عن عمله في إحدى مؤسسات “الإدارة الذاتية” بعد أن علم نية “الإدارة” تلقيح العاملين لديها باللقاح المضاد لفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
حسين، الذي طلب عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إنه يتخوف من تلقي اللقاح، ويرى نفسه غير مجبر على تلقيه بما أن الأمر يرجع لصحته الشخصية ولا يمس أحدًا آخر بضرر، بحسب تعبيره.
موقف حسين ليس وحيدًا، إذ أجرت عنب بلدي استطلاعًا في مدينة الرقة لنحو 50 شخصًا من أحياء البكري والبياطرة والدرعية والانتفاضة، أكد جميعهم أنهم لم يتلقوا اللقاح رغم توفيره بشكل مجاني من قبل “الإدارة الذاتية”.
ويرفض معظم سكان مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” تلقي جرعات لقاح “كورونا” التي توفرها “الإدارة” في مركز “سيف الدولة” الصحي أحد المستوصفات الرئيسة وسط المدينة.
وقال ناصر الدالي (57 عامًا) إنه غير واثق من اللقاح، والإشاعات التي انتشرت حوله تثير الريبة في نفوس الناس، ومعظمهم يؤمنون بأن “كورونا” وحتى لقاحه هو مرض مفتعل وليس مرضًا عاديًا.
وأشار ناصر إلى أنه زار مركز “سيف الدولة” الصحي حيث تتوفر اللقاحات في المدينة، ليلقّح أحد أبنائه، وعندما انتهى الممرض من تلقيح الأطفال عرض عليه تلقي جرعة لقاح، لكنه رفض.
إقرار بالعزوف عن التطعيم
وفي 7 من حزيران 2021، أعلنت “لجنة الصحة” في “مجلس الرقة المدني” بدء التطعيم الرسمي للسكان، بعد وصول نحو 5200 عبوة لقاح من نوع “أسترازينيكا” البريطاني إلى مركز “سيف الدولة” الصحي والبدء بتلقيح العاملين في القطاع الصحي والسكان ممن تجاوزت أعمارهم 55 عامًا.
وقال عضو في “لجنة الصحة” بـ”مجلس الرقة المدني”، إن الفترة الأولى شهدت إقبالًا عاديًا من قبل السكان، وكان معظمهم من العاملين في القطاع الصحي، لكن ما لبث هذا الإقبال أن انحسر بعد فترة قصيرة.
وأضاف عضو “لجنة الصحة”، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “الإدارة” لا تملك قدرة على إجبار السكان على تقلي اللقاحات، لأنها لا تملك نظامًا صحيًا متكاملًا حال الدول التي استطاعت إجبار معظم سكانها على تلقي جرعات لقاح “كورونا”.
وفي تصريح لوكالة “نورث برس” في أيلول 2021، أقرت زينة الحسن، الرئيسة المشتركة لـ”لجنة الصحة” في الرقة، بعزوف السكان عن تلقي اللقاح المضاد لفيروس “كورونا” بالتزامن مع تسجيل المدينة نسبة إصابات مرتفعة في تلك الفترة.
واعتبرت المسؤولة في “لجنة الصحة” أن عدم إقبال السكان على تلقي اللقاح هو أمر شخصي ومرتبط بالثقافة الشخصية، ويعود لعدم إيمان السكان بالغرب واللقاحات التي يُنتجها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :