تفاصيل حوار زهران علوش مع صحيفة الديلي بيست الأمريكية
نشر جيش الإسلام على موقعه الرسمي الترجمة الحرفية لمقابلة قائده زهران علوش مع صحيفة الديلي بيست الأمريكية، اليوم الثلاثاء 15 كانون الأول.
الصحفية السورية هديل عويس حاورت علوش، وقالت “اعتقدت في بداية المقابلة أنها ستكون صعبة بما أنني أنتمي إلى الطائفة المسيحية في سوريا، ولكن على العكس قوبلت أسئلتي بالترحيب وطرحت تساؤلات عن جميع الأفكار في ذهني عن جيش الإسلام منذ نشأته وحتى اليوم”.
علوش قال إن أولويات جيش الإسلام “هي أولويات الثورة منذ اليوم الأول، طرد المشروعين الفارسي الصفوي والتكفيري من أرض الشام وإسقاط النظام ومشاريعه الإجرامية، واستبداله بنظام عادل يعيد الحقوق وينصف المظلومين ويحرر الإنسان”.
ولفت قائد جيش الإسلام إلى أن شرعيي النصرة الذين كانوا في عهد “أبو ماريا القحطاني” كانوا يوافقونهم عقائديًا، ولكن عزله جلب آخرين “نتباين معهم في كثير من المسائل الفكرية والعقائدية”.
“فصيل مرتبط منهجيًا بداعش منعنا من دخول جيش الفتح”
وحول علاقة جيش الإسلام بحركة أحرار الشام الإسلامية، قال علوش “نحن نقف مع جميع القوى الثورية المقاتلة ضد ميليشات الأسد والبعيدة عن منهج التكفير في خندق واحد ونسعى لتكون علاقاتنا جيدة بالجميع بما فيهم الأخوة في حركة أحرار الشام والتي كنا لمدة في جسد ثوري واحد”.
وأشار إلى أن منع جيش الإسلام من دخول غرفة عمليات “جيش الفتح”، جاء “لأن فصيلًا له ارتباطات منهجية وربما تنظيمية مع داعش وضع فيتو على دخولنا”، وفقًا لعلوش.
حادثة اختطاف رزان زيتونة
اعتبر علوش في حديثه للديلي بيست أن قضية اختطاف الناشطة الحقوقية رزان زيتونة، في مدينة دوما كانون الأول 2013، “شكلت تحديًا خطيرًا، لأن الكثير من الجهات أرادت استخدامها في تشويه صورة الجيش وشيطنته لإسقاطه أخلاقيًا وثوريًا واجتماعيًا وسياسيًا”.
وأردف أن “ما لا يعرفه أغلب المتهمين أن جيش الإسلام هو من أدخل رزان للغوطة، وقدم لها الحماية حتى وصلت من خلال مكتب المنشقين في جيش الإسلام، وبإشراف شخصي من مديره الشهيد نبيل عدس”، مضيفًا “عرضنا أن نقدم الحماية لها ولكنها لم تقبل وفضلت أن تكون حركتها وإقامتها طبيعية”.
الحالة المعيشية في مناطق سيطرة الجيش
جيش الإسلام وبالتعاون مع المؤسسات الاجتماعية في الغوطة سعى بكل طاقته لتخفيف أثار الحصار عن أهالي الغوطة، وفق علوش، الذي أشار إلى أنه “جزء من منظومة اجتماعية كبرت تظافرت لإبداع حلول تمكنت من خلالها كسر حدة الحصار والتخفيف قدر المستطاع من شراسته”.
وقال إن القضايا المعيشية ناتجة عن “تجار الأنفاق”، مردفًا “الجميع يعرف أن الجيش لا يملك نفقًا خاصًا به وهذه الأنفاق تملكها مجموعات أخرى وطالبت بلجنة أهلية لمعالجة الموضوع وأن تأخذ دورها في التفتيش والمحاسبة للجميع بما فيهما جيش الإسلام”.
لماذا يواجه جيش الإسلام “داعش” في الغوطة “بشراسة”
علوش اعتبر في حديثه أن “داعش ليست ركنًا من أركان الثورة ولم يكن لها أي دور فاعل على ساحة الصراع مع النظام المجرم، وعلى العكس استفاد الأخير من وجودها وحتى بعض الاطرف الإقليمية”.
وأردف علوش “نحن في قتالنا لهم كنا نرد عدوانهم وإجرامهم منطلقين من ضوابط ديننا وبعد انكشاف دورهم لنبعد خطرهم عن شبابنا ونحافظ على مكتسبات الثورة، والتي عمل التنظيم على تشويهها من خلال تصوير الثورة كخطر وجودي على مجتمعات الأرض قاطبة، ولتأليب العالم علينا وهذا يصب في مصلحة النظام المجرم”.
السياسة الخارجية لجيش الإسلام
وحول موقف الجيش من الولايات المتحدة الأمريكية، قال علوش “إنها دولة كبرى وتستطيع أن تقوم بأدوار مهمة في أي قضية تريد الانصراف لها، ولكن الإدارة الحالية لا ترغب في لعب هذا الدور وتتصرف فيما يخص الثورة السورية بأعصاب باردة”.
وأكد علوش على أنها يجب أن تضغط على النظام في المحافل الدولية، وإن لم تستطع “فأقلها أن تدعم الثوار الفاعلين على الأرض لقتال الأسد وداعش، وليس أن تسوق ثوارًا في برلماناتهم على أنهم المخلصون الحقيقيون للعالم من داعش وهم حقيقة لا يملكون أي قوة تذكر”، متهمًا محاولات الإدارة الأمريكية بـ “الفاشلة”.
الدور الروسي في سوريا
علوش قال إن التدخل الروسي في سوريا جاء لمصلحة الأسد بدعمه سياسيًا وتسليحيًا “وهذا يمثل تحديًا للثوار لكن منطق التاريخ والسنن الكونية تعطينا الثقة بمحدودية النتائج النهائية لهذا التدخل، ولكن سيترتب عليه آثار مدمرة على المجتمع السوري”.
وحول فهم جيش الإسلام لتدخل موسكو في سوريا أشار علوش “إنه تعبير عن فشل النظام ومرتزقته ورعاته الإقليميين في إيقاف انهياره وسقوطه وقدرة الثوار على الصمود في وجه ما قدم من دعم، كما أنه لرفع معنويات حاضنته المنهارة التي بدأت بالفرار بعد شعورها بالعجز”، مردفًا “فشل روسيا يعني فشل النظام وسيبدأ إن شاء الله بالسقوط الأخير”.
وأضاف “الروس قصفوا مواقع لجيش الإسلام ولكن توفقوا مؤخرًا”، مردفًا “نحن لسنا بحاجة لدعم روسي ولا غير روسي لقتال داعش فنحن نقاتلها وحدنا وسنقضي عليها إن شاء الله”.
العلاقات مع إسرائيل وتركيا
وحول سؤاله عن علاقات تربط الجيش بإسرائيل، أجاب علوش “هذه القضايا تختص بها السياسة الخارجية للدولة المرتقبة في سوريا بعد إسقاط النظام”.
وأضاف علوش “نحن نسعى لإقامة علاقات صداقة وتحالف مع جميع الدولة الداعمة لثورتنا فيما يحقق مصالح شعبنا دون أن نتدخل بالسياسات الداخلية والخارجية لتلك الدول، وإن كنا نرى أن بعض التجاذبات الإقليمية صبت في صالح توسع النفوذ الإيراني في سوريا”.
فكرة “تصدير الجهاد” في رأي علوش
علوش أجاب على سؤال حول فكرة الإيمان بـ “تصدير الجهاد” وأعمال العنف التي تستهدف الغرب، قائلًا “سلاحنا لم نحمله إلا عندما لم نجد طريقة أخرى نقاوم إجرام النظام، وبعد خذلان الأمم والدول لدماء الشعب السوري”.
وأردف علوش “ندين كل أعمال العنف التي تستهدف الآمنين الأبرياء دون مبرر في كل دول العالم وليس في الغرب فقط، وأيًا كانت الجهة المنفذة ولأي مدرسة انتمت”.
هل يخرج علوش إلى تركيا بتنسيق مع النظام؟
وعن خروجه إلى تركيا قال علوش “إذا كانت فصائل الغوطة تنسق مع النظام في خروجها فمن يقاتل النظام إذن؟ ولماذا يقصفنا يوميًا ويحاول اقتحام مواقع الثوار بشكل دائم، ولماذا يمنع الطعام والشراب والدواء ويسعى عن طريق عملائه لإسقاطنا وتشويهنا”.
“بالتأكيد لن نخبرهم كيف ندخل أو نخرج وكيف يتحرك القادة ولن نكشف طرق تنقل قادتنا بين الشمال والجنوب، حتى لا يسقطون بيدهم أسرى كما حدث للشهيد أبي المقدام”، قال علوش خاتمًا “أسعى للحفاظ على حياة البقية من أبناء شعبي وأبذل في سبيل ذلك أنا وقادة ومجاهدي جيش الإسلام كل الوقت والجهد والدم”.
للاطلاع على المقابلة باللغة العربية مترجمة من جيش الإسلام: اضغط هنا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :