جمال سليمان.. دكتاتورية في “الاختيار 3” ومعارضتها في الواقع

camera iconجمال سليمان بشخصية اللواء عباس كامل في مسلسل "الاختيار 3" (أحد مشاهد العمل)

tag icon ع ع ع

مع بدء الموسم الدرامي الرمضاني، ظهر الممثل السوري جمال سيلمان في عملين لا يحمل أي منهما هوية الأعمال السورية المحلية، أو المصممة على قالب تلك الأعمال.

جمال سليمان الذي عارض النظام السوري منذ بداية الثورة عام 2011، وانتقد دكتاتورية الحكم، يجسّد في المسلسل المصري “الاختيار 3” الدكتاتورية ذاتها، مع فارق في اللهجة، إذ يؤدي شخصية مدير المخابرات المصرية العامة، اللواء عباس كامل، “كاتم أسرار الرئيس”، والذي يشغل منصبه منذ عام 2018.

العمل الذي تنتجه شركة “سينرجي فيلم” التابعة للمخابرات المصرية، يؤرخ في جزئه الثالث لفترة حكم الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، قبل الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي، وتولى إثره مقاليد الحكم في مصر منذ عام 2014.

يحظى العمل بميزانية ضخمة تبرر وتمنطق حضور العديد من نجوم الصف الأول، والأسماء التي اعتاد كل منها تولي بطولات مطلقة، وجمعهم في عمل واحد يقدّم الرؤية الرسمية لأحداث تلك الفترة بأسلوب دعائي يلمّع صورة السلطة وقوى الأمن والجيش، على حساب الطرف الآخر، أي السلطة السابقة، والحاضرة في العمل لشيطنتها فقط.

العمل الذي افتتح “البرومو” الترويجي له قبيل بدء العرض بـ”حقائق تُعرض لأول مرة”، من بطولة كل من كريم عبد العزيز، وأحمد عز، وأحمد السقا، وياسر جلال، الذي يلعب دور السيسي حين كان وزيرًا للدفاع في عهد مرسي.

لماذا عباس كامل؟

يحاول القائمون على الأعمال الدرامية الاستفادة من عناصر الشبه في الشكل بين الممثلين والشخصيات التي يجسدونها، مع الاستفادة أيضًا من المكياج وغيره من الحيل والخدع التي تعتمد على عوامل مختلفة.

وفي “الاختيار 3” يقترب سليمان من ملامح اللواء المصري المقرب من السلطة، والذي يشكّل أحد أعمدتها الداخلية ورسولها في قضايا وملفات حساسة.

كما أن لكامل دورًا في اتصالات النظام السوري بنظيره المصري، وبدا ذلك بوضوح حين زار دمشق في آذار 2020، والتقى رئيس مكتب الأمن الوطني، علي مملوك.

لقاء عباس كامل مع علي مملوك ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن زار مملوك العاصمة المصرية، القاهرة، في كانون الأول من عام 2018، والتقى اللواء عباس كامل حينها أيضًا، بحسب الوكالة السورية للأنباء (سانا).

جمال سليمان ضد الدكتاتورية

انضم جمال سليمان لقائمة الفنانين المعارضين لنظام بشار الأسد، وخاض معترك العمل السياسي عضوًا في “الائتلاف السوري المعارض” في تشرين الأول 2013، ليغادر لاحقًا “الائتلاف” وينضم لـ”منصة القاهرة”.

وفي 2017، اختير نائبًا لرئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، إلى جانب خالد المحاميد وهنادي أبو عرب.

وفي كانون الثاني 2021، تبنى جمال سليمان فكرة تشكيل “مجلس عسكري” لتولي حكم انتقالي في سوريا، موضحًا أنه ناقش الفكرة في روسيا، وطرحها كصيغة بديلة لجسم الحكم الانتقالي الواردة في وثيقة “جنيف”، خلال اجتماعه الأخير في موسكو مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في 21 من كانون الثاني 2021.

“مسيو جبران”

بشخصية مصمم ملابس عالمي، يتصدّر جمال سليمان إلى جانب الممثل عبد المنعم عمايري بطولة مسلسل “ظل”، وهو عمل درامي مشترك عن فكرة سيف رضا حامد، وسيناريو وحوار زهير الملا، وإخراج المصري محمود كامل.

وكان من المفترض تصوير العمل لعرضه في رمضان 2021، لكن ظروف تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) أجّلت التصوير حينها، وربما أبعدت كلًا من هيا مرعشلي وباسل خياط عن العمل، بعد حديث سابق عن حضورهما فيه.

ويشارك في التمثيل أيضًا، جهاد سعد، وكندة حنا، ويوسف الخال، ورانيا عيسى، وجيسي عبدو.

https://www.youtube.com/watch?v=bb6eaW-TD5E

تراجع خطوة؟

حضر جمال سليمان مبكرًا في الدراما المصرية منذ عام 2006، حين أطل بمسلسل “حدائق الشيطان”، من إخراج إسماعيل عبد الحافظ.

وحافظ على ظهور متواتر في الشاشة المصرية منذ تلك الفترة، مكرّسًا لنفسه المكانة ذاتها التي جسّد بها دور “مندور أبو الدهب” في “حدائق الشيطان”، فكان “عمدة” الأعمال التي يشارك بها، حتى الموسم الرمضاني السابق، حين تولى بطولة مسلسل “الطاووس”، المستقى من قصة حقيقية حدثت في مصر وعُرفت باسم قضية “الفيرمونت”.

أما في “الاختيار 3″، فتغيب صورة سليمان عن “بوستر” العمل، كما تغيب أيضًا عن “البرومو” الترويجي، بما يوضح وفق المعايير الإنتاجية والترويجية تراجع أو ضيق الدور المنوط بالممثل من مجمل مشاهد العمل، والذي يخرجه من حلبة المنافسة على دقائق الظهور مع الممثلين الآخرين.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة