“إذا ما عاجبك طلاع، ألف حدا بيتمنى يسكن محلك، روح شوف إيجار البيوت برا المجمع”، بهذه الكلمات كان رد المسؤول عن جمع إيجارات المنازل على أحد سكان مجمع “المحبة الخيري”، في مدينة اللاذقية، بعد أن طالبه بتخفيض الإيجار.
ورفع وقف الطائفة الأرثوذكسية الخيري إيجارات المنازل في مجمع “المحبة الخيري”، في حي العوينة بمدينة اللاذقية غربي سوريا، منذ مطلع نيسان الحالي.
وارتفعت الإيجارات دون وجود آلية واضحة بنسبة الزيادة، في المجمع الذي يضم أكثر من 150 شقة سكنية.
وبلغت الزيادة لبعض إيجارات الشقق 50%، وبعضها 40%، وبعضها الآخر 55%.
ويحتوي المجمع على شقق مختلفة الحجم والمساحة، ويأخذ بعض منها طابعًا هندسيًا على شكل مكتب صغير.
وصار متوسط إيجارات الشقق الصغيرة 50 ألف ليرة سورية (13 دولارًا أمريكيًا)، ومتوسط إيجار الشقق الكبيرة 80 ألفًا (ما يعادل 20 دولارًا أمريكيًا).
أحد سكان المجمع، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن الزيادة كانت “مجحفة” بحق السكان، ودائمًا ما يقابل أي اعتراض أو شكوى للمطرانية، بـ”إذا ما عجبكم اطلعوا”، مؤكدًا أن أغلبية سكان المجمع يعيشون أوضاعًا مادية صعبة، وغير قادرين على تحمل أي أعباء مالية جديدة.
وأوضح الشاب الذي تحدث لعنب بلدي، أن الإيجار داخل المجمع أصبح يثقل كاهله بعد أن كانت غاية المجمع تخفيف العبء عن الناس غير القادرين على تأمين احتياجاتهم، أو حالتهم المادية محدودة الدخل.
ويبلغ الحد الأدنى لأجور المهن لعمال القطاع الخاص والتعاوني والمشترك 92 ألفًا و970 ليرة سورية (ما يعادل 37 دولارًا أمريكيًا).
بُني المجمع لمساعدة الأهالي التابعين للطائفة الأرثوذكسية، ولا يملكون بيوتًا وغير قادرين على استئجار منزل خارج المجمع.
كما اشتكى بعض أهالي المجمع لعنب بلدي من وجود أشخاص ليسوا بحاجة، ويمتلكون بيوتًا خارج المجمع، لكنهم يؤجرونها ويستأجرون داخل المجمع باحثين عن التكلفة الأقل، أو أنهم ينتمون لخارج الطائفة.
وأنهى الشاب حديثه معربًا عن استيائه من وجوده في مجمع بكتابة عريضة على أعلى بابه تتضمن “وقف الطائفة الأرثوذكسية الخيري”، ومقارنته بإيجارات المنازل خارج المجمع.
ويتبع وقف الطائفة الأرثوذكسية الخيري لمطرانية اللاذقية للروم الأرثوذكس، وبُني من التبرعات التي تحصل عليها الكنيسة لدعم الطائفة، وبدأ الأهالي بالسكن بعد اكتمال بنائه في 2010.
وكان إيجار الشقق حينها خمسة آلاف ليرة سورية، وبدأت ترتفع تواليًا، وزدات من سبعة آلاف إلى 15 ألفًا، ليصبح بعدها إيجار الشقة الصغيرة 25 ألفًا و40 ألفًا للشقق الأكبر حجمًا.
وكان البناء مدرسة “الروم للصبيان” قبل أن تُهدم ويبنى مكانها المجمع كبيوت لمساعدة الناس التابعين للطائفة الأرثوذكسية.
–