نددت عدة منظمات أممية وإنسانية بمقتل أربعة أطفال باستهداف قوات النظام السوري وروسيا بلدة معارة النعسان شمال شرقي إدلب.
وأدانت منظمة “يونيسف”، عبر حسابها في “تويتر“، الهجوم، واعتبرت أن الهجمات على المدارس أصبحت أمرًا شائعًا.
وسجّلت المنظمة أكثر من 750 هجومًا على مرافق وعاملي قطاع التعليم في سوريا منذ عام 2011.
وكان “الدفاع المدني السوري“ قال إن القصف استهدف الأطفال في أثناء عودتهم من المدرسة في بلدة معارة النعسان، وانتشلت فرق “الدفاع” جثث أربعة أطفال وسلّمتها إلى ذويهم ليدفنوا في البلدة.
واعتبرت “يونيسف” أن “لكل طفل الحق في الذهاب إلى المدرسة بأمان. في سوريا، فقد عدد كبير جدًا من الأطفال حياتهم في طريقهم من وإلى المدرسة”.
وقالت المتحدثة باسم “يونيسف”، جولييت توما، لوكالة “أسوشيتد برس“، “هذا تذكير صارخ بأن الحرب على الأطفال مستمرة. لكل طفل في سوريا، أينما كان، الحق في الذهاب إلى المدرسة بأمان”.
وتابعت توما أن المنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة تضم مليون طفل، العديد منهم نزحوا عدة مرات خلال الصراع.
وأضافت أن 70% من الأطفال الذين قُتلوا في سوريا عام 2021، كانوا في محافظة إدلب ومحيطها.
كما نددت مديرة استجابة منظمة “إنقاذ الطفولة” في سوريا، سونيا كوش، بمقتل الأطفال.
وقالت في بيان، “متى ستضمن أطراف النزاع عدم استهداف الأطفال مطلقًا، وتحترم القانون الدولي؟ متى سيحمون حق الأطفال في الذهاب إلى المدرسة؟ ومتى يكون الأطفال في مأمن من حروب الكبار؟”.
واعتبرت أن مقتل الأطفال “تذكير خطير بأن كل حرب هي حرب ضد الأطفال”.
ومن جهته، حمّل “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” مؤسسات الأمم المتحدة المعنية والمجتمع الدولي جزءًا كبيرًا من مسؤولية استمرار النظام السوري في ارتكاب انتهاكات مروّعة لحقوق الإنسان.
واطّلع المرصد على صور نشرها ناشطون محليون لآثار الحادثة في معارة النعسان، حيث بدا أن شظايا القذائف المدفعية تسببت بإصابات قاتلة للأطفال الأربعة، كما لوحظ تناثر الشظايا على حقائبهم وكتبهم المدرسية، ما يؤشر على أنّ القذائف سقطت بشكل مباشر أو قريب جدًا من مكان وجود الأطفال، في استهداف غير مبرر قد يرقى إلى جريمة حرب.
وأكّد أن الحادثة تمثّل شاهدًا جديدًا على العواقب الخطيرة لاستمرار تجاهل محاسبة النظام السوري على المستوى الدولي، إذ كان من الممكن إنقاذ الكثير من الأرواح في حال قررت الأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة محاسبة النظام السوري، وتقليص قدرته وجرأته على ارتكاب مزيد من الممارسات الوحشية.
ويتكرر قصف قوات النظام وروسيا على البلدة التي تعتبر قريبة من خطوط التماس، وفي 12 من شباط الماضي، قُتل ستة مدنيين من عائلة واحدة في مجزرة ارتكبتها قوات النظام وروسيا باستهداف منزلهم بقذيفة هاون في معارة النعسان شمال شرقي إدلب.
وفي 23 من آذار الماضي، كثّفت هذه القوات رماياتها وقذائفها على البلدة، وذكرت مراصد ومعرفات محلية استهداف محيط البلدة بأكثر من 50 قذيفة هاون.
–