تحدثت صحيفة “حرييت” التركية، عن مناقشات تركية حكومية تجري في الفترة الحالية للشروع في حوار مع حكومة النظام السوري حول ثلاثة مواضيع مهمة.
وقالت مصادر حكومية لم تسمِّها الصحيفة اليوم، الاثنين 4 من نيسان، “إن هناك تعليقات مفادها أن دور تركيا في الأشهر الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بحسم حرب أوكرانيا، وتركيز روسيا في هذه المنطقة، قد يكون وقتًا مناسبًا لحل المشكلة السورية”.
وتركّز التحليلات التي نشرتها الصحيفة والتي أُجريت بخصوص الحاجة إلى تقييم عملية تطبيع العلاقات على النقاط التالية:
ما الذي يمكن فعله؟
سياسة التوازن الحالية لتركيا مهمة للعديد من البلدان، وخاصة مع الدول الأوروبية، وسيسهم حل المشكلة السورية أيضًا كثيرًا في موضوعات السياسة الخارجية الأخرى.
يمكن لسياسة المصالحة هذه تسهيل خطوات جديدة في مناطق الصراع التي يمكن أن تفتح فصولًا جديدة مع النظام السوري، وخاصة مع أرمينيا وإسرائيل، بينما قد تحتاج مصر إلى المزيد من الوقت.
الأولوية
قد تفتح هذه الفترة فرصة جديدة لتركيا، لا سيما في حل مشكلة سوريا وحزب “العمال الكردستاني”، إذ يمكن تحسين العلاقة القائمة بالفعل من دولة إلى دولة.
وكلما كانت هناك إمكانية للتقدم مع سوريا، كان هناك دور لإيران وروسيا، وفي هذه العملية، بينما روسيا مشغولة بكل من ردود فعل أوكرانيا والعالم، فضلًا عن مشكلاتها الداخلية، يمكن بدء بداية جديدة مع النظام، بما في ذلك مشكلة اللاجئين السوريين.
ثلاث نقاط مهمة
إذا تمت العملية بشكل صحيح، فيمكن أن تكون لمصلحة تركيا، كما يمكن أن تكون فرصة لإعادة العلاقات مع النظام السوري ولضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وفي هذا الصدد، تقول تركيا إن هنالك ثلاثة أشياء لا غنى عنها في جميع الاتصالات:
1- الحفاظ على البنية الأحادية.
2- الحفاظ على وحدة الوطن.
3- ضمان أمن اللاجئين العائدين.
زيارة الأسد إلى الإمارات.. الصدى في أنقرة
تُظهر زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى الإمارات العربية المتحدة أيضًا أنه بحاجة إلى اتخاذ مبادرات جديدة وإيجاد دعم جديد، بحسب الصحيفة.
ويمكن لتركيا تحويل هذه العملية إلى عملية إيجابية، إذا أخذت بعين الاعتبار الفترة الجديدة للعلاقات مع الإمارات. إذا نجح ذلك، فسيعود نصف اللاجئين على الأقل في تركيا، بحسب الصحيفة.
وشهدت العلاقات التركية- الإماراتية توترات عديدة سابقًا، بسبب عدة ملفات شائكة بينهما كوقوف تركيا عسكريًا إلى جانب قطر بعد الأزمة الخليجية عام 2017، والحصار الدبلوماسي والاقتصادي الذي فرضته كل من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر عليها.
وناهضت تركيا السياسة الإماراتية في كل من ليبيا وسوريا، التي تتعارض مع عملياتها العسكرية في شمال غربي وشرقي سوريا، واتهمتها بإنشاء حملة تستهدف الليرة التركية.
لكن البلدين عادا اليوم إلى علاقات طبيعية، وتبادل مسؤولوهما الزيارات، في إطار توجه تركيا لـ”تصفير المشكلات” مع دول جمعتها بها صراعات خلال السنوات السابقة.
هل تحتاج تركيا إلى النظام؟
ورغم أن الاتصالات (غير المُعلَنة) بين النظام السوري والحكومة التركية تتم بين الحين والآخر، فإن تركيا ليست بحاجة إلى التطبيع مع النظام السوري لكي تحصل على مكاسب في سوريا، سواء من جهة إيجاد حل لقضية اللاجئين السوريين في تركيا، أو تحجيم قوة “الإدارة الذاتية” و”قسد”، أو الهيمنة الاقتصادية على جزء من شمالي سوريا، بحسب ما قاله الباحث الأكاديمي فيصل عباس محمد، في حديث سابق لعنب بلدي.
هذه الهواجس التركية حلّها بيد لاعبَين أقوى وأهم من النظام السوري، وأكثر ثقلًا بكثير من الإمارات، وهما روسيا وأمريكا.
ويرى الأكاديمي أن مسار العلاقات التركية- الإماراتية ووتيرة تسارعها وماهية التفاهمات التي قد تترتب عليه كلها عوامل سوف تحدِّد لاحقًا انعكاس التقارب على سوريا مستقبلًا.
استعداد سوري؟
وفي شباط الماضي، أبدى وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، استعدادًا لتطبيع العلاقات مع الحكومة التركية لكن وفق شروط.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في فعاليات منتدى “فالداي” بموسكو، شارك فيه المقداد، وقال، “سوريا وتركيا جيران، ويربطنا تاريخ طويل و500 سنة احتلال، تكفي حتى نفهم بعضنا”.
وأضاف أن هنالك عدة أشياء يجب أن تتحقق لتعود العلاقات السورية- التركية، وهي سحب تركيا قواتها من الأراضي السورية، والكفّ عن دعم “الإرهابيين” وحرمان السكان السوريين من الموارد المائية، وبناء علاقات مع سوريا على أساس الاحترام المتبادل، حسب تعبيره.
وتابع، “أعتقد أنه إذا التزمنا بهذه النقاط، فيمكن أن تتحسن علاقاتنا”.
–