استجاب فريق “الدفاع المدني السوري” خلال عام 2021، والربع الأول من عام 2022 لـ20 انفجارًا لمخلفات الحرب، خلّفت 15 قتيلًا بينهم ثمانية أطفال، فيما أصيب 27 شخصًا، بحسب تقرير صادر عن الفريق اليوم، الأحد 3 من نيسان.
وقال التقرير إن أعدادًا كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام ما تزال موجودة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال، ناجمة عن قصف ممنهج للنظام وروسيا استمر على مدى سنوات ومايزال حتى الآن، وستبقى قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة.
وتنتشر مخلفات الحرب بشكل كبير في جميع أنحاء شمال غربي سوريا، وتكثر في منطقة سهل الغاب وقرب مدينة جسر الشغور والمناطق الشرقية لمدينة إدلب (سرمين، وبنش، وتفتناز) وجنوبي إدلب في جبل الزاوية، وريف حلب الغربي، ومنطقة الباب وعفرين في ريف حلب.
وأضاف أنه يمكن القول إن القنابل العنقودية شكلت الأخطر الأكبر، بسبب استخدامها المكثف من قبل النظام وروسيا، وانخفاض نسبة انفجارها الفورية بعد وصولها إلى الأرض مقارنة بباقي أنواع الذخائر الأخرى وانتشارها الواسع بسبب طبيعة انفجار الحواضن التي تلقيها الطائرات أو التي تحملها الصواريخ.
ولا تستهدف الذخائر العنقودية هدفًا محددًا، فهي تنتشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة، وقد تصل نسبة القنابل التي لاتنفجر مباشرة بعد ارتطامها بالأرض لنحو 40% ما يؤدي إلى نتائج مدمرة لأي شخص يصادفها لاحقًا.
وأصدر التحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC) تقريره السنوي الثاني عشر نهاية العام الماضي لرصد استخدام الأسلحة العنقودية في العالم.
خلصَ التقرير إلى أن سوريا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تشهد استخدامًا مستمرًا للأسلحة العنقودية منذ عام 2012، وسجل أعلى حصيلة للضحايا في سوريا في عام 2020، حيث شكلت الحصيلة فيه أكثر من نصف الحصيلة الإجمالية 52% للضحايا على مستوى العالم.
وذكر التقرير، أنه تم تسجيل 147 ضحية جراء انفجار مخلفات ذخائر عنقودية في عام 2020، الأمر الذي يُشير إلى خطورة انتشار مخلفات الذخائر العنقودية وتداعيات استخدامها.
جهود “الدفاع المدني” في إزالة مخلفات الحرب
تتعامل فرق متخصصة في “الدفاع المدني السوري” مع أنواع محددة من مخلفات الحرب وهي أحد أخطر الخدمات وأصعبها، عبر عدة نشاطات مختلفة منها المسح لتحديد المناطق الملوثة وعمليات التوعية، وعمليات التخلص بشكل نهائي من الذخائر، بحسب التقرير.
ويمكن أن نقسم آلية عمل فرق (UXO) المتخصصة بمسح وإزالة الذخائر غير المنفجرة في الخوذ البيضاء على ثلاثة مراحل متداخلة:
- عمليات المسح: وتتم بكافة مناطق شمال غربي سوريا، وتقوم الفرق التي يبلغ عددها أربعة فرق بوسم المناطق الملوثة بالذخائر تمهيدًا لإزالتها.
وقامت فرق المسح في عام 2021 وخلال الربع الأول من عام 2022 بإجراء 850 عملية مسح، تم فيها تحديد أكثر من 500 منطقة ملوثة، وبعد تحديد المناطق الملوثة بالذخائر ترسم الخرائط وترسل لفرق الإزالة، لتعمل بدورها للتخلص منا كل ذخيرة بشكل منفرد دون نقلها من مكانها.
- الإزالة (التخلص النهائي): وهي المرحلة الأخيرة فبعد الوصول للمنطقة الموسومة تجري عملية بحث في المكان الملوث بشكل دقيق وتتم عملية إتلاف الذخائر (كل ذخيرة على حدى) بحرفية عالية ومهنية من قبل الفرق التي تحرص على إتلافها بشكل كامل.
وقامت خلال عام 2021 والربع الأول من عام 2022 بـ749 عملية إزالة لمخلفات الحرب تم خلالها إتلاف إتلاف 859 ذخيرة.
يبلغ عدد فرق الإزالة ستة فرق متوزعة في شمال غربي سوريا، قامت حتى الآن بالتخلص من أكثر من 23 ألف ذخيرة متنوعة من بينها أكثر من 21 ألف قنبلة عنقودية وضمن إمكانيات محدودة جدًا وظروف عمل صعبة للغاية في كثير من الأحيان كلفت أربعة ضحايا.
- التوعية: وتعتبر عملية التوعية من أهم إجراءات مواجهة خطر الذخائر غير المنفجرة، وتقوم فرق (UXO) بجلسات توعية للمدنيين لتنبيههم من خطر هذه الذخائر.
وأوضح التقرير أن النظام السوري يتقاعس عن توفير بيئة آمنة للمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرته ولا يعمل على التخلص من مخلفات الحرب والألغام التي زرعها بشكل عشوائي في كثير من المناطق، ودون رسم خرائط لها توضح أماكن وجودها لإزالتها في وقت لاحق.
المناطق التي سيطر عليها النظام لم تشهد إلى الآن حملات أو عمليات متعلقة بالتخلص أو حتى المسح غير التقني لتحديد المناطق الملوثة بالذخائر وإبعاد خطرها عن المدنيين، خاصة في المناطق التي شهدت معارك وقصف، مثل أحياء حلب الشرقية ومناطق ريف حماة الشمالي والشرقي، ومدينة دير الزور وغوطتي دمشق وداريا والزبداني، وأحياء من دمشق (مخيم اليرموك والقابون وجوبر وبرزة)، ومحافظة درعا والكثير من المناطق السورية.
ويتبع أسلوبًا ممنهجًا بعدم إزالة هذه الذخائر خلال هذه الفترة حتى لو امتلك القدرة على ذلك، لمنع المدنيين من العودة الحقيقة، وبشكل شبه يومي تحدث انفجارات لتلك المخلفات وتؤدي لسقوط ضحايا مدنيين، ما يمنع عشرات آلاف العائلات من العودة إلى منازلها والعمل بأراضيها الزراعية.
وسجلت سوريا الحصيلة الأعلى في العالم خلال عام 2020 بعدد الضحايا الذين قتلوا بسبب الألغام الأرضية ومخلفات الحرب، بحسب التقرير السنوي للتحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC).
ووثق التقرير مقتل وإصابة 2729 شخصًا في سوريا أغلبهم كانوا مدنيين، ونصفهم من الأطفال، من أصل 7073 قتلوا أو أصيبوا في العالم في عام 2020، مشيرًا إلى أن حصيلة الضحايا التي سجلها في سوريا هي الأعلى في عام واحد منذ أن بدأ المرصد بمراقبة حصيلة ضحايا الألغام في عام 1999.