عروة قنواتي
أنجزت العاصمة القطرية، الدوحة، الجمعة الماضي، مراسم قرعة دور المجموعات لمونديال 2022، بوجود دولي سياسي ورياضي مهم شمل أهل الدار والمندوبين والمدربين للمنتخبات المشاركة في العرس العالمي، الذي يقام كل أربع سنوات ويستقطب أنظار ومتابعة أكثر من نصف الكرة الأرضية بالمتابعة والتشجيع والاهتمام.
بلا شك، كانت أنظارنا تتجه إلى المقاعد العربية المشاركة في المونديال، وأين سيكون موقعها وكيف ستكون الصورة أمام المنتخبات العالمية من كل القارات، ولا بد هنا أن نتفق على عنوان “مونديال”، العنوان الذي يختصر في طياته أفضل المنتخبات أو أكثرها جاهزية أو أوفرها حظًا للوصول عبر تصفيات القارات إلى مسابقة تستمر لمدة شهر.
صحيح أننا نرشح خمسة أو ستة منتخبات لنصف النهائي والنهائي فور تأهلها، لقوة وقدرة وتاريخ هذه المنتخبات، ولكن، من لا يحسب لا يسلم أبدًا في كرة القدم، فلنسأل ألمانيا عن كوريا الجنوبية، وإيطاليا عن مقدونيا الشمالية، وفرنسا عن جنوب إفريقيا، والبرتغال عن اليونان، وقائمة طويلة يصعب اختصارها في أسطر قليلة عن مفاجآت كرة القدم في البطولات.
منتخب قطر حامل لقب كأس أمم آسيا والمستضيف للحدث العالمي الأبرز في المنطقة العربية، حدث قد لا يعود إلا بعد عقدين أو ثلاثة ولربما أكثر، يدخل المونديال لأول مرة ويرأس المجموعة الأولى ويفتتح المباريات بلقائه مع منتخب الإكوادور، بالإضافة إلى هولندا والسنغال ضمن المجموعة.
ولن يكون العنابي ممرًا شرفيًا إذا تمتع بالجهد والتركيز والتكتيك، دون إضاعة النقاط المطلوبة والتفريط بالأرض والجمهور والحضور، لتكون هذه العوامل في خدمته إن أراد أن يشاهد تمام الإنجاز لتحضيراته وجولاته في قارات أمريكا الجنوبية والشمالية وأوروبا ومسابقة كأس العرب.
قطر أمام فرصة تاريخية بوصولها الأول إلى المونديال لحجز بطاقة الدور ثمن النهائي في المسابقة الأغلى دوليًا، وتبقى أمور الثبات والتقدم بعد التأهل “تفاصيل بسيطة”.
المنتخب السعودي بهويته الجديدة الحلوة والأنيقة، وبصدارته لمجموعته الآسيوية وأرقامه الطيبة مع المدرب هيرفي رينارد، في مهمة صعبة أيضًا، أمام منتخبات لم يسبق أن قابلها في النهائيات خلال النسخ السابقة، ولكنها تتقدم بأجيال جديدة أيضًا، ومنها من هو مرشح على الأقل لنصف النهائي.
السعودية إلى جانب الأرجنتين والمكسيك وبولندا، وستفتتح لقاءاتها مع ميسي وزملائه أبطال قارة أمريكا الجنوبية، ثم المكسيك وأخيرًا بولندا.
تكاد تكون الفرصة للتأهل شبه مستحيلة، ولكن هوية الأخضر تتحدث عن ندية ومنافسة لا يتم عبورها بسهولة من قبول الخصوم، وأشهر التحضير المتبقية وعامل الأرض والجمهور قد يكون في مصلحة الأخضر لتكرار إنجاز العام 1994 بعبور دور المجموعات. من يدري؟
منتخب تونس في وضع لا يُحسد عليه أبدًا، ومع أدائه غير المقنع في بطولة أمم إفريقيا وفي مواجهتين أمام منتخب مالي لكسب بطاقة العبور للمونديال، تأتي حظوظه بما لا يبشر إلا بخروج سريع من دور المجموعات، خاصة أن المجموعة تضمه إلى جانب بطل العالم في النسخة السابقة منتخب فرنسا ومنتخب الدانمارك القوي والفائز من ملحق أمريكا الجنوبية مع آسيا.
الأمنيات هنا وحدها لا تكفي، فالمنتخب التونسي بحاجة إلى كثير من العمل والاستعداد، ولأسماء جديدة بين خطوطه تساعده على محاولة حجز بطاقة تأهل من دور المجموعات، ومع كل أمنياتي بالتوفيق لنسور قرطاج، فإن عنوان المشاركة المشرفة يظهر أمامي في مجموعة المنتخب التونسي.
منتخب المغرب قد يكون الأوفر حظًا في مجموعته بالرغم من الأسماء التي توجد في نفس المجموعة، وهي بلجيكا وكرواتيا وكندا، فلطالما تعثر منتخب المغرب أمام منتخبات غير مرشحة للعبور، وقدم ما هو أقوى وأشد بكل جدارة أمام الأسماء الأكبر والمرشحة أكثر.
ويرغب المدرب خليلهودزيتش فعلًا بصناعة مجد جديد للكرة المغربية، بالرغم من كل المشكلات التي ترتبط بالمحترفين والتناحر المتبادل مع أسماء مهمة في المنتخب، وينظر أسود الأطلس بقوة إلى استعادة بريق العام 1986، عندما قدم المنتخب المغربي أداء طيبًا عبر من خلاله إلى إقصائيات المكسيك وخسر وقتها أمام ألمانيا بهدف نظيف.
استعراضنا هنا للأمنيات، والصورة التي تظهر بها المنتخبات العربية بحسب أرقام التصفيات لا تقدم ولا تؤخر، إذ كانت هذه القراءة السريعة بحسب المتوفر لدينا وبحسب ما شاهدناه عن كل منتخب، وتبقى الأشهر المتبقية قبل المونديال وإطلاق أول صافرة كفيلة بتسجيل مجد جديد في المونديال أو العودة إلى شعارات وعناوين التقصير والفوارق الكروية الفنية والمشاركة المشرفة.