الوزير سالم يرد على اتهامات له ولابنه بالفساد: كذب وافتراء وتجاوز للقانون

  • 2022/03/31
  • 11:55 م

ردّ وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري، عمرو سالم، على اتهامات بالفسادـ وجهها له ولابنه المهندس غسان جديد، في منشورات كتبها الأخير عبر صفحته في “فيس بوك”.

وعلّق المهندس على قضية مناقصة الزيت، وقارن بين أسعار المواد الغذائية العام الماضي وما وصلت إليه بعد استلام الوزير لمنصبه، بالإضافة إلى زيارة ابنه لمعمل “عشتار” لتصنيع المواد الغذائية، وعدد من المسائل التجارية الأخرى.

ونفى سالم التهم الموجهة إليه في منشور عبر “فيس بوك” بدأه بعبارة “أتحدث الآن بصفتي الشخصيّة وليس كوزير”، معتبرًا أن “كلّ ما كتب ويكتب غسان جديد هو كذب وافتراء وتجاوز للقانون”.

وبرر الوزير زيارة ابنه محمد نذير سالم لمعمل “عشتار” الذي ضبط مستثمره بضبطين “جسيمين” بتقديم مواد غير صالحة وتفتقر لأدنى شروط الغذاء البشري، بأنها تمّت بعلم الجهات الرسمية بصحبة جهة رسمية (وليس تجارًا) كما ذكر غسان جديد.

وقال إن ابنه “محمّد نذير سالم الخبير الدولي في مجال الدراسات كان قد قدم لوزارة التجارة الداخلية دراسات وبرمجيات تبلغ قيمتها عشرات الملايين مجّانًا وبكتاب هبة قبلتها وفق القانون، كما فعل قبله وقبل أن يكون في أي موقع في الدولة”.

واعتبر سالم حديث غسان جديد بأن المصادرات سرقة لحقوق أبناء القتلى، بأنه إثبات إما للكذب أو اعتماد مصادر معلومات “رخيصة وفاسدة”، إذ إن زيت السيّارات والماكياجات ليست من غذاء أبناء قتلى قوات النظام.

ما الاتهامات؟

وسأل المهندس غسان جديد الوزير سالم في منشوره عن سبب بقاء شركة “عشتار” من دون عمل منذ أربع أشهر، وما إذا كان سيوجه الوزير اتهامات للقيادة المركزية لحزب “البعث” مالكة الشركة بأنها تأخرت بإجراء عقد الاستثمار مع الوزارة، أم أن السبب هو زيارة ابن الوزير مع فرق دراسة لتقييم الشركة ما جعل المستثمرين يبتعدون عن تشغليها على أمل إيجاد شريك لابن الوزير يشغّل الشركة التي كانت تغطي صالات “السورية للتجارة” بالمواد الغذائية.

وبحسب ما كتبه جديد، ادّعى الوزير أن الفرق التي رافقت ابنه لزيارة شركة “عشتار” جاءت بتوجيه من “مقام الرئاسة” لاستثمار هذه المنشأة المغلقة منذ أشهر.

وهدّد المهندس الوزير بمفاجئته “بما أصبح لديه من وثائق مزورة ووثائق نائمة ووهمية ووثائق دامغة على فساد رجالاته المتعفنين من كثرة فسادهم”، بحسب تعبيره.

كما طالب جديد الوزير سالم بالوقوف على مجريات مناقصة الزيت بكل جدية ومحاسبة “اللذين حرموا المستهلك من هذه المادة” وخصوصًا قُبيل رمضان.

واعتبر الوزير أن المهندس جديد لم يفرّق بين العقد بالتراضي والمناقصة وطلب عروض الأسعار، ردًا على مطالبه بالتوضيح، مع ذكر تفاصيل المناقصة.

الوزير سالم وتهم الفساد

عمل عمرو سالم في شركة “مايكروسوفت” في الولايات المتحدة الأميركية، واستدعاه رئيس النظام، بشار الأسد، إلى سوريا في عام 2005 ليكون إلى جانبه كأحد مؤسسي “الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية”.

كما شغل سابقًا منصب وزير الاتصالات والتقانة بين عامي 2005 وحتى 2007، وكان مستشار الأسد.

وبحسب ماذكر موقع “دنيا الوطن“، خرج عمرو سالم من وزارة الاتصالات بـ”قضية فساد” عام 2007، على خلفية عقد مع شركة “بوكو” الصينية، للعمل على تقديم خدمة “نظام الفوترة والترابط” في المؤسسة.

وخضع للتحقيق لدى الهيئة العامة للرقابة والتفتيش، وحجزت الحكومة إثرها على أمواله المنقولة وغير المنقولة حينها إلى جانب مدير عام مؤسسة الاتصالات، هيثم شدياق آنذاك، ولكن قرار براءته من قضية الفساد ظهر بعد سنة من خروجه من الوزارة.

وفي نيسان 2020، انتقد عمرو سالم صحيفة “الوطن” المحلية، على خلفية نشرها لكاريكاتير يظهر فيه رجل دين يقف إلى جانب عالم ينظر في جهاز مجهر، يقول فيه رجل الدين للعالم، “يلزمني فأر أجرب عليه الدعاء الجديد”.

وكتبت صحيفة “الوطن” حينها تقريرًا بعنوان “وزير سابق محاميًا عن الدجالين؟”، ولكن بحسب ما رصدت عنب بلدي حُذف التقرير من موقع الصحيفة.

وبحسب نسخة عن التقرير نقلها موقع “سوريا لنا“، هاجمت الصحيفة عمرو سالم، إثر انتقاده الكاريكاتير، وكتبت “ينصب عمرو سالم نفسه مدافعًا عن فئة الدجالين من رجال الدين، ويطالبنا نحن بالاعتذار!، بدلاً من أن يتبرأ من هذه الفئة التي عاثت فسادًا ليس في سوريا فحسب بل في كل العالم الإسلامي”.

وأضافت الصحيفة، “لدينا أمثلة كثيرة لسنا بوارد طرحها الآن كي لا نحرج معالي الوزير الأسبق، الذي نرجو ألا يكون من تبعة دجال أمره بنشر منشوره، وخاصة أن الرجل يصنف نفسه من كبار المدافعين عن سوريا، التي ولحسن الحظ، ولكثرة الوعي، كان أهلها أول من لعن هؤلاء ولفظهم، فنجت من أفعالهم”.

ويتضح من تقرير الصحيفة أنها إشارة إلى قضايا الفساد التي كان الوزير الجديد متورطًا بها.

وبدأ منذ تسلّمه الوزارة مشوار تبرير القصور الاقتصادي، وتردي الواقع المعيشي الذي أسهم في سحق الطبقة الوسطى، وإغراق السوريين في هم احتياجاتهم اليومية أمام غلاء متواصل لأسعار المنتجات والسلع الغذائية، يقابلها معاشات شهرية للموظفين لا تصل حد 20 دولارًا أمريكيًا شهريًا.

محمد نذير سالم

محمد نذير ابن وزير التجارة عمرو سالم، مدير وشريك مؤسس في شركة “توغو” في سوريا، ويمتلك 2500 حصة في الشركة بنسبة 50% تبلغ قيمتها مليونين و500 ألف ليرة سورية، بحسب موقع “الاقتصادي” السوري.

من غسان جديد؟

غسان جديد، مهندس وصاحب مكتب استشارات هندسية في اللاذقية، بحسب ما يعرف عن نفسه عبر حسابه في “فيس بوك”.

وتعرّفه مواقع إخبارية سورية موالية بأنه مهندس ناشط ضد الفساد، بينما ذكر الإعلامي السوري ومؤسس موقع “كلنا شركاء” أيمن عبد النور، في تغريدة عبر “تويتر” في أيار 2020، أن النظام السوري اعتقل المهندس غسان جديد من “أبرز العلويين”.

واعتبر عبد النور أن اعتقال جديد يكذب مزاعم رئيس النظام في مكافحة الفساد و يؤكد على أن ما يجري مع ابن خاله رجل الأعمال، رامي مخلوف، وقضية “سيرياتل” حينها، ما هي إلا مسرحية.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية