تعاني المناطق السورية بمختلف القوى العسكرية المسيطرة عليها من حالة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، تُترجم آثاره الصحية القاسية على السكان، خصوصًا النساء والأطفال.
يحدث انعدام الأمن الغذائي الحاد نتيجة ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، والنزاعات، أو غيرها من الأحداث التي تؤدي إلى عدم الاستقرار وتعطيل سبل العيش الطبيعي للأسر المتضررة، ما يتطلب دعمًا فوريًا من المنظمات الإغاثية المحلية والدولية لتقديم المساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة.
ويمكن أن يبطئ فقدان أصول سبل المعيشة الأساسية، مثل المواشي والأدوات الزراعية ورأس المال بما في ذلك العمل العائلي، جهود الإنعاش واستئناف الإنتاج الغذائي العادي.
ويرتكز الأمن الغذائي على أربعة أبعاد حددتها منظمة الأغذية والزراعة (FAO) التابعة للأمم المتحدة، وهي توفر الغذاء وإمكانية الحصول عليه، واستخدامه، واستقراره.
توافر الأغذية
يقصد بهذا البعد توافر الأغذية ضمن مستوى الأسرة، ويجب أن تكون كميات كافية من المواد الغذائية متوفرة من خلال الإنتاج الخاصة بها أو في الأسواق المحلية لإطعام السكان، في حالات الطوارئ، وتوافر الغذاء في بعض المناطق قد تستكمل عن طريق المعونات الغذائية. الأغذية البرية والمعونات تسهم أيضًا في توافر الغذاء.
على المستوى الوطني، كمية الغذاء المتاح هو وظيفة الإنتاج الوطني بالإضافة إلى المخزون والواردات، بما في ذلك المساعدات الغذائية، ناقص كمية الصادرات والبذور والأعلاف وخسائر ما بعد الحصاد.
الوصول إلى الغذاء
الحصول على الغذاء يعتمد على ما إذا المستهلكين لديهم ما يكفي من المال لشراء الغذاء الذي يحتاجون إليه. وهو قدرة الأسرة على تأمين المواد الغذائية في السوق من مصادر دخل الأسرة أو من خلال مصادر أخرى مثل النقل أو المعونات. وهذا يؤكد على أهمية القوة الشرائية للأسر.
فرص حصول الأسر على الغذاء يتوقف على عوامل مثل دخل الأسرة، وأسعار المواد الغذائية وفرص العمل وموارد العمل، مثل العمل ورأس المال.
استخدام الغذاء
استخدام الغذاء يشير إلى قدرة الجسم البشري على استيعاب أغذية سليمة ومغذية اللازمة لتغذية جيدة، وهذا يعتمد على كمية ونوعية وتنوع الأغذية المستهلكة في المنزل، فضلًا عن خدمات الرعاية الصحية والمرافق الصحية المناسبة، ورعاية الأم والطفل.
يتعلق أيضًا باستخدام الأغذية إدارتها داخل الأسر، بما في ذلك الممارسات الجيدة في التصنيع الغذائي، والتخزين، وإعداد والتغذية وداخل الأسرة توزيع المواد الغذائية العادل.
الاستقرار
عادة ما يرتبط بالاستقرار سياق ضعف وعوامل الخطر التي يمكن أن تؤثر سلبًا على توفر الغذاء أو الحصول على الغذاء.
وهذا البعد يتطلب أن يتوفر الغذاء للأفراد والأسر في جميع الأوقات، حتى يكون الوصول مستمرًا إلى الغذاء الذي يحتاجون إليه.
ونتيجة لاختلاف الظروف الزراعية في المناطق النباتية السورية، وزرع أصناف مختلفة من الأطعمة في مختلف المناطق التي يصعب الوصول إليها بسبب سوء الاتصالات والطرق والمناخ، قد تواجه الإمدادات الغذائية عدم استقرار في إنتاجها، ولا سيما في خارج المواسم. قد تعاني الأسر صعوبات ضمان إمدادات مستقرة من المواد الغذائية المتنوعة الصحية والتغذوية لجميع أفراد في غير موسمها.