عندما دخل أحمد الجربا إلى القاعة متأخرًا وجد لؤي في وجهه فكان أن سلخه صفعة سريعة لأنه لا يميز بين لؤي وآخر، فرد لؤي مؤكدًا أنه لا يريد هذا الاجتماع، بل لا يحبه، بل يكرهه.
هنا تدخلت منى غانم ممتعضة من الرد الناعم للؤي وقالت له: “شو مفكر حالك متحاربه بمبرد أظافر وملقط شعر”. ولأن هيثم مناع يعرف مسبقًا ودائمًا ما ستؤول إليه الأمور ومتى سيحدث يوم القيامة فقد انسحب قبل المؤتمر من أساسه وأرسل إلى لؤي والجربا رسالة نصية: “إذا بدكم تتضاربوا تضاربوا ببيت أبوكم وما تتضاربوا عندي”.
وعندما رأى معاذ الخطيب هذا الهرج والمرج قرر مغادرة القاعة فهب عن كرسيه واقفًا ثم عاد فجلس لكنه عاد وهبّ واقفًا ومشى باتجاه الباب قبل أن يعود أدراجه ثانيةً ثم غادر فعاد ثم غادر فعاد وما فتئ يغادر ويعود حتى انفض الاجتماع.
هيثم المالح رأى في نفسه الشخص التوافقي الأقدر على قيادة المؤتمر والبلاد والعباد فاحتج ميشيل كيلو وأرسل مقالًا لصحيفة الشرق الأوسط يعلن فيه انسحابه من المؤتمر روحيًا ومشاركته فيه جسديًا، أما حركة أحرار الشام فشددت على ضرورة إعلان سوريا دولة إسلامية، وخاصة أن البلاد تضم 17 طائفة فقط، وإعلانها إسلامية أمر سيفتح شهية الدول الكبرى لتقديم المزيد من الدعم للمعارضة، كما أن نجاحهم في إسقاط النظام وإيقاف البراميل والقضاء على تنظيم الدولة وفك الحصار عن المحاصرين وطرد القوات الروسية والميليشيات العراقية وحزب الله جعلهم يتفرغون لهوية الدولة المقبلة ومنع التبرج، فالجميع يعرف أن السبب الأساسي لقيام الثورة السورية هو منع التبرج.
من جهتها، طالبت هيئة التنسيق بالمزيد من المقاعد لها في هيئة المفاوضات لمعرفتها بوزنها وثقلها على الأرض الذي لا يكافئه وزن ولا يفوقه ثقل. بينما احتج صالح مسلم على عدم إرسال دعوة خاصة له لأن لا يشيل هيئة التنسيق التي ينتمي لها من أرضها.
وحصل توافق على وجود سهير الأتاسي في الهيئة المفاوضة، فنجاحها الساحق في إدارة وحدة تنسيق الدعم جعلها بيضة القبان في أي هيئة أو مؤسسة بحاجة إلى خبرات إدارية لا تضاهى.
وفي هذا الوقت كان برميل يهبط من السماء في حي فقير في حلب وصاروخ يبلغ هدفه في ريف اللاذقية ومقاتل يسقط في اشتباك بريف درعا وحافلة مهجرين تصل من الوعر إلى إدلب وعائلة تعبر الحدود باتجاه الأردن، وعزة البحرة تكتب ستاتوس عالفيسبوك: “ليش المؤتمر بالرياض مو بلوس أنجلوس.. لأنو بتفرق معي كتير.. كتير بتفرق”.