ارتفاع أسعار الأعلاف ينعكس سلبًا على صناعة الألبان والأجبان في إدلب
“ازدادت هموم تأمين المواد الغذائية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، لا سيما مع عدم قدرة الأهالي على شراء العديد من المواد الغذائية اللازمة للسحور أو الفطور في رمضان”.
عبّر محمود الزعبي (34 عامًا)، وهو أحد المهجرين المقيمين في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، بهذه الكلمات لعنب بلدي عن تردي الوضع المعيشي وصعوبة تأمين المستلزمات الضرورية لشهر رمضان.
وشهدت أسعار الأعلاف والمحروقات في إدلب ارتفاعًا كبيرًا خلال الأسابيع الماضية، ما أدى إلى موجة غلاء طالت مختلف المواد والسلع الغذائية، ومنها الأجبان والألبان.
وشكّل ارتفاع أسعار الأجبان والألبان عبئًا جديدًا على الأهالي في إدلب، الذين يشتكون من الغلاء مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
غياب القدرة الشرائية
مع غياب الحلول، تشهد مناطق إدلب كل يوم نقصًا في مادة وارتفاعًا في سعر مادة أخرى، الأمر الذي أصبح منهكًا للمواطن السوري في إدلب، وأصبح تأمين المعيشة الحديث اليومي للأهالي.
مصطفى الحميد (45 عامًا)، من سكان مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إن مناطق الشمال السوري تعاني من أوضاع اقتصادية متردية، أدت إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين وغيّرت من أساليب الاستهلاك.
من جانبه، قال حسام السعيد (51 عامًا)، وهو أحد المهجرين المقيمين في إدلب، إن المواطن السوري في الأيام الحالية تحوّل إلى شراء الأشياء الضرورية وبالقدر اللازم.
وأشار السعيد إلى أن أصنافًا كثيرة غابت عن الموائد السورية، بسبب عجز المواطنين عن الشراء، ومن أهم هذه الأصناف في الآونة الأخيرة الحليب ومشتقاته.
توقف معامل الإنتاج
توقف وليد الشامي (38 عامًا) عن إنتاج الألبان والأجبان وبيعها، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، ولعدم قدرته على تأمين المستلزمات الرئيسية للاستمرارية.
وقال الشامي، وهو صاحب معمل لإنتاج الألبان والأجبان في إدلب، لعنب بلدي، إن سعر أسطوانة الغاز وصل إلى 12.5 دولارًا.
كما أن سعر حليب الغنم وصل إلى 15 ليرة تركية للكيلو غرام الواحد (دولار تقريبًا)، وحليب البقر وصل إلى ما يقارب 10 ليرات تركية، بحسب ما قال الشامي.
وأضاف أن الطلب انخفض بشكل كبير بسبب عجز المستهلك عن شراء الألبان والأجبان بهذه الأسعار، فتكبدت المعامل وورشات إنتاج الألبان والأجبان خسائر فادحة أدت إلى إغلاق العديد من المعامل.
ارتفاع أسعار الأعلاف
أحمد بكرو (51 عامًا)، يعمل بتربية الأبقار والأغنام في إدلب، قال لعنب بلدي، إن “قلة المراعي تعد أحد أكبر المشكلات التي نعاني منها، بسبب انتشار مخيمات واسعة في مناطق الرعي، ما أدى إلى انحسار الأراضي الزراعية وتحولها الى مخيمات للنازحين”.
وأشار بكرو إلى أن هناك ارتفاع كبير في أسعار الأعلاف، إذ وصل سعر الكيلو غرام الواحد من الحنطة العلفية إلى سبع ليرات تركية بعد أن كان بليرتين فقط.
كما وصل سعر كيلو غرام الشعير إلى تسع ليرات تركية، في حين سجل كيلو غرام التبن عشر ليرات تركية، أما كيس العلف المركب (50 كيلو غرامًا) وصل إلى 25 دولارًا أمريكيًا (350 ليرة تركية تقريبًا)، بحسب ما قاله بكرو.
تراجع الثروة الحيوانية
وفقًا لما قاله بكرو، أصاب سوء التغذية المواشي وانتشرت الأمراض بينها، وذلك بسبب عزوف المربين عن شراء الأعلاف لمواشيهم بسبب ارتفاع الأسعار.
ويباع الكيلو غرام الواحد من حليب الأبقار بسعر ثماني ليرات تركية، و15 ليرة تركية لحليب الغنم، بحسب بكرو، الذي أشار إلى أن أسعار المبيع لا تكفي لشراء أعلاف للحيوانات.
ويضطر مربو المواشي لبيع جزء من مواشيهم لشراء أعلاف للحيوانات الباقية، ما أدى إلى تراجع كبير في الثروة الحيوانية في مناطق الشمال السوري، بالإضافة إلى خسائر كبيرة بالنسبة للمربين.
وتشهد أسعار السلع في إدلب موجات غلاء متسارعة خلال الأسابيع القليلة الماضية قبيل شهر رمضان، ويُترجم هذا الغلاء إلى تهديد مباشر للعائلات بانعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية، وتدهور الأوضاع الصحية.
وفي حديث سابق إلى عنب بلدي، اعتبر الخبير الاقتصادي السوري منذر الموسى، أن هناك أسبابًا عديدة للتداول الاقتصادي وغلاء الأسعار في إدلب.
ومن أهم هذه الأسباب بحسب الموسى، النزاع الطاحن الذي لا يزال قائمًا منذ أكثر من عقد، وعدم وجود حل سياسي يجنّب السوريين ارتفاع معدل الجوع في مدنهم، وغياب وسائل الرقابة الفعّالة لحماية المستهلك في إدلب، وعدم وجود جهة حكومية تدعم السلع الرئيسة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :