أكد الملك الأردني، عبد الله الثاني، خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الأربعاء 30 من آذار، ضرورة تفادي أي إجراءات قد تعيق إمكانية وصول المصلين الفلسطينين إلى المسجد الأقصى.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية، أن الملك عبد الله شدد على ضرورة عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس والأماكن المقدسة فيها، موضحًا أن الصراع طال كثيرًا، وأن العنف الناجم عنه مستمر في توفير أرضية خصبة للتطرف.
كما دان الملك عبد الله العنف بجميع أشكاله، وفق الوكالة، لافتًا لفرص كبيرة في التعاون الاقتصادي يجب أن تشمل الفلسطينيين.
واعتبر الملك الأردني، زيارة الرئيس الإسرائيلي للأردن فرصة للنقاش العميق حول كيفية المضي قدمًا في جهود تحقيق السلام العادل والدائم.
ونقلت هيئة البث الإذاعي الإسرائيلي (مكان)، عن مراسلها، أن هرتسوغ أكد حفاظ إسرائيل على حرية العبادة لأتباع جميع الديانات في القدس.
واختتم هرتسوغ زيارة قصيرة إلى الأردن بدعوة من الملك عبد الله الثاني، وقال عبر “تويتر”، إن إسرائيل تعاني في الأيام العشر الأخيرة من “هجمات إرهابية”، واصفًا منفذي العمليات في الداخل الفلسطيني المحتل بأنهم “إرهابيون حقيرون”، وفق تعبيره.
أختتم زيارة مهمة للأردن. أشكر جلالة الملك عبدالله الثاني على حسن الاستقبال وعلى هذه الدعوة التاريخية. في الأيام العشرة الأخيرة نعاني من هجمات إرهابية. إرهابيون حقيرون خطفوا حياة أبرياء. أشكر عاهل الأردن على استنكاره والذي ينضم إلى تصريحات الاستنكار من قادة ودول في المنطقة والعالم pic.twitter.com/vWkWRVyEr2
— יצחק הרצוג Isaac Herzog (@Isaac_Herzog) March 30, 2022
ويأتي اللقاء الأردني الإسرائيلي، بعد زيارة أجراها الملك عبد الله إلى رام الله، الإثنين الماضي، والتقى خلالها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لبحث الترتيبات الأمنية على خلفية الأحداث الأخيرة، وقرب حلول شهر رمضان، والصلاة في المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل، وفق “مكان”.
وسبق لقاء هرتسوغ والملك عبد الله، مقتل أربعة إسرائيليين بعملية إطلاق نار نفذها شاب فلسطيني في منطقة بني براك وغوش دان، شرق تل أبيب، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في عملية هي الثالثة من نوعها خلال أسبوع.
وذكرت “مكان”، أن منفذ العملية مواطن فلسطيني (26 عامًا) من قرية يعبد، قضاء جنين، بمحاذاة أم الفحم، جرت تصفيته في موقع الحادث، بينما جرى اعتقال شخص آخر يُعتقد أنه قدم له مساعدة، ويجري البحث عن شخص ثالث أيضًا.
تركيا تدين
دانت السفارة التركية في إسرائيل عملية “بني براك”، ووصفتها بـ”الهجوم الإرهابي”، معربةً عن قلقها من أن تعيد هذه الهجمات المتصاعدة خلال الأيام الأخيرة، المنطقة إلى الصراع قبل شهر رمضان.
وتقدّمت السفارة في 30 من آذار الحالي، عبر “تويتر”، بالتعازي لذوي الضحايا وللحكومة الإسرائيلية، وللشعب الإسرائيلي.
2-We are concerned that these attacks, which have increased in recent days, will drag the region back into conflict ahead of the upcoming month of Ramadan and Passover Holiday.
— Türkiye in Israel (@TelAvivBE) March 30, 2022
وتنسجم الخطوة التركية مع حالة التقارب الذي بدت معالمه بوضوح بين تركيا وإسرائيل حين زار الرئيس الإسرائيلي اسطنبول، والتقى نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في 9 من آذار الحالي.
الزيارة الأولى من نوعها بين الجانبين من 15 عامًا حملت على أجندتها الكثير من الملفات بعد ركود في علاقات الطرفين السياسية جراء قضايا سياسية واقتصادية لا يتشاركان بها وجهات النظر.
وخلال اللقاء أكد أردوغان أن القضية الفلسطينية من أهم محاور لقائه بهرتسوغ، مبديًا التزام تركيا بتقليل التوترات والحفاظ على رؤية حل الدولتين، ومشددًا على الأهمية التي تعلقها أنقرة على المكانة التاريخية للقدس والحفاظ على الهوية الدينية وقدسية المسجد الأقصى.
وتوقع الرئيس التركي أن تدعم السلطات الإسرائيلية استمرار أنشطة منظمتي “تيكا” و”الهلال الأحمر” التركيتين، اللتين تنفذان مشاريع إنسانية للشعب الفلسطيني، معربًا في الوقت نفسه عن أمله في أن تجلب الفترة المقبلة فرصًا في مجال التعاون الإقليمي.
وشهدت العلاقات بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي، توترات سياسية متباينة منذ بداية الألفية الجديدة، بما في ذلك هجوم القوات الخاصة الإسرائيلية على سفينة “مرمرة” التي حاولت كسر الحصار عن قطاع غزة في عام 2008.
تبع ذلك توترات تتعلق باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا ولبيبا العام الماضي 2019، والتي ترتبط بمساعي أنقرة للتنقيب عن الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.