مزارعو الحسكة يشتكون غلاء الأسمدة.. كسر الاحتكار لم يحل الأزمة
يشتكي مزارعو مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” من غلاء الأسمدة الآزوتية، وسط تراجع القطاع الزراعي في عموم المنطقة بسبب الظروف المناخية والاقتصادية.
في 11 من كانون الثاني الماضي، رفعت شركة “تطوير المجتمع الزراعي” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” أسعار السماد من 450 إلى 650 دولارًا للطن الواحد، لتعاود رفعه في 12 من آذار الماضي، مرة أخرى من 650 إلى 700 دولار للطن الواحد.
المزارع إبراهيم السليمان (44 عامًا) من ريف القحطانية الجنوبي قال لعنب بلدي، إن ذلك من شأنه زيادة الأعباء على كاهل المزارعين في المنطقة التي تعاني من الجفاف والظروف الاقتصادية الصعبة، وبدلًا من دعم المزارعين يتم “عرقلة عملية الإنتاج الزراعي”، معتبرًا أن من غير المعقول أن يزيد سعر الطن خلال أقل من شهرين بمقدار مليون ليرة سورية (210 دولارات).
وأضاف ابراهيم أنه يمتلك 15 هكتارًا مزروعة بالقمح المروي، وهي بحاجة إلى نحو ثلاثة أطنان من السماد الآزوتي تعطى على ثلاث دفعات، وحتى الآن لم يستطع تأمين سوى دفعة واحدة من الكمية المطلوبة.
بدوره، قال المزارع محمد الحسين (50 عامًا) من ريف منطقة المالكية، إنه راجع شركة “تطوير المجتمع الزراعي” في مدينة المالكية أكثر من مرة للحصول على السماد دون جدوى بسبب “نفاد الكمية”، بحسب ما أخبره موظفو الشركة.
اضطر محمد الحسين لشراء ما يحتاج إليه من سماد من السوق السوداء بسعر 850 دولارًا للطن الواحد، “وهو يفوق السعر المحدد من قبل (الإدارة الذاتية) بمقدار 150 دولارًا”، على الرغم من أن شركة “التطوير الزراعي” وزعت، في 15 من آذار الماضي، نحو 165 طنًا في مدينة المالكية بسعر 700 دولار للطن.
انخفاض غير كافٍ في أسعار السماد رغم إلغاء الاحتكار
وفي 10 من آذار الماضي، أصدرت “الإدارة الذاتية” قرارًا يسمح لتجار المنطقة باستيراد مادة السماد الزراعي بعد أن كانت تجارتها محصورة بشركة “تطوير المجتمع الزراعي”، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار المادة.
أسامة المحمد (39 عامًا)، يعمل فنيًا في صيدلية زراعية بريف القامشلي الجنوبي، قال لعنب بلدي، إن سعر طن السماد ارتفع جدًا في السوق السوداء ليصل إلى نحو ألف دولار للطن الواحد.
وفي بقية المناطق التي تسيطر عليها ” الإدارة الذاتية” خارج المحافظة بلغ 1200 دولار للطن، ورغم “إلغاء صفة الاحتكار” فإن انخفاض الأسعار لا يزال غير كاف، مع وجود فرق يقدّر بنحو 300 دولار عن السعر المدعوم الذي تبيعه “الإدارة الذاتية” للمزارعين، نتيجة الرسوم الجمركية المفروضة على استيراد المادة.
المهندس الزراعي فايز الحسين (35 عامًا) من مدينة الحسكة قال لعنب بلدي، إن الهطولات المطرية الجيدة خلال الأسبوع الماضي، حسّنت من حالة المحاصيل الزراعية في الحسكة، وزادت من الطلب على مادة السماد، خصوصًا من قبل أصحاب المساحات البعلية، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها.
وشرح مهندس زراعي آخر (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) لعنب بلدي، أن هناك نوعين من الأسمدة النباتية، الأول كيماوي مصنّع مثل السماد الآزوتي (زاد سعره) والفوسفات، والثاني عضوي طبيعي، وهذا الأخير قد يكون من منشأ حيواني مثل روث الأبقار والأغنام، أو من منشأ نباتي أي أن بقايا المحاصيل يتم تحويلها إلى سماد أيضًا.
وتابع أن السماد الآزوتي (كيماوي مصنع) مهم جدًا للنمو الخضري للنبات.
ويستورد تجار وصيدليات زراعية في المدينة معظم كميات السماد من إقليم كردستان العراق عبر معبر “سيمالكا”، وقسم قليل يأتي من مناطق النظام.
وبحسب حديث مدير “هيئة الاقتصاد والزراعة في إقليم الجزيرة” (الحسكة والقامشلي)، محمود محمد، لإذاعة “آرتا إف إم“، في 6 من شباط الماضي، بلغت المساحة المزروعة بالقمح المروي 120 ألف هكتار.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :