حلب.. شركة الكهرباء في الشيخ سعيد تسرق برعاية “راية الإسلام”

  • 2015/12/13
  • 2:32 م

كازية الشيخ سعيد في حلب (عنب بلدي)

  عنب بلدي – حلب

تتعرض شركة الكهرباء في حي الشيخ سعيد بمدينة حلب لسرقة محتوياتها منذ عامين وحتى اللحظة، من قبل اللواء الذي يسيطر عليها دون وضع حدّ له من أي جهة عسكرية مسؤولة.

شركة الكهرباء في الشيخ السعيد تغذي مدينة حلب بالكامل، وهي ثاني أكبر محطة في المحافظة بعد محطة الزربة؛ سيطر لواء “راية الإسلام” بقيادة قائده “أبو الجود” عليها منذ تحرير الحي عام 2012، إذ شارك حينها بعملية الاقتحام تحت قيادة تجمع فاستقم كما أمرت.

الهدف من السيطرة آنذاك كان حماية الشركة، وفق رواية “أبو أحمد”، وهو ناشط بارز في حلب مقرب من قيادات الكثير من الفصائل ومطّلع على تطورات الشركة، لكنه رفض نشر اسمه لأسباب أمنية.

“راية الإسلام” يسرق المحطة بالتدريج

انضم لواء راية الإسلام منذ عامين تقريبًا إلى تجمع أنصار الخلافة، ما أكسبه قوة عسكرية أكبر، وبدأ بفك قطع صغيرة من المحطة، ويوضح أبو أحمد “تنقسم المحطة إلى قسمين، قديم وحديث، وبدأ اللواء بنهب قطعٍ صغيرة (كنتكتورات، ريليهات، مضخات) من القسم القديم لأنه متوقف عن العمل، ثم تطورت السرقات لتنال النحاس المستخرج من الكابلات”.

ألقى جهاز أمنٍ تابع للواء “درع الأمة” القبض على “أبو الجود” بسبب السرقات، كما ينقل أبو أحمد “بعد إلقاء القبض عليه، شهد مسؤول الخدمات في حي بستان القصر، أبو عمار الحلبي، أن هذه البضاعة تالفة، وعلى إثرها أخلي سبيله بشرط عدم تكرار السرقات، ليتضح لاحقًا أن أبو عمار الحلبي شريكٌ له”.

عزل تجمع أنصار الخلافة “أبو الجود” عن قيادة لوائه بسبب تكرار السرقات، وعين قائدًا آخر، ولكن خلافًا داخل التجمع أدى إلى انشقاق فصيل عنه سُمي “بيارق الإسلام”، لينضم “راية الإسلام” له قبل عام بالتحديد، وعاد أبو الجود للسرقات على نطاق أوسع، وفق “أبو أحمد”، الذي أردف “بدأ بنهب القسم الحديث من الشركة بحجة أنها توقفت عن العمل بسبب القصف، واستخرج الزيت من المحولات والألمينيوم من كابلات الشركة، وكبسه على شكل سبائك وباعه”.

التفاهم مع أحرار الشام وحركة الفجر

عنب بلدي اتصلت بنضال صابر الملقب بـ”أبو عمر”، وهو المدير الإداري لحركة بيارق الإسلام، ويروي تفاصيل فصل لواء راية الإسلام عن حركته، “كان اللواء فصيلًا عسكريًا مستقلًا، يلتزم بأوامرنا ونلبي احتياجاته، ثم كثرت الشكاوى بحق اللواء بسبب عدم انصياعه لأوامر الحركة”.

وبحسب أبو عمر “أكثر الشكاوى التي وصلت بحق اللواء كانت عن السرقات، وأبلغنا العناصر عن محاولة لحرق محولة في المحطة، ليبرروا تفكيكها واستخلاص النحاس منها، وبعد إنذارهم المتكرر أبلغناهم بقرار فصلهم عن الحركة”.

ويضيف أبو عمر “بعد فصلهم سمعنا بالاتفاق بين أحرار الشام وحركة الفجر الإسلامية مع لواء راية الإسلام على تفريغ القطاع من كل محتوياته، واقتسام الأرباح بينهم بهدف التذخير والمصاريف… وفعلًا بدأوا عملية التفريغ”.

المنطقة “غنيمة”

“منذ التحرير قبل عامين أقر شرعيون من الفصائل أن منطقة الشيخ سعيد غنيمة، واللواء شارك بالتحرير وكان له الفضل بحماية الشركة وتشغيلها وحراستها لفترة أقل من سنة”، يقول أبو عمر “وبعد دخول تنظيم الدولة إلى المنطقة صارت منطقة اشتباكات وتعرضت للتخريب والنهب والقصف، وعندما عاد لواء راية الإسلام للتمركز فيها بأوامر من لواء التوحيد وثق ذلك مع أحرار الشام بتسجيل مصور”.

ويتابع أبو أحمد روايته “منذ سنة كثرت الشكاوى على اللواء وبدأت عناصره تنسحب فضعفت قوته حتى صار عدد عناصره 30، حينها لجأ أبو الجود إلى حركة أحرار الشام المسؤولة عن هذا القطاع، واتفق مع قائد القطاع على التعاون في إفراغ الشركة، على أن تحصل حركة أحرار الشام على النسبة الأكبر، فوافقت الحركة ولم تعد تستمع للشكاوى وتسترت على القضية”.

منذ 6 أشهر وحتى اليوم، تتعرض الشركة لتفكيك محولاتها وكل شهرين تفكّ محولتان، وفق رواية “أبو أحمد”، الذي يوضح “المحولة الواحدة يستخرج منها 8 طن من النحاس، وآخر محولتين بيعت محتوياتهما منذ شهرين تمامًا، وجنت الفصائل منها 12 مليون ليرة” ويضيف “في هذه الأثناء يجري تفكيك محولتين من الشركة”.

أحرار الشام: من يتهمنا عليه بالدليل

تواصلت عنب بلدي مع قائد قطاع الشيخ سعيد في حركة أحرار الشام، أبو أحمد نايف، ونفى بدوره تبعية الشركة لإدارتهم، موضحًا “نحن مسؤولون عن قطاع الإسكان فقط، وليس كامل قطاع الشيخ سعيد، والمسؤول عن قطاع محطة الكهرباء هم راية الإسلام، وتوعدنا اللواء مرارًا بالمحاسبة، كما ألقينا القبض على أحد عناصرهم”.

وطالب نايف كل من يدعي على حركة أحرار الشام أن يأتي بالدليل، مؤكدًا “استلمنا قطاع الشيخ سعيد بعد تنظيم الدولة، وقمنا بتصوير وتوثيق كل الأضرار التي لحقت بالشركة قبل مجيئنا”، معتبرًا أن من يدعي على الحركة هو فرد من “راية الإسلام” بهدف تشويه صورتها.

يردّ أحد العاملين السابقين في اللواء، تركه بسبب التجاوزات ورفض نشر اسمه، “كنت شاهدًا على سرقات للواء لمواد ذات قيمة، وكانت جيدة وصالحة للعمل لم يطلها التلف، وأنا على دراية كاملة بأن عملية السرقة كانت تتم بعلم حركة أحرار الشام”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا