تحدث شاهد عيان رئيس عن الجرائم المرتكبة من قبل النظام السوري في مقابلة لأول مرة على شبكة “CBS NEWS” الأمريكية.
وقال الشاهد الذي أطلق على نفسه اسم “حفار القبور”، في المقابلة التي جرت في 27 من آذار الحالي، “أرى الأخبار تأتي من أوكرانيا، وقلبي يؤلمني لأنني أعرف ما فعلته روسيا في أوكرانيا، وما يمكنها فعله، لأنني أعرف ما حدث في سوريا”.
وكان الدعم الروسي حاسمًا لسنوات في الإبقاء على حكومة النظام السوري في السلطة، إذ تدخّل الروس عام 2015، بعدما كانت المعارضة المسلحة تسيطر على مناطق واسعة.
وتابع، “فيما يتعلق بـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(رئيس النظام السوري بشار) الأسد، يجب أن يذهبوا إلى مزبلة التاريخ لما فعلوه في العالم”.
في وقت سابق من الشهر الحالي، تحدث الشاهد إلى اللجان في “الكونجرس” الأمريكي عن الجرائم البشعة في سوريا، بما في ذلك إلقاء آلاف الجثث في مقابر جماعية.
وفي كانون الثاني الماضي، دانت محكمة ألمانية العقيد السوري السابق أنور رسلان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بناء على رواية “حفار القبور” وأدلة أخرى.
وقال الشاهد، “كانت تأتي شاحنات متعددة المقطورات مرتين في الأسبوع (إلى المعتقل حيث كان حفار القبور)، ويوجد في كل شاحنة ما يزيد على 100 إلى 400 جثة أو أكثر”.
وتابع، “لقد تعرضوا للتعذيب حتى الموت، وكان بإمكانك أن ترى بوضوح آثار التعذيب على أجسادهم (…) كانت هذه آلية منهجية للموت”.
وقال الشاهد، وهو يضع رأسه بين يديه في أثناء المقابلة، إن “أحد المعتقلين الذي ألقي في المقبرة الجماعية لم يمت بعد، وعندما رأى ضابط المخابرات أن هذا الشخص على قيد الحياة، أمر سائق الجرافة بالمرور فوق الجثة وقتله على الفور”.
وقال “كل ما كان يجري، المقابر الجماعية، كان منهجيًا وجزءًا مما يريد نظام الأسد أن يفعله”.
“حفار القبور” هو اسم رمزي يستخدمه الشاهد بسبب التهديدات المستمرة ضده وعائلته.
ووثّق فيلم “حفار القبور” الصادر عن قناة “الجزيرة” والذي عُرض في مطلع العام الحالي، شهادات الشاهد الذي تولى مهمة دفن جثث القتلى تحت التعذيب في القبور الجماعية بين عامي 2011 و2018 في سوريا.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تحقيقًا تعاونت فيه مع “رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا”، حول مواقع المقابر الجماعية في سوريا، ودورها بإثبات وتوثيق جرائم الحرب المرتكبة من قبل النظام السوري.
وبحسب التحقيق المنشور في 16 من آذار الحالي، استطاعت الصحيفة تحديد موقع مقبرتين جماعيتين من المتوقع أنهما تضمان آلاف الجثث لسوريين قُتلوا في مراكز الاحتجاز التي يديرها رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
مؤسس “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، دياب سرية، قال لعنب بلدي، إن التحقيق استند إلى مقابلات أُجريت خلال الأشهر الماضية مع أربعة رجال سوريين عملوا في مقابر جماعية سرية، أو في مواقع قريبة منها، وصور من الأقمار الصناعية، للكشف عن موقعين يضمان آلاف الجثث، بحسب الرجال الذين عملوا هناك.
وعملت الرابطة على الوصول إلى شهادات لأشخاص عملوا داخل المقابر الجماعية، أو مصادر مطّلعة، كما أسهمت بتحديد موقع المقبرتين، وتقديم أدلة ووثائق تثبت موقعهما، وفق ما قاله سرية.
وخلال السنوات الماضية، أُعلن عن اكتشاف عشرات المقابر الجماعية في أماكن متفرقة من مناطق سيطرة النظام السوري وفصائل المعارضة وتنظيم “الدولة الإسلامية”، لكنّ التحركات لمعرفة المسؤولين عن المقابر الجماعية تعتمد بالدرجة الأولى على إمكانية الوصول الفعلي إلى المقبرة وفتحها، واستخراج الجثث بطريقة علمية لتوثيق المعلومات التي يمكن الوصول إليها.
–