عنب بلدي – خاص
تأسست غرفة عمليات مارع أواخر أيلول بهدف ردع تنظيم “الدولة” وتأمين ريف حلب الشمالي، للوصول إلى منطقة آمنة تسعى الحكومة التركية لتنفيذها بالتوازي مع المعارك، وقابلتها محاولات مستمرة من وحدات حماية الشعب الكردية (PYD) لإفشال مخططها، بحسب قيادي الغرفة.
وكخطوة أولى وضعت الغرفة حواجز وهيكيلية لتنظيمها وتأمين الخطوط الخلفية لها في الريف الشمالي، وأوضح يحيى مايو، المنسق الإعلامي للغرفة، أنها “تعرضت لطعنات كثيرة من الخلف من قبل مجموعات صغيرة تختلف بتسمياتها وأهدافها وحجمها، وتعتبر أولى العثرات التي أعاقت عمل الغرفة هي فصائل PYD، التي حاولت التمدد في المناطق المحررة وإقامة الحواجز”.
الهدف الرئيسي لتأسيس الغرفة هو قتال تنظيم “الدولة” لكنها اضطرت لمواجهة حزب الوحدات الكردية، بحسب مايو، الذي أردف “عدونا الأساسي نظام الأسد وتنظيم الدولة، لكن تمادي PYD وحلفاؤه، وكثرة شكاوى المواطنين عليها بسبب المجازر التي ارتكبها بحق العرب والأكراد الذين رفضوا هيمنته، صار عدوًا يجب على الغرفة الوقوف بوجهه”، معقبًا “لا سيما تجاوزاته على الخطوط الخلفية لفصائل الغرفة وتعطيل حركتها وفساد حواجزه”.
وتؤكد غرفة عمليات مارع في بيان أصدرته في 8 كانون الأول، وجود تنسيق بين الطيران الروسي وبين مقاتلي الوحدات، وفي هذا الصدد أضاف مايو “القرى التي أمنتها الغرفة من PYD تعرضت لعدة هجمات برية من قبل ميليشيا الحزب بتغطية جوية دقيقة وبالمواعيد والأماكن من الطيران الروسي، ولا شك لدينا أن تكرار هذه الحادثة ليس بمحض الصدفة، لا سيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الروسي أقرا بدعمهما للحزب”، على حد تعبيره.
كافة القرى المحررة شمالًا من قبضة تنظيم الدولة هي اليوم بإدارة الغرفة (حرجلة، دلحة، غزل، بريغيدة، جيرز)، إضافة إلى مدينة كشتعار التي سيطرت عليها مؤخرًا من الوحدات الكردية.
ويعتبر مايو أن “فصائل الغرفة تسيطر على مساحات واسعة شمال سوريا، وهي تتشارك في إدارتها وتضبطها أمنيًا وتسهل عمل منظمات المجتمع المدني، أي أنها قادرة على إدارة المنطقة الآمنة”.
وتضم غرفة عمليات مارع أبرز الفصائل الموجودة في حلب، وجمعت بداية تأسيسها فصائل الريف الشمالي لينضم إليها لاحقًا كتائب أخرى، وينضوي تحتها حاليًا فيلق الشام، الجبهة الشامية، جيش المجاهدين، لواء نور الدين الزنكي، ثوار الشام، فرقة السلطان المراد، الفرقة 16، صقور الغاب، الفوج الأول وكتائب الصفوة الإسلامية. ويشرف عليها الرائد ياسر عبد الرحيم، القائد العسكري لـ “فتح حلب” والقائد العام لغرفة مارع.
تتوازى التطورات الميدانية مع تصريحات تركية متفرقة حول ضرورة تحويل “المنطقة الآمنة” شمال سوريا إلى أمر واقع، على غرار ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.
المنطقة الآمنة شمال سوريا ستكون أمرًا واقعًا خلال أسبوع، بحسب تصريحات رسمية تركية لصحيفة الشرق الأوسط عن مصادر تركية، السبت 21 تشرين الثاني.
وقالت المصادر حينها إن تأييدًا فرنسيًا واضحًا لخطة أنقرة الرامية إلى تأمين منطقة شمال حلب السوري ممتدة من جرابلس وحتى اعزاز، تكون خالية من تنظيم الدولة أو الميليشيات “الإرهابية” الأخرى، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب، وهي الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
وحصلت عنب بلدي حينها على معلومات من قيادي في الجيش الحر بمحافظة حلب تؤكد مزاعم تركيا، موضحًا أن المنطقة ستكون بإشراف فصائل تركمانية وعربية في الجيش الحر، بينها لواء السلطان مراد، إضافة إلى الجبهة الشامية وحركة أحرار الشام الإسلامية.