نقلة إلى الداخل في مجلس ريف دمشق والمحافظ في الغوطة المحاصرة

  • 2015/12/13
  • 1:42 م

نظم مجلس محافظة ريف دمشق الدورة الثانية لانتخابات المكتب التنفيذي في مكتبه على أرض الغوطة الشرقية، الأربعاء 9 كانون الأول، بإشراف لجنة وزارية من مديرية شؤون انتخابات، وبحضور لجنة الطعون المؤلفة من ثلاثة قضاة عبر السكايب من مدينة عنتاب التركية.

هنا الحلبي – عنب بلدي

وانتخب أعضاء المجلس الموجودون في الغوطة الشرقية ورقيًا ضمن المركز، بينما انتخب الباقون عبر سكايب، ونتج عنها تعيين المهندس أكرم طعمة، رئيسًا للمكتب التنفيذي، والمهندس طارق معترماوي نائبًا له، إضافة إلى 10 أعضاء يمثلون مناطق الريف الدمشقي والقلمون.

“الثورة لا تقاد من الخارج”

نائب المحافظ، طارق معترماوي، تحدث لعنب بلدي عن سير العملية الانتخابية “تميزت الانتخابات هذه السنة بأن غالبية المنتخبين من أعضاء المكتب التنفيذي موجودون في الداخل، إذ اشترطت وزارة الإدارة المحلية، على خلاف السنة الماضية، أن تكون نسبة التمثيل في أعضاء المكتب التنفيذي 80% من الداخل”.

واقترحت الوزراة تمديد فترة الدورة الانتخابية من 6 أشهر حتى السنة، كي تتاح الفرصة لأعضاء المجلس لتحقيق إنجاز حقيقي على الأرض، وفق معترماوي.

أثبتت كل المكاتب التنفيذية التي كانت توجد خارج سوريا في الماضي فشلها، وعلى إثره تم تجاوز هذه العقبة بانتخاب “المحافظ” من الداخل السوري، وهو موجود بالغوطة الشرقية، ويؤكد معترماوي أن “الثورة لا تقاد عن بعد ولا من الخارج”، مؤكدًا على اكتسابها الشرعية الثورية من الأرض.

وعن سبب إبقاء نسبة 20% من أعضاء المكتب في الخارج، قال معترماوي إنها “لضرورة التواصل مع الداعمين وللعلاقات السياسية، لا سيما أن الائتلاف المعارض والحكومة المؤقتة والمنظمات الداعمة موجودة في الخارج نتيجة ظروف الحرب”.

ويواجه مكتب محافظة ريف دمشق عقبات إضافية عن تلك الروتينية التي قد تواجهها المكاتب الأخرى، بحسب نائب المحافظ، وتتمثل بتحميله صفةً سياسية كونه جسمًا منبثقًا عن الفعاليات الثورة، ما يحد من الدعم المقدم له من بعض الجهات، بالإضافة إلى صعوبة التنفيذ على الأرض بسبب ظروف القصف والحصار وإدخال المواد والمعدات، وأيضًا صعوبة التحقق من إنجاز المشاريع، كما أن الموظف فيه يمكن أن يواجه مشكلة أمنية في التعريف عن نفسه في بعض المناطق التي يتداخل فيها وجود النظام.

إشراف من الوزارة ولجنة الطعون

بدوره يشرح المهندس مظهر شربجي، مدير شؤون الانتخابات في وزارة الإدارة الداخلية التابعة للحكومة المؤقتة، آلية التحضير للعملية “تواصلنا منذ شهرين ونصف مع كافة المجالس في الداخل من أجل الحصول على المرشحين والسيرة الذاتية لكل منهم، بحيث تتوافق مع المعايير التي يمكن قبول المرشحين وفقها، إذ اشترط في أعضاء المكتب التنفيذي أن يكون العمر فوق الثلاثين لحملة الشهادات الجامعية”.

يتألف مجلس المحافظة من 41 عضوًا، انتُخبوا من أصل 141 شخصًا، ويوضح شربجي كيفية اختيارهم “الطريقة المعتمدة في كل أنحاء سوريا هي أن يمثل كل 10 آلاف نسمة شخص واحد، بالاعتماد على آخر إحصائية سكانية في 2011، وهذا الشخص يكون من ضمن الهيئة الناخبة ليصل مجموعها في ريف دمشق إلى 140 عضوًا، ثم من بين كل 4 أشخاص يتعين شخص واحد ليصبح عضو المجلس، وبهذا نحصل على 41 شخصًا هم أعضاء مجلس المحافظة”.

حضر الانتخابات بشكل شخصي 14 عضوًا من داخل الغوطة، ومن لم يستطع الحضور بسبب وجوده بأماكن أخرى من ريف دمشق أو بالخارج فشارك بإدلاء صوته بإرساله ببريد إلكتروني تستلمه اللجنة الناخبة وتطبعه مباشرة لتضعه في صندوق الانتخابات، وفق شربجي.

لجنة طعون عينها وزير العدل مؤلفة من ثلاثة قضاة لديهم خبرة سابقة في الدولة السورية، كان لها دورٌ أيضًا في مراقبة العملية الانتخابية والنظر في الطعون المقدمة من الناخبين بشكل مباشر بعد انتخاب كل عضو والبت فيها، ويعقّب شربجي “وثق المجلس العملية الانتخابية عبر تسجيل فيديو، وطبعت كل محادثات غرفة السكايب ووضعت في مصنف سمي مصنف الانتخابات للتوثيق”.

ورغم أن الفعالية نظمت بسرية تامة وأخذ الاحتياطات الأمنية في الداخل وعدم الإفصاح عن المكان، بحسب تعبير مدير شؤون الانتخابات، إلا أن الصالة المختارة تحت الأرض تمتعت بكافة مزايا صالات الانتخابات العالمية، من حيث التنسيق والترتيب.

أكرم طعمة، محافظ ريف دمشق المنتخب

رؤية مستقبلية

عنب بلدي تحدثت إلى أكرم طعمة، رئيس مجلس مدينة دوما المحلي والمنتخب كمحافظ لريف دمشق، وقال “أسعى لاستكمال مشاريع مجلس المحافظة سابقًا، إضافة إلى تعزيز عمل المجالس المحلية”.

المطلوب بحسب طعمة “مزيدٌ من الجهد والعمل المؤسساتي على مستوى المحافظة لنقل هموم ومعاناة أهل الريف الدمشقي المحاصرين والمهجرين ومعالجتها”.

ويشير إلى أنه سيبقى رئيسًا للمجلس المحلي في مدينة دوما، حتى الثلاثاء 14 من كانون الأول الجاري، ثم سيتسلم نائبه محمد خير شيخ النجار مهامه ريثما ينتخب رئيسًا جديدًا خلال جلسة مغلقة يحددها أعضاء المجلس.

ومنذ بداية عام 2013 بدأت التجمعات الثورية في بعض المدن والبلدات المحررة، تأخذ شكلًا تنظيميًا تحت مسمى المجالس المحلية بديلًا لبلديات النظام التي كانت تسيّر أمور هذه المناطق، وبدأت المجالس في 2014 بالتجمع تحت مجالس محلية للمحافظة كمجلس محافظة حلب وإدلب، وقد أقيمت الدورة الأولى لانتخابات ريف دمشق في نيسان 2014.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا