تراجعت أسعار النفط بأكثر من ثلاثة دولارات، الاثنين 28 من آذار، مع تنامي المخاوف من ضعف الطلب على الوقود في الصين، بعد أن أطلق المركز المالي في شنغهاي إغلاقًا مخططًا على مرحلتين للمدينة البالغ عدد سكانها 26 مليون نسمة، لاحتواء زيادة في حالات الإصابة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وسيؤدي الإغلاق المفاجئ الذي أعلنته حكومة مدينة شنغهاي، في 27 من آذار الحالي، إلى تقسيم المدينة إلى قسمين على طول نهر “هوانغبو” تقريبًا لمدة تسعة أيام للسماح بإجراء اختبارات “متقطعة”.
ويعد هذا الإغلاق أكبر اضطراب مرتبط بـ”كورونا” يضرب المدينة، وهي أكبر مستورد للخام في العالم، وفقًا لـ”رويترز“.
تراجعت العقود الآجلة لـ”خام برنت” إلى 116 دولارًا للبرميل، وتم تداولها منخفضة 3.09 دولار (2.6%) عند 117.56 دولار.
وسجلت العقود الآجلة لـ”خام غرب تكساس” الوسيط الأمريكي أدنى مستوى عند 109.30 دولار للبرميل، وانخفضت 3.28 دولار (2.9%).
ارتفع كلا العقدين القياسيين 1.4%، في 25 من آذار الحالي، محققين مكاسبهما الأسبوعية الأولى في ثلاثة أسابيع، مع صعود “برنت” أكثر من 11.5%، وصعد “خام غرب تكساس” الوسيط 8.8%.
وقال كبير المحللين في شركة “فوجيتومي” للأوراق المالية المحدودة، كازوهيكو سايتو، إن إغلاق شنغهاي أدى إلى عمليات بيع جديدة من المستثمرين المحبطين، لأنهم كانوا يتوقعون تجنب مثل هذا الإغلاق.
وتوقع سايتو أن يتحول سوق النفط إلى الاتجاه الصعودي عندما تجتمع منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفائها المعروفين باسم “أوبك+”، في 31 من آذار الحالي، إذ كانت المجموعة “أقل احتمالًا لزيادة إنتاج النفط بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الأشهر الأخيرة”.
وقد يواجه سوق النفط العالمي نقصًا في الإمدادات من مليون إلى ثلاثة ملايين برميل يوميًا، من جراء تأثر صادرات النفط الروسية بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على موسكو، في أعقاب “الغزو” الروسي لأوكرانيا.
تصدّر روسيا ما بين أربعة إلى خمسة ملايين برميل من النفط الخام يوميًا، ما يجعلها ثاني أكبر مصدّر في العالم بعد المملكة العربية السعودية، بحسب “رويترز“.
قاومت “أوبك+” حتى الآن دعوات من الدول المستهلكة الرئيسة لزيادة الإنتاج، وكانت المجموعة ترفع الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا كل شهر منذ آب 2021، للتخلص من التخفيضات التي تم إجراؤها عندما أضرت جائحة “كورونا” بالطلب.
المخزونات العالمية في أدنى مستوياتها منذ عام 2014
قال الرئيس التنفيذي لشركة “Emori Fund Management”، تيتسو إموري، إن من المرجح أن تظل أسعار النفط أعلى من 100 دولار للبرميل لفترة من الوقت، حيث ستقل الإمدادات العالمية فقط مع انخفاض الإمدادات من روسيا.
وتدرس الولايات المتحدة إطلاقًا آخر للنفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، للمساعدة في تخفيف شح المعروض، وقد يكون أكثر من 30 مليون برميل أُطلقت في وقت سابق هذا الشهر.
الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، عبارة عن مجمع حكومي أمريكي من أربعة مواقع، تحوي كهوف تخزين عميقة تحت الأرض، أُنشئت على طول سواحل خليج تكساس ولويزيانا.
مُلئ الاحتياطي إلى سعته التخزينية المرخصة التي بلغت 727 مليون برميل في 27 من كانون الأول 2009، وتكفي هذه الكمية لسد الطلب الأمريكي لفترة تزيد على الشهر، وفقًا لإدارة الطاقة الأحفورية والكربون.
ولكن بالنظر إلى المخزونات المنخفضة بالفعل، سيكون هناك إصدار محدود من احتياطي البترول الاستراتيجي، الذي يُنظر إليه على أنه عامل داعم آخر للسوق، بحسب إيموري.
–