عنب بلدي – خاص
يتابع فريق “ملهم” التطوعي نشاطاته داخل سوريا ضمن مجالات عدة، تتمثل بالدعم النفسي، والطبي، والتعليمي، والإغاثي، الخاص بالأطفال، ويعتبر المتطوعون في الفريق أن استجابة برامجهم “سريعة” وتستهدف الحالات التي لا تستطيع المنظمات الإغاثية والإنسانية الوصول إليها.
تنظيم الكرنفالات وإقامة أنشطة الأطفال، ودعم المشافي الميدانية وتأمين الدعم المالي لعلاج حالات النازحين داخل سوريا وخارجها بحدود أكثر من 100 حالة شهريًا، هي أبرز المجالات التي ينشط فيها فريق ملهم، بحسب مديره عاطف نعنوع.
نعنوع أضاف في حديثه لعنب بلدي أن الفريق يؤمّن القرطاسية ضمن عمله في المجال التعليمي في كل من سوريا والأردن ولبنان وتركيا، كما يدفع الأقساط لبعض طلاب المدارس اللاجئين.
وأردف “افتتحنا مدرستين داخل لبنان في كل من عرسال والبقاع تتسع كل منهما لأكثر من 200 طفل، ونسعى مستقبلًا لافتتاح مدارس أخرى في مناطق مختلفة بحاجة لوجود مدارس فيها”.
وأشار نعنوع إلى أن الموقع الإلكتروني الذي أطلقه الفريق منتصف تشرين الثاني الماضي يعتبر “الأول من نوعه في الوطن العربي، ويتيح لمرتاديه الاطلاع على الحالات للتبرع”، مردفًا “أتمنى أن يصبح الفريق مستقبلًا منظمة عالمية لمساعدة الناس خارج سوريا”.
من هو ملهم؟
ملهم شاب سوري من مدينة جبلة، بدأ عمله في الثورة السورية مع أصدقائه ضمن الحملات الإغاثية للنازحين من بانياس إلى مدينته، بعد أن ترك عمله في السعودية ودخل سوريا ليكون مع أهل بلده، بحسب بيان العدوي إحدى متطوعات الفريق.
وقالت العدوي لعنب بلدي إن ملهم التحق بصفوف الجيش السوري الحر بعد فترة من عمله الإغاثي واستشهد في 10 حزيران 2012، ليظهر الفريق بعد 4 أشهر، بتاريخ 26 تشرين الأول 2012، “تخليدًا لاسمه وتضحياته من أجل الثورة”.
حملة “خيرك دفا”
محمد شنبو، مسؤول الحملات في الفريق تحدث عن حملة “خيرك دفا” التي ينظمها كادره سنويًا، وقال “انطلقنا مبكرًا خلال العام الحالي في 15 تشرين الثاني الماضي، لتفادي خطأ السنة الماضية التي شهدت كوارث بسبب البرد، واشترينا المواد ثم بدأنا التوزيع في كل من تركيا وسوريا والأردن ولبنان”.
نشط الفريق في سوريا ضمن أكثر من 40 منطقة، اعتبرها شنبو الأكثر خطورة وصعوبة في الوصول إليها، “لم يصلها أحد من المنظمات قبلنا”، إضافة إلى المناطق المحاصرة والتي تتعرض لقصف يومي، بينما وزع في تركيا مواد التدفئة ضمن المناطق الأكثر حاجة “تبعًا للبيانات التي يملكها الفريق”.
وحول نوعية المواد التي يوزعها الفريق قال شنبو في حديثه لعنب بلدي “في سوريا نوزع الحطب والمازوت والألبسة، أما في الأردن فسنؤمن المدافئ وجرات الغاز، بينما سنوزع ألبسة شتوية على اللاجئين السوريين في لبنان”.
وبدأت نشاطات “خيرك دفا” في شتاء عام 2013 نظم خلالها الفريق 9 حملات، ووصل في العام الماضي إلى قرابة 54 ألف محتاج في الداخل السوري والأردن ولبنان، إضافة إلى 32 ألفًا آخرين ضمن حملات الطوارئ، وفقًا لشنبو.
استجابة لـ “خيرك دفا” في ريف اللاذقية
أطلق الفريق مشروع استجابة ضمن الحملة، الاثنين الماضي، تلبية لنداء الاستغاثة في ريف اللاذقية، ووزع الطعام من خلال مطبخ خيري أنشأه داخل أحد مخيمات المنطقة على 660 شخصًا لمدة 7 أيام، كما نظم كرنفالات للأطفال استهدف فيها مئتي طفل ووزع عليهم الهدايا، كما نظم بعض المسابقات.
ويعمل الفريق حاليًا ضمن حملة “مستعجلة” على توزيع الأغطية والخيام للنازحين في ريف اللاذقية بعد القصف الروسي، بحسب شنبو، الذي أردف، “يعيش النازحون بين الأشجار في العراء، لذلك نحاول تأمين ما يلزمهم في هذه الأيام التي تصل درجة الحرارة فيها إلى أقل من 2 درجة مئوية”.
“ملهم” مع نازحي الوعر في إدلب
تزامنًا مع وصول أهالي حي الوعر إلى مدينة إدلب أطلق الفريق حملة استجابة، الخميس 10 كانون الأول، وقال حسام طحان وهو متطوع في الفريق “استقبل فريق ملهم النازحين من حي الوعر، وبدأ منذ الصباح بتجهيز معدات التدفئة وتركيبها، كما جهزنا الألبسة الشتوية لتوزيعها عليهم”.
ووصل 200 طفل و200 امرأة إضافة إلى 300 شاب، بينهم 70 جريحًا، إلى مدينة إدلب، وفقًا لطحان، الذي أشار إلى أن قسمًا منهم بقي في المركز بينما انتقل آخرون إلى أقربائهم، مردفًا “جهزنا مركز الإيواء بـ 45 مدفأة، وسندعمها دوريًا بمادة البيرين (تفل الزيتون) التي تستخدم بكثرة في إدلب”.
وزع فريق ملهم، الجمعة 11 كانون الأول، الألبسة على النازحين، كما ساعد بتجهيز المركز بالفرش والأغطية بالمشاركة مع الهلال الأحمر ومنظمة بنفسج، وأضاف طحان “جهزنا 7 منازل مفروشة لمن يود الانتقال من المركز إليها وهي مجهزة بجميع المسلتزمات، ونحن بقربهم كل يوم وسنؤمن كل ما يلزمهم”.
وكان فريق ملهم التطوعي احتفل بالذكرى السنوية الثالثة لتأسيسه، في 31 تشرين الأول الماضي في مدينة غازي عنتاب التركية بحضور عدد من المنظمات السورية والدولية والمؤسسات الإعلامية.
وجرت الاحتفالية داخل فندق ديفان بحضور 33 متطوعًا حضروا من تركيا والأردن والإمارات وألمانيا، بينما غاب أكثر من 60 متطوعًا لم يحصلوا على إذن سفر من الدول التي يقيمون فيها، وبعضهم لا يملكون جوازات سفر، كما منع الحصار حضور قرابة 10 متطوعين يعملون في سوريا داخل المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك.
يعمل 103 متطوعين في جميع أنحاء العالم ضمن فريق ملهم، بعضهم في الداخل السوري وتركيا والأردن والإمارات والسعودية وفلسطين، وآخرون في أمريكا وبعض الدول الأوروبية منها ألمانيا، لمساعدة الفريق بجمع التبرعات ونشر الحالات.