قباسين.. قطاع تعليمي بحاجة إلى دعم ومبادرات لا تلبي الحاجة
يعاني القطاع التعليمي في مدينة قباسين وريفها شمالي حلب مشكلات عدة، تقف عائقًا أمام الأهالي قبل أطفالهم، وسط تردي الأحوال المعيشية، وقلة الدعم المخصص للقطاع التعليمي.
ورغم وجود جهات محلية ومنظمات محلية وخارجية، توفر بعض الدعم للمدارس من بنية تحتية وإصلاحات، وبعض الدعم للطلاب من مستلزمات وهدايا، أو عن طريق إجراء بعض الفعاليات، فإنها متقطعة ولا تلبي الحاجة.
صعوبات تواجه الأهالي
محمد المصطفى، أحد سكان مدينة قباسين، ذكر لعنب بلدي أبرز المشكلات التي تواجه الأهالي في تعليم أطفالهم، منها الوضع المعيشي للأهالي، الذي يقف عائقًا أمام تأمين متطلبات أولادهم من طلاب المدارس، ويعتبر “معضلة” تواجه معظم الأهالي.
وأضاف محمد أن المنطقة غير آمنة، إذ تعترضها بعض الحوادث من قصف وانفجارات أو اشتباكات، كما شهدت بعض المدارس نقصًا في وقود التدفئة شتاء، كونها غير مؤهلة، في حين غرقت مدارس المخيمات أيضًا.
وشهدت عدة مناطق ومدن في ريفي حلب الشمالي والشرقي إضرابًا لعدة مدارس، في 22 من آذار الماضي، رفضًا واستنكارًا للتسيّب الأمني، وانتشار مظاهر العسكرة وحمل السلاح أمام أبواب المدارس دون رقيب، كما شهدت بعض المناطق عمليات قصف مصدرها مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بحسب المراصد المحلية.
محمد المصطفى قال إن المواصلات تعد مشكلة أمام الطلاب في الأماكن البعيدة عن مركز المدينة أو عن المدرسة، مشيرًا إلى أن ظهور بعض المبادرات من توزيع قرطاسية أو مستلزمات دراسية للطلاب، يخفف بعضًا من معاناة الأهالي لكن لا يزيلها، إذ يستهدف التوزيع فئة مخصصة حسب معايير الاحتياج، ولا يشمل جميع الأهالي.
مساعدات لا تنهي المشكلات
ظهرت بعض المبادرات والحملات من قبل جهات محلية في المدينة سعت لتخفيف العبء عن الأهالي، كحملة توزيع حقائب وقرطاسية لطلاب الروضات، التي أنهاها المجلس المحلي في مدينة قباسين، بالتعاون مع منظمات عاملة في الشمال السوري.
مدير التربية والتعليم في قباسين وريفها، عمر أحمد الحسن، أوضح لعنب بلدي أن الحملة أُقيمت بالتعاون بين مديرية الخدمات الاجتماعية في قباسين ومنظمة “آفاد”، ووزعت حقائب وقرطاسية لطلاب الروضات في مدارس قباسين وريفها المقدّر عددهم بحوالي 683 طالبًا وطالبة.
وحضر التوزيع عدة جهات عاملة في المنطقة، منها رئيس مجلس قباسين، ومدير التربية والتعليم، ومستشار التربية التركية، بالإضافة إلى مدير الخدمات الاجتماعية، وأكد الحسن أن دعم العملية التعليمية مستمر بشتى السبل وبكل الأوقات.
وكان لحملة التوزيع أثرها في نفوس الطلاب الصغار، وأدخلت على قلوبهم الفرحة والسرور، وكانت حافزًا لهم للقدوم إلى المدرسة.
مصعب العمر والد طفل في الروضة، تحدث لعنب بلدي عن أثر مثل هذه الحملات أو اللفتات في تشجيع الطلاب الصغار، ونقل فرحة طفله بالحقيبة التي تحوي ألعابًا وقرطاسية.
ونوّه إلى أن بعض الأهالي لا يستطيعون تلبية احتياجات أطفالهم المدرسية، فمثل هذه الفعاليات أو الحملات جيدة، وتوجه بالشكر لمن يقف خلفها أو يدعمها، داعيًا إلى استمرارها.
ورغم الجهود المحلية المبذولة، يعاني القطاع التعليمي في مدينة قباسين وريفها شمالي حلب مشكلات عدة، لازدياد أعداد الأطفال ضمن العمر الدراسي، وعدم توفر المراكز التعليمية والمدارس الكافية لهؤلاء الأطفال، عدا عن قلة الدعم المخصص للقطاع التعليمي وخاصة في المخيمات، إذ لا تحتوي معظم المخيمات أي تجهيزات تعليمية وافية، فالمدارس في هذه المخيمات عبارة عن خيمة قماشية لا تشكّل بيئة ملائمة للدراسة.
وكانت مديرية التربية في قباسين استبدلت، في وقت سابق، غرفًا مسبقة الصنع (كرفانة) ببعض مدارس المخيمات المكوّنة من خيم كبيرة، بالتعاون مع منظمة عاملة في الشمال، وجهّزت أرضيات لتلك الغرف، وفرشتها بالأسمنت.
ونال قطاع التعليم في الشمال السوري نصيبه من القصف الذي أصبح بوتيرة شبه يومية، والذي أدى إلى دمار كبير في القطاع التعليمي، كما ازدادت أحوال القطاع التعليمي سوءًا مع ارتفاع موجات النزوح في السنوات الماضية.
شارك في إعداد التقرير مراسل عنب بلدي في ريف حلب سراج محمد
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :