عروة قنواتي
لا شك أن النتائج التي سجّلتها المنتخبات العربية في التصفيات النهائية للقارة الإفريقية المؤهلة لمونديال 2022 غير حاسمة، وفي بعضها غير مطمئنة أبدًا، فلا توجد نتيجة هدفين أو ثلاثة أهداف للمنتخبات العربية في لقاءات الذهاب، وخصوصًا للمنتخبين المصري والتونسي.
أما في القارة الآسيوية فقد كان الأخضر السعودي فارس الموقف بحسم التأهل قبل نهاية التصفيات بجولة واحدة، فيما يبقى الصراع الإماراتي- العراقي على الجولة الأخيرة لمحاولة تأمين بطاقة الملحق، التي سيذهب صاحبها لمقابلة أستراليا، وفي حال عبوره من السد الأسترالي سيواجه خامس قارة أمريكا الجنوبية.
مبروك للأخضر السعودي ضمان المقعد العربي الثاني في المونديال بعد دولة قطر المضيفة للحدث التاريخي نهاية العام الحالي، والعيون ما زالت تراقب المشهد العربي في إفريقيا وإمكانية الوصول إلى خمسة مقاعد عربية في المونديال، أي أن تتأهل ثلاثة منتخبات من القارة الإفريقية وهذا ممكن، بالإضافة إلى السعودية وقطر، لكن الفرصة الذهبية تدور في فلك المقاعد الستة، أي أن تحجر مصر والمغرب والجزائر وتونس مقاعد عرب إفريقيا بالإضافة إلى الأخضر والعنابي.
مصر أنهت شوطها الأول في القاهرة بهدف نظيف على حساب السنغال، والرد في أرض ساديو ماني وكوليبالي، وهنا المهمة صعبة للغاية، لا أقول إن المصريين غير قادرين على انتزاع البطاقة بالفوز أو التعادل أو التمديد في حال تسجيل السنغال هدفًا وحيدًا، ولكن أقول كما كل من تابع مباراة الذهاب: المنتخب المصري قادر على التأهل، ولكن المهمة لن تكون سهلة ولن يشعر الفراعنة بالراحة إلا أن يقلب المدرب كيروش الحال بالأداء الهجومي، وأن يضع حدًا لامتلاك السنغاليين المحترفين الكرة في وسط الملعب بشكل معتاد، أو أن يوفّق بحظ طيب يخدمه للتأهل.
منتخب تونس الذي فاز بالنيران الصديقة في أرضه، وبهدف وحيد سجّله مدافع مالي سيساكو في مرماه، لم يقدم المستوى المأمول ليريح أعصاب عشاقه قبل مباراة الإياب في أرض مالي، وللأمانة ومنذ سنوات، أداء المنتخب التونسي غير ثابت، والرهان على نسور قرطاج بالمنافسة المتواصلة رهان يثير الشكوك في أغلب المنافسات والمناسبات، إلا أن تكون عوامل المنتخب جيدة ومناسبة لاقتناص الفوز أو التأهل. منتخب مالي لم يكن المنتخب المرعب في لقاء الذهاب، لكن الإياب أشبه بالنهائي وفرص المنتخبين للتأهل متساوية.
منتخب المغرب الذي يمر بعاصفة انتقادات تطال المدرب وبعض المحترفين، وخصوصًا بعد الخروج من ربع نهائي أمم إفريقيا قبل شهرين، جعل من نتيجة التعادل الإبجابي بهدف لهدف في كينشاسا أمام الكونغو الديمقراطية شمّاعة لزيادة الضغوطات وزيادة الانتقادات بحدة، خاصة بعد ضياع ركلة جزاء كادت أن تؤمّن الفوز في أرض الخصم وتؤمّن اللعب براحة وبهدوء في المغرب منتصف الأسبوع. خليلوزيتش يعلم تمامًا أن الفرصة في المغرب مواتية وأن التعادل جيد في بعض الأوقات، ولكنه يعلم بأنه أضاع فرصة الفوز مع لاعبيه التي قد يندم عليها أمام خصم يعد العدة للانقلاب على المشهد، خاصة أنه خرج بنقطة التعادل على أرضه، أي أن الكونغو ستخوض مباراة الإياب على أنها مباراة نهائية بالفعل ولا تقبل إلا الفوز.
قد أكون مطمئنًا نوعًا ما لصحوة المنتخب الجزائري وأدائه الطيب في ياوندي معقل أسود الكاميرون، وقد أكون متحسرًا على ضياع أكثر من فرصة للتسجيل كانت كفيلة بإراحة الأعصاب والتركيز على مباراة الإياب في “البليدة”، حيث مهمة الكاميرون لن تكون سهلة في ملعب عظيم وأمام جماهير عاشقة ومرعبة بالتشجيع والتحفيز. هدف دون رد من رأسية إسلام سليماني تجعلني أجزم بأن الجزائر وضعت قدمًا ونصفًا في المونديال، والمتبقي في الإياب تثبيت القدمين في أرض المونديال.
بالتوفيق للمنتخبات العربية، والأمنيات بالمشاركة الأكبر والأقوى والوصول إلى الرقم 6 بتعداد المنتخبات العربية في مونديال الدوحة 2022.