“ورددت الجبال صدى” هي الرواية الثالثة للكاتب الأفغاني خالد الحسيني بعد كلّ من “عدّاء الطائرة الورقية” و “ألف شمس مشرقة”، نشرها باللغة الإنكليزية عام 2013، لتترجم وتنشر باللغة العربية عام 2014 عن دار دال للنشر.
تدور أحداث الرواية حول 100 عام من حياة أربعة أجيال من الأفغان، بدءًا من القرن العشرين والعصر الملكي لأفغانستان انتهاءً بكل الصراعات والحروب والتغيرات السياسية التي عاشتها.
تقع الرواية في 443 صفحة وتقسم إلى 9 فصول، كل منها مُعنْون بفصل من فصول السنة، ولكّل فصل راوٍ، وكلّ منها يجري على أرض وفي زمان، لكن منطلقها جميعها أفغانستان.
سنقرأ في الرواية قصصًا من باريس واليونان وباكستان والهند والولايات المتحدة الأمريكية، يحكي فيها الحسيني قصص أجيال من الأفغان وُلدوا في الغربة، بالإضافة لإدخاله حكايا إنسانية يتقاطع شخوصها مع الرواية ببراعة دون أن يكون لهم صلة مباشرة بأفغانستان.
يبرع الكاتب في تحليل النفس الإنسانية ووصفها، تكوين الشخصيات متكامل وأكثر دقة من رواياته السابقة، ترى في كل منها جانب خير وجانب شرّ، كما هم الناس فعلًا، وتشعر بأن الشخصيات تنضج أمام ناظريك مع مرور الوقت، بالإضافة لكون السرد الروائي للأحداث أكثر تعقيدًا وإبداعًا، إذ لم يهتمّ فيها بترتيب زمني معيّن، لتتشابك خيوط القصص، وتفسّر كل منها الأخرى، ولعلّ ما ذكره الكاتب في الاقتباس التالي يعبّر عن طريقة سرده:
“إن القصص كالقطارات المتحركة، لا يهم أبدًا من أين تركبها، لأنك ستصل غايتك عاجلًا أم آجلًا على متنها”.
مع كل رواية من روايات الحسيني نشعر أنه يبتعد عن “رواية التاريخ” ويقترب أكثر من “رواية الإنسان”، إذ وحدها الآلام الإنسانية من تروي التاريخ بصدق، بعيدًا عن تهليلات المنتصرين وما تخطّه أقلامهم.