يعتمد الجنرال الروسي ميخائيل ميزينتسيف، تكتيكه العسكري في الحصار والقصف والأرض المحروقة، الذي استخدمه في سوريا، بـ”الغزو” في أوكرانيا.
وأفادت صحيفة “Dailymail” البريطانية، الخميس 24 من آذار، أن الجنرال الروسي ميخائيل ميزينتسيف، الذي عُرف بـ”جزّار ماريوبول” لإشرافه على حصار حرم مدينة ماريوبول الأوكرانية من الطعام والماء والكهرباء لمدة شهر خلال قصف لا يرحم أودى بحياة الآلاف من المدنيين، هو المسؤول عن مقتل مدنيين في سوريا.
وأضافت أن ميزينتسيف، الذي شغل منصب مدير المركز الوطني الروسي للدفاع منذ عام 2014، هو القائد المشرف على العملية الروسية في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما أصدر أمرًا بقصف مستشفى للولادة في المدينة، ما أدى إلى مقتل امرأة حامل وطفلها الذي لم يولد بعد، كما قصف مسرحًا يؤوي مئات الأطفال الذين من المحتمل أن يكونوا قد دُفنوا أحياء تحت الأنقاض، وهو المسؤول عن القصف العشوائي للأحياء في هجمات خلّفت جثثًا متعفنة في الشوارع.
ووصف سفير أوكرانيا السابق لدى النمسا ، ألكساندر شيربا، ميزينتسيف بأنه “جزّار ماريوبول”، بينما دعاه رئيس مركز الحريات المدنية الأوكراني، ألكساندر ماتفيتشوك، إلى مواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها الجنرال الروسي مثل هذه الأوامر المروّعة.
من خلال دوره القيادي في وزارة الدفاع، كان من المحتمل أيضًا أن يكون ميزينتسيف قد ساعد في وضع استراتيجية عسكرية لروسيا في سوريا، بما في ذلك الحصار الدموي لحلب، الذي يتوازى بشكل مخيف مع الرعب الذي تتعرض له مدينة ماريوبول.
حصار حلب “الوحشي”
وساعدت روسيا رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في الحصار واستعادة مناطق من مدينة حلب الغربية من قوات “الجيش السوري الحر” بالشمال السوري في نهاية المطاف.
واستمرت معركة استعادة المدينة لأكثر من أربع سنوات، لكن الفترة الأكثر حدة جاءت في أواخر عام 2016، عندما حاصرت القوات الروسية وقوات النظام النصف الشرقي من المدينة، بينما كان 270 ألف مدني لا يزالون بداخلها وقصفوها، قبل أن تدخل القوات والدبابات للاستيلاء عليها.
تقدّر “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 1640 مدنيًا خلال تلك الفترة، على الرغم من صعوبة تحديد عدد القتلى.
قال المراقبون الذين تحدثوا إلى صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، إن الحصار “تميّز بدرجة لا مثيل لها من الوحشية والمعاناة”، خلال الصراع بأكمله.
واستخدمت القوات الروسية القنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية والقنابل الحارقة المحظورة بموجب المواثيق الدولية في أثناء الحصار، وغالبًا ما كانت مناطق مدنية.
ظهرت أدلة على استهداف المستشفيات بشكل منهجي في حلب، وتم تدميرها بالكامل في نهاية المطاف في غارات القصف.
وأُعلن وقف إطلاق النار بشكل متكرر، ولكن في كثير من الأحيان استخدمت القوات الروسية إلى جانب النظام السوري التهدئة لإعادة تسليحها وإعادة تمركزها قبل استئناف الهجوم، مع اتهام مقاتلي المعارضة بخروقات التهدئة كذريعة مسبقة لمضاعفة الهجمات.
وفي نهاية المطاف، عُرضت ممرات إنسانية على المدنيين الراغبين في الفرار من القتال، وبينما تمكن الآلاف من الفرار، قال آخرون إنهم اعتُقلوا وهم يحاولون الخروج، بينما ورد أن بعضهم أُعدموا أو ماتوا على طول الطرق التي يُفترض أنها “آمنة”.
ووثّق المراقبون أكثر من 100 إعدام بأساليب متعددة في أثناء الحصار، بينما قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، إن قرابة 2500 شخص اعتُقلوا بشكل تعسفي، العشرات منهم من الأطفال.
مصير مشابه لسكان ماريوبول
ويشابه مصير سكان ماريوبول في أوكرانيا ما حدث لأهالي حلب، وإن كان على نطاق أوسع.
كان عدد سكان ماريوبول أكثر من 400 ألف مدني، عندما بدأ الحصار قبل شهر تقريبًا، وتوفي ما لا يقل عن ألفي مدني في القصف، على الرغم من أن المسؤولين المحليين يقولون إن العدد الحقيقي قد يصل إلى 20 ألفًا عند إجراء الإحصائيات النهائية.
وجعلت روسيا وحلفاؤها أهدافًا عسكرية من قلب المجتمعات المدنية، في كل من سوريا وأوكرانيا، أماكن يذهب الناس العاديون إليها للحصول على الرعاية الطبية والتعليم والطعام والضروريات الأخرى.
يُعد استهداف المدنيين عمدًا غير قانوني بموجب القانون الدولي، ولكنه يمكن أن يكون فعالًا أيضًا ينشر الرعب، وإضعاف إرادة المقاتلين ، وتدمير المجتمع الذي يعتمدون عليه في الدعم العملي والمعنوي.
خلال معركة حلب التي استمرت ثمانية أشهر، ورد أن المدنيين تعرضوا للأذى فيما لا يقل عن 16 هجومًا على المستشفيات، وهو ما يمثّل ما يصل إلى 143 حالة قتل مزعومة، وفقًا لمنظمة “Airwars”.
ووثّق الموقع عشرات الضربات على مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك عدة هجمات تم ربطها مباشرة بالقوات الروسية.
واستخدمت روسيا حروبها لتطوير تكتيكات واختبار أسلحة جديدة.
وتفاخر وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، باختبار أكثر من 300 نوع جديد من الأسلحة في سوريا وأوكرانيا، زاعمًا أنهم استخدموا صواريخ جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت لأول مرة.
–