ناشد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، أعضاء اللجنة الدستورية السورية، لـ”العمل بحسّ الجدية وروح التوافق الذي يتطلّبه الموقف”.
وفي جلسة مجلس الأمن، الخميس 24 من آذار، قال بيدرسون، إن “جهود صياغة الدستور التي تبدأ بالفعل باستكشاف التسويات يمكن أن تساعد في بناء الثقة في هذه العملية، وهو أمر يفتقر إليه السوريون في الوقت الحالي”.
حتى الآن، ناقش الأعضاء مسودات نصوص دستورية في أربعة مجالات للمبادئ الدستورية، من أساسيات الحكم وهوية الدولة، إلى رموز الدولة وتنظيم ووظائف السلطات العامة، وأشار المبعوث إلى أن المداولات “لم تكن سهلة”.
أعضاء اللجنة من الجانبين كانوا مشغولين بمراجعة النصوص الدستورية التي قدمها كل جانب لتعكس مداولات اجتماعات الأيام القليلة الماضية، ومن المتوقع أن تُقدم المراجعات النهائية اليوم، الجمعة.
وقال بيدرسون، “هناك اختلافات كبيرة ولكن من الممكن إيجاد النقاط المشتركة والبناء عليها، إذا كانت الإرادة موجودة للقيام بذلك، لذلك سنرى ما إذا كانت الـ24 ساعة المقبلة ستساعدنا على المضي قدمًا”.
وتطرّق المبعوث الأممي إلى الوضع على الأرض، والاحتياجات الإنسانية المتزايدة، وانهيار الاقتصاد، وحثّ جميع المعنيين على تمديد إيصال المساعدة الإنسانية عبر الخطوط والحدود.
ودعا بيدرسون إلى بذل جهود لخفض التصعيد، وبناء وقف حقيقي لإطلاق النار على مستوى البلاد، إذ على الرغم من عدم وجود تحولات في الخطوط الأمامية منذ عامين، اندلع العنف بين عدة جهات، بما في ذلك “مجموعتان إرهابيتان” مدرجتان وخمسة جيوش أجنبية، الشهر الماضي، على حد قوله.
ونبّه المبعوث إلى أن السوريين من جميع الأطراف ما زالوا يعانون من محنة المعتقلين والمخطوفين والمفقودين، وشدد على أن “أي محاولة ذات مصداقية لبناء الثقة يجب أن تتضمّن خطوات جادة إلى الأمام بشأن هذه القضية”.
.@GeirOPedersen Before the Committee began to work this week, I recalled that Syria remains one of the gravest crises in the world, and there is a clear need for progress towards a political solution in line w/Security Council resolution 2254. Text here: https://t.co/kf52l1uw10
— UN Special Envoy for Syria (@UNEnvoySyria) March 24, 2022
روسيا وأمريكا.. اتهامات بالتواطؤ في الحرب السورية
صرح نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، خلال الاجتماع الدوري لمجلس الأمن أمس، أنه على الرغم من أن واشنطن تقدم وجودها العسكري في سوريا على أنه عملية “لمكافحة الإرهاب”، لا يوجد أي إجراء “فعّال لمحاربة الإرهابيين”.
وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفاءها استخدموا “ذريعة” تدمير الأسلحة الكيماوية، في “انتهاك” للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، “لشنّ ضربات صاروخية وقنابل ضخمة على البنية التحتية العسكرية والصناعية للجمهورية السورية”.
كما طالب بوليانسكي الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأن يكون “متسقًا”، وأن يقدم تقييمه لامتثال وجود الولايات المتحدة والقوات الأخرى في سوريا بالنسبة لميثاق الأمم المتحدة.
في المقابل، اتهم نائب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، روسيا بتأجيج الصراع في سوريا وإدامته “بهجمات متهورة” على المدنيين والبنية التحتية.
وأضاف ميلز أن بلاده “منزعجة بشدة” من التقارير التي تفيد بأن روسيا جنّدت سوريين للقتال نيابة عنها في أوكرانيا، وقال، “هذا من شأنه أن يظهر ازدراء روسيا الحقيقي للشعب السوري”.
أُسست اللجنة الدستورية السورية في عام 2019، متضمنة هيئة من 150 عضوًا تضم 50 ممثلًا للنظام السوري، و50 ممثلًا من المعارضة، و50 من المجتمع المدني.
ويمثّل 15 عضوًا من كل كتلة لجنة الصياغة المصغرة، المكلفة بالبتّ في مسودة نص لدستور جديد.
وانتهت الجلسة الأخيرة للجنة، التي عُقدت في أواخر 2021، “بخيبة أمل“، بعد فشل الأعضاء في إحراز تقدم بشأن مسودة النص التي وافقت عليها جميع الأطراف.
–