لا أدوية مدعومة في إدلب.. “مديرية الصحة” تبرر
يلجأ معظم سكان شمال غربي سوريا للمشافي والمراكز المدعومة لتلقي العلاج، ليجدوا أنفسهم أمام عقبة أخرى جرّاء عدم توفر الأدوية في الصيدليات التابعة لتلك المشافي.
وفي استطلاع رأي أجراه مراسل عنب بلدي، اشتكى معظم الأهالي من عدم توفر الأدوية بشكل مجاني داخل صيدليات المشافي، مما يجبرهم على شراء الأدوية من الصيدليات الخاصة وبسعرٍ لا يتناسب مع دخلهم الشهري.
وقال إبراهيم الخالد (45 عامًا) نازح من سهل الغاب إلى مخيمات كفرعروق، وأب لخمسة أطفال، إن أبناءه أصيبوا بالزكام والتهاب القصبات الهوائية بشكلٍ متكرر خلال الشتاء جرّاء غياب وسائل التدفئة، وفي كل المرات التي توجه فيها إلى المركز الصحي في بلدة كفرعروق التابعة لمدينة حارم شمالي إدلب لم تكن الأدوية التي طلبها الطبيب داخل المركز متوافرة في الصيدلية.
وأضاف الخالد أنه لم يستطع شراء جميع الأدوية من الصيدليات الخاصة جرّاء ارتفاع أسعارها، في ظل انقطاعه عن العمل منذ أشهر، مشيرًا إلى أن الرعاية الصحية داخل المركز كانت جيدة لكنّ عدم توافر الأدوية جعل العلاج ناقصًا.
كما اشتكي أديب الخطيب (45 عامًا)، من أنه اضطر لدفع نحو 150 ليرة تركية (الدولار يقابل 15 ليرة تقريبًا) لشراء دواء لزوجته بعد ساعات من البحث عن الدواء في الصيدليات التابعة للمشافي والمراكز المدعومة.
من جهته برر نائب رئيس “دائرة الرعاية الأولية” في مديرية صحة إدلب، دريد الرحمون، نقص الأدوية بتخفيض الدعم المقدم للمشافي بين عام 2021 بنسبة تتراوح بين 10% و70% من قبل بعض المنظمات.
وشمل تخفيض المنح أقسام مختلفة في القطاع الطبي، إذ قررت منظمة الصحة العالمية إلغاء المنح المقدمة لقطاع الأدوية، وفق الرحمون.
وأضاف الرحمون، أن معظم المنظمات تستمر بتخفيض الدعم والمنح بشكل تدريجي للحفاظ على القطاع الطبي في المنطقة بأقل التكاليف الممكنة.
وتعمل المديرية على حل مشكلة نقص الأدوية، لكن الأمر يتطلب مبالغ مالية كبيرة وتعاونًا بين المنظمات والمانحين والعاملين في القطاع الطبي، مؤكدًا أن المشكلة ملموسة على أرض الواقع ولكنّ الحل غير قابل للتطبيق دون تحقيق هذا التعاون، وفق الرحمون.
جاء ذلك بعد أزمة دعم ضربت المنشآت الطبية فيها، إذ قال فريق “منسقو استجابة سوريا”، في منتصف كانون الثاني الماضي، إن 18 منشأة طبية تقدم خدماتها لأكثر من مليون ونصف مليون مدني في شمال غربي سوريا انقطع عنها الدعم الطبي.
كما يعاني الأهالي من ظروف معيشية صعبة تزداد مع تفشي فيروس “كورونا”، وعجز الأهالي عن تحمل تكاليف الرعاية الطبية الخاصة ودفع تكاليف العلاج، بحسب ما قاله مدير المكتب الإعلامي في “مديرية صحة إدلب”، عماد زهران، في حديث سابق لعنب بلدي.
أسهم بإعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في ريف إدلب إياد عبد الجواد
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :