روسيا تجمع “مرتزقة” في “حميميم” تمهيدًا لنقلهم إلى أوكرانيا
منذ منتصف آذار الحالي، شهدت مدينة حلب عمليات نقل لعناصر من الفرقتين “25” و”30″ التابعتين لـ”الفيلق الخامس” المُشكّل من قبل روسيا في سوريا، باتجاه قاعدة “حميميم” العسكرية بريف اللاذقية، تمهيدًا لنقلهم باتجاه أوكرانيا لدعم الجيش الروسي في “غزوه” للبلاد.
وشملت عملية النقل أيضًا عناصر ما يُعرف بـ”اللجان الشعبية” (الشبيحة) إلى القاعدة الروسية.
وانطلقت خمس حافلات، في 12 من آذار الحالي، تحتوي كل منها على 40 عنصرًا من قوات النظام، وآخرين من “الشبيحة” الذين أبرم بعضهم عقودًا مع روسيا للقتال في أوكرانيا.
ولم تتمكّن عنب بلدي من التحقق مما إذا كانت روسيا أرسلت “المرتزقة” باتجاه أوكرانيا أم أنها مستمرة بتجميعهم في قاعدتها العسكرية حتى الآن.
ونقل مراسل عنب بلدي في حلب عن عناصر سبق ووقّعوا عقودًا للقتال في أوكرانيا قولهم، إن الإجراءات “سهلة وسريعة” على خلاف العقود السابقة التي وقّعها “مرتزقة” سوريون للقتال في ليبيا إلى جانب الروس.
خير الدين (32 عامًا) وهو أحد عناصر “التسويات” المنضم لـ”الفرقة 30″ المدعومة روسيًا، قال لعنب بلدي، إن روسيا سلّمت 250 دولارًا لمن وقّعوا هذه العقود بشكل فوري لـ”تأمين احتياجات منازلهم قبل نقلهم باتجاه حميميم”.
وأشار إلى أن الاقبال على هذه العقود لا يزال نشطًا، وأغلبية المُقبلين هم من عناصر “الفيلق الخامس” وبعض عناصر النظام الذين كانوا يعملون ضمن الأفرع الأمنية سابقًا.
قرية كفرناها بريف حلب الغربي شهدت انطلاق رحلة من “المرتزقة” باتجاه “حميميم”، بحسب أحد المُجندين في “الفيلق الخامس” وبلغ عدد الحافلات خلال الرحلة ثلاثًا.
وبينما لم نتمكّن من معرفة الأعداد الحقيقية والمؤكدة لحجم “المرتزقة” السوريين، يوضح البعض من عناصر “التسويات” المُقبلين على السفر بعقود مع روسيا، أن الإقبال على هذه العقود كبير جدًا نظرًا إلى الوضع المعيشي السيئ.
ماهر (36 عامًا) وهو أحد عناصر “اللجان الشعبية”، قال لعنب بلدي، إنه رغم سياسة التعتيم التي تمارسها روسيا على هذه الرحلات فإن قسمًا منها وصل فعلًا إلى أوكرانيا.
وأوضح ماهر أن عددًا من رفاقه كانوا في إحدى هذه الرحلات التي انطلقت باتجاه “حميميم”، إلا أنه لم يعد يتمكّن من التواصل معهم بعد فترة على وصولهم، الأمر الذي اعتبره مؤشرًا على أنهم غادروا سوريا.
وتعتبر قاعدة “حميميم” الجوية مركزًا رئيسًا ومركز انطلاق للتدخل العسكري الروسي في سير العمليات القتالية في سوريا منذ بدء التدخل الروسي لمصلحة النظام السوري عام 2015، حتى وقعت موسكو، عام 2017، عقد إيجار طويل الأمد، ولمدة 49 عامًا للقاعدة.
تجنيد “مرتزقة” بإعلان رسمي روسي
أعطى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 11 من آذار الحالي، الإذن لوزارة الدفاع الروسية بنقل آلاف “المرتزقة” من منطقة الشرق الأوسط، لمشاركة القوات الروسية في “غزو” أوكرانيا.
بدورها نشرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تقريرًا يتحدث عن مشاركة سوريين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا المستمرة منذ إعلان “الغزو” الروسي عليها في 24 من شباط الماضي.
وبحسب، التقرير المنشور في 4 من آذار الحالي، وردت أنباء تفيد بقيام أجهزة أمنية تابعة لحكومة النظام السوري المدعومة روسيًا، وعدد من فصائل المعارضة المسلحة السورية المدعومة من تركيا، بفتح باب التسجيل للمقاتلين الراغبين بالقتال في أوكرانيا إلى جانب كل من طرفي النزاع هناك.
كما أعلن بعض المقاتلين المعارضين، من بينهم شخصيات محلية معروفة، عن رغبتهم بالقتال في أوكرانيا، ونشروا ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل المقاتل في صفوف “الجيش الحر” سهيل الحمود، الملقب بـ”أبو التاو”، الذي أبدى استعداده القتال في أوكرانيا، عبر تغريدة على “تويتر“.
في 24 من شباط الماضي، أعلن الرئيس الروسي بدء “عملية عسكرية خاصة” في إقليم دونباس الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك، ما أدى إلى إدانات دولية ثم فرض عقوبات على بنوك ومصارف ومسؤولين روس.
ثم وسّع بوتين عمليات قواته في جميع أنحاء أوكرانيا، وسط دعم غربي، عسكري وسياسي، للحكومة الأوكرانية.
بدوره، أعلن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، تأييده “الغزو” الروسي، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
واعتبر الأسد في بيان نشرته منصات “رئاسة الجمهورية” أن ما تقوم به روسيا هو “تصحيح للتاريخ، وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفييتي”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :