طارق أبو زياد – حلب
أدت المعارك الدائرة في ريف حلب الجنوبي إلى نزوح كافة أهالي القرى والبلدات القريبة من مناطق الاشتباكات نحو المناطق الأكثر أمنًا، حاملين معهم ما خف وزنه وغلا ثمنه، وتاركين منازلهم بما فيها من أثاث ولباس، الأمر الذي جعلها هدفًا للسرقة والنهب من قبل عصابات منتشرة في مناطق سيطرة المعارضة، وفي ظل غياب ملحوظ للجهات الأمنية.
أبو عبيدة الأشقر، مقاتل في حركة أحرار الشام من مدينة حماة، كان يستقر في قرية جب كاس الواقعة جنوب حلب وتتبع إداريًا إلى محافظة إدلب، اضطر لترك منزله وأخرج أهله نحو مدينة إدلب أثناء رباطه على جبهات الريف الجنوبي.
تعرض منزل “أبو عبيدة” للسرقة من جهة مجهولة، وأفرغت كافة محتويات المنزل من أثاث وعدد كهربائية وغيرها، واتهم المقاتل الجهات الأمنية في المنطقة بعدم وجود أي دوريات أو حواجز لضبط الأمر في المناطق الخالية من سكانها.
وأوضح أن “سرقة منزل بكامل أغراضه لا يتم بشكل مخفي فبالتأكيد تم تحميل الأغراض في سيارة، وسارت بين المناطق وخرجت دون أي مساءلة، لذلك أدعو وأتمنى من المسؤول عن الأمر بإيجاد حلول للمشكلة عن طريق دوريات ليلية أو نصب حواجز تحيط بالمناطق الخالية”.
من جهته كشف أبو سعيد، أحد العناصر المسؤولين عن الأمن في جيش الفتح، عن تشكيل مجموعات من أهالي القرى النازحة مهمتها حماية قراهم وتسيير دوريات حراسة ليلية، وقد قدّم الجيش لهم ما يحتاجون من مستلزمات وصلاحيات باعتقال من يشتبه به بسرقة أو ما شابه.
ورغم أخذ الاحتياطات اللازمة، لا يخلو الأمر من السرقات، وقد قدمت عدة شكاوى من الأهالي يتم التحقيق فيها وزيادة الجهود لحماية الممتلكات الخاصة، بحسب “أبو سعيد”، الذي نصح الأهالي الذين خرجوا بضرورة نقل ما يستطيعون حمله معهم للتخفيف من حالات النهب والسلب.
عدد من قاطني الريف الجنوبي أكدوا لعنب بلدي استمرار حالات السرقة بشكل شبه يومي في القرى الخالية، في حالة فراغ أمني تتحمل مسؤوليته فصائل المنطقة، ولا سيما المنضوية في غرفة عمليات “جيش الفتح” كون عملياتها تتركز في المنطقة.
–