عروة قنواتي
بلا أي عبارات ترضية ولا مقدمات منمقة، دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا للعام الحالي من دون أندية إيطالية، أزمة تعود مجددًا وتفتح جرد الحساب لمكانة الفرق الإيطالية ضمن الملعب الأوروبي، وربما تخنق المساحة المتوفرة للمنتخب الأول في حال عدم التأهل نهاية الشهر الحالي إلى كأس العالم 2022 من بوابة الملحق الأوروبي الأخير أمام مقدونيا الشمالية (نصف النهائي) وأمام البرتغال أو تركيا (النهائي).
حالة عدم التوازن فُضحت بهزيمة غير مقبولة وموجعة بحق السيدة العجوز، نادي جوفنتوس، على أرضه وبين جماهيره قبل أيام أمام نادي فياريال الإسباني بثلاثية نظيفة، بعدما انتهت مباراة الذهاب في إسبانيا بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف.
وربما لم يكن نفس الأثر قد وقع بخروج إنتر ميلان أمام ليفربول، بخسارته ذهابًا على أرضه بهدفين دون رد وفوزه في ملعب الريدز بهدف نظيف وبمباراة للذكرى، ولكنه خرج أيضًا وحرم إيطاليا من مقعد في دور الثمانية.
الخروج المبكر كان لنادي ميلان من دور المجموعات في ذيل ترتيب مجموعته، وهو العائد بعد غياب طويل إلى دوري أبطال أوروبا، أحد فرسان المسابقة سابقًا بسبع بطولات، ليلحق به نادي أتلانتا الذي هبط بمجموع نقاطه إلى البطولة الثانية في أوروبا (الدوري الأوروبي)، وقد وصل فيها إلى دور الثمانية بعد قرعة يوم الجمعة الماضي ليقابل لايبزغ الألماني.
أما الفرق الإيطالية التي حملت لواء الكرة الإيطالية في الدوري الأوروبي مع بداية دور المجموعات فقد خرجت من دور خروج المغلوب الذي يسبق الدور ثمن النهائي، فغادر نابولي أمام برشلونة، وفقد لاتسيو فرصة المتابعة أمام بورتو.
وفي البطولة المستحدثة مؤخرًا وضمن نسختها الأولى، المسماة “دوري المؤتمر الأوروبي”، شارك نادي روما ووصل إلى دور الثمانية، وينتظر مواجهة نادي بودو غليمت النرويجي، النادي الذي كان مع روما في دور المجموعات، وسجل بحقه نتيجة صعقت قلوب عشاق الذئاب والكرة الإيطالية بسداسية مقابل هدف.
تراجع المنافسة من الأندية الإيطالية أصبح للتندر وللإحصاء، فمنذ متى لم ترتقِ الأندية الإيطالية إلى منصات التتويج الأوروبية أو تصل إلى المباراة النهائية؟
آخر مرة رفعت الكرة الإيطالية لقب “الشامبيونز ليغ” عبر أنديتها كانت بهمة إنتر ميلان في نسخة العام 2010، وآخر وصول للأندية الإيطالية إلى نهائي “الشامبيونز ليغ” كان عبر نادي جوفنتوس الذي تواجه مع ريال مدريد في نهائي العام 2017، وخسر المباراة برباعية مقابل هدف.
وبالنسبة لبطولة “اليوروبا ليغ” فقد كان اللقب الأخير ضمن خزائن نادي إنتر ميلان في العام 1998، وآخر وصول للمباراة النهائية عبر إنتر ميلان أيضًا في العام 2020، وخسر اللقب يومها أمام إشبيلية الإسباني.
قد يكون لقب مسابقة اليورو 2020 للمنتخب الإيطالي بجيله الجديد مع السيد روبيرتو مانشيني الغطاء الأفضل لتعثرات الأندية المتكررة وابتعادها عن المنافسة، في آخر وأهم الإقصائيات الأوروبية، ولكن حتى من بوابة المنتخب فالأمور معقدة بعض الشيء، إذ ذهب الآزوري إلى الملحق الأوروبي بعدما فشل في الوصول المباشر إلى مونديال الدوحة 2022، وعليه أن يعبر من مباراتين أمام مقدونيا الشمالية، باعتباره الخصم الأسهل، ومن ثم مقابلة البرتغال مع الدون رونالدو أو منتخب تركيا الذي بدأ يتحسن في الفترة الأخيرة بعد نكسة نتائج اليورو وبعض النتائج في التصفيات المؤهلة للمونديال.
المشهد الكروي الإيطالي في فوضى عارمة، وفي تراجع بالمنافسة والندية والثقل والقوة، لا صوت يعلو باسم إيطاليا في دوري الأبطال حاليًا، بينما يحمل نادي أتلانتا ونادي روما راية الكرة الإيطالية في بطولات الظل كما يطلق عليها، الدوري والمؤتمر الأوروبي، فهل سيكون المنتخب غطاء الأندية مجددًا ويصل إلى المونديال؟