القامشلي.. أسعار الزيت “تحلّق” وتجبر المواطنين على التدافع أمام صالات الدعم
يشتكي سكان مدينة القامشلي من الارتفاع الكبير في الأسعار الذي طال معظم السلع الغذائية الأساسية، وعلى رأسها الزيت النباتي بمختلف أنواعه وأصنافه.
سلطان العلي (50 عامًا) من سكان المدينة قال لعنب بلدي، إنه منذ بدأت الأخبار عن “الغزو” الروسي لأوكرانيا، استغل التجار ذلك بطريقة مبالَغ فيها.
وأضاف أنهم رفعوا الأسعار دون حسيب أو رقيب، وأنه اضطر لشراء علبة الزيت سعة أربعة ليترات بـ31 ألف ليرة سورية (تقريبًا ثمانية دولارات) بعد يوم فقط من بدء روسيا حربها ضد أوكرانيا بعد أن كان سعرها قبل يوم واحد فقط 26 ألف ليرة سورية (ستة دولارات).
وبحسب ما رصده مراسل عنب بلدي في المنطقة، ذكر السكان أنهم اضطروا لشراء علبة الزيت من نفس السعة بأسعار تفوق 31 ألف ليرة أيضًا.
عبد الحسين (39 عامًا) من حي الآشورية دفع 38 ألف ليرة سورية (تسعة دولارات) ثمن علبة الزيت فقط، وهي من النوعية “الرديئة”، بحسب ما قاله لعنب بلدي، وأبدى تخوفه من استمرار الأسعار في الصعود “خصوصًا” مع اقتراب حلول شهر رمضان.
وبجولة لعنب بلدي على بائعي التجزئة ضمن مدينة القامشلي، سجّل سعر علبة الزيت أربعة ليترات وسطيًا 40 ألف ليرة (10.33 دولار).
وذكر تجار الجملة أن السبب هو “الحرب الروسية على أوكرانيا”، وتوقف واردات الزيت النباتي القادم من تركيا من خلال معبر “سيمالكا” الحدودي بين “الإدارة الذاتية” وإقليم كردستان العراق.
التجار يحتكرون
محمد الحساني (33 عامًا) صاحب محل للبقالة من حي الآشورية في القامشلي، ذكر لعنب بلدي أن تجار الجملة يمتنعون عن بيعهم المواد الغذائية الأساسية بكميات كافية، وأنهم لا يحصلون على نصف حجم الطلبية التي يريدونها خصوصًا ما يتعلق بالسكر والزيت والأرز والشاي والسمن النباتي.
وأضاف أن تجار الجملة يتصرفون “بجشع” نتيجة الزيادات شبه اليومية في الأسعار، ومما “زاد الطين بلة” على حد قوله، الهبوط المستمر في سعر صرف الليرة السورية، إذ بلغ سعر صرف الدولار مقابل الليرة الواحدة 3895 ليرة اليوم، الجمعة 25 من آذار، وفق موقع “الليرة اليوم“.
وأضاف محمد أن زيادة سعر الزيت أدت إلى زيادة في بقية المنتجات الغذائية، فزاد سعر كيس بطاطا “الشيبس” الخاص بالأطفال بنحو 300 ليرة سورية.
كما رصدت عنب بلدي قيام بعض المطاعم في مدينة القامشلي بإضافة من 200 إلى 300 ليرة سورية زيادة على أسعار “سندويشات” الفلافل وصحن الحمّص والفول، بحجة ارتفاع أسعار “تنكة الزيت” المستخدم في القلي.
مركز واحد لبيع الزيت المدعوم
انتقد سكان مدينة القامشلي وجود مركز واحد لمؤسسة “نيروز” (تابعة لـ”الإدارة الذاتية” تبيع المواد الغذائية الأساسية بأسعار مخفضة عن السوق المحلية)، إذ تشهد الصالة الوحيدة في المدينة ازدحامًا شديدًا بشكل يومي من المواطنين من أجل الحصول على علبة زيت واحدة بسعة أربعة ليترات يبلغ سعرها 30 ألف ليرة (7.6 دولار).
عمار الأسود (50 عامًا) من سكان المدينة قال لعنب بلدي، إنه لا يعقل وجود صالة واحدة لخدمة مدينة بحجم القامشلي، علمًا أن سكان الريف أيضًا يحاولون شراء حاجياتهم من الصالة، ما يشكّل ضغطًا كبيرًا، إذ سبب ذلك حدوث الكثير من المشاجرات بين المواطنين جراء الخلاف على “أحقية الدور” وتدخل “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابع لـ”الإدارة الذاتية” أكثر من مرة.
ومع اقتراب شهر رمضان، يرى السكان أن الأسعار ستستمر في الارتفاع مع ازدياد الطلب المتوقع، وبالتالي يلجؤون إلى تخزين كميات إضافية من السلع الغذائية الأساسية من الآن.
وتأتي معظم الزيوت النباتية في مناطق “الإدارة الذاتية” من إقليم كردستان العراق عبر معبر “سيمالكا” الحدودي وهي تركية المنشأ، وقسم قليل يأتي من مناطق سيطرة النظام.
وفي 26 من كانون الثاني 2021 افتتحت “الإدارة الذاتية” معملًا للزيوت النباتية في المنطقة بريف القامشلي، قالت حينها إنه الأول من نوعه في المنطقة بتكلفة ستة ملايين دولار وبطاقة إنتاجية كان المقرر أن تصل إلى 300 طن من مختلف أنواع الزيوت، كبذر القطن والذرة الصفراء وعباد الشمس والصويا والسمسم، وكذلك السمن النباتي، بهدف “تحقيق الاكتفاء الذاتي”، إلا أن هذا الهدف لم يتحقق.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي من أصحاب المحال التجارية الغذائية، فإن رداءة نوعية الزيت المنتَج من المعمل وطعمه غير المستساغ جعل المستهلك لا يفضّله.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :