نفى الاتحاد الأوروبي تعامله بـ”معايير مزدوجة” مع اللاجئين من أوكرانيا مقارنة بالقادمين من سوريا، معتبرًا أن سياسة الاتحاد لا تتباين بحسب البلد الأصلي.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، مارغريتيس سخيناس، للصحفيين في مدينة اسطنبول التركية.
وقال إن الوضع الحالي مع اللاجئين القادمين من أوكرانيا “فريد”، نظرًا إلى أنها محاذية لعدد من دول الاتحاد الأوروبي، بخلاف سوريا، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس” اليوم، الجمعة 18 من آذار.
وتعرض الاتحاد لاتهامات بأنه رحب باللاجئين الأوكرانيين بانفتاح أكثر، مقارنة بما كانت الحال عليه مع أولئك الذين فروا من نزاعات في الشرق الأوسط.
وأضاف سخيناس، “لدينا عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المحاذية لأوكرانيا، لذا فإن حركة اللجوء تأتي مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي”.
ومنح الاتحاد الأوروبي اللاجئين الأوكرانيين وضع حماية مؤقتة، أي أنه يحق لهم البقاء والوصول إلى الرعاية الصحية وارتياد المدارس والعمل.
ووفقًا لنائب رئيسة المفوضية الأوروبية، فإن الدول ستتأكد من أن الحماية التي منحها لهؤلاء الأشخاص تطبّق كمبدأ عام في أنحاء الاتحاد الأوروبي.
وسبق أن نشر موقع “مهاجر نيوز” المختص بقضايا اللجوء تقريرًا حول تعامل الدول الأوروبية مع الأزمة الأوكرانية وأزمات اللجوء السابقة، تحدث عن أن الدول الأوروبية أجمعت على ترحيبها باللاجئين الأوكرانيين على عكس تعاطيهم مع موجة اللجوء التي حصلت من سوريا وأفغانستان.
وفي المقارنة، وصل أكثر من مليون شخص معظمهم من سوريا إلى السواحل الأوروبية في 2015، لكنهم لم يُمنحوا وضع الحماية بشكل تلقائي.
ويقول الاتحاد الأوروبي إن دوله الأعضاء منحت حق اللجوء في نهاية المطاف لأكثر من 550 ألف لاجئ سوري عامي 2015 و2016، حسب “فرانس برس”، واعتبر سخيناس أن الاتحاد الأوروبي أوفى بمسؤولياته حيال اللاجئين السوريين، قائلًا “قمنا بواجبنا ولا أرى أن هناك معايير مزدوجة”.
وأشار إلى أن الأمر مرتبط بالجغرافيا نظرًا إلى أن أوكرانيا تتشارك حدودًا مع خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأضاف “ستبقى أوروبا وجهة لجوء للأشخاص الفارّين من الحرب أو الاضطهاد، هذا ما يميّزنا كأوروبيين”.
اقرأ أيضًا: لون البشرة والديانة.. التمييز بين اللاجئين يكشف خللًا قيميًا في صحافة الغرب
ودعت الأمم المتحدة إلى توفير الحماية للاجئين، بمن فيهم القادمون من سوريا واليمن وإثيوبيا ومن بلدان ومناطق أخرى دون تفرقة، إذ رحبت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة باستجابة الدول المتقدمة لأزمة اللاجئين الأوكرانيين، وحثتها على التصرف بطريقة مماثلة إزاء اللاجئين من مناطق الحرب الأخرى بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الدين، وفق ما نقله موقع “دويتشه فيلة” الخميس 17 من آذار.
وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إنها تشعر بقلق بالغ من تنامي مشاعر العداء للأجانب والتمييز والاستبعاد ضد اللاجئين وطالبي اللجوء في السنوات القليلة الماضية، وإنها تشعر أن موضوع اللاجئين الأوكرانيين يتيح فرصة للتفكر في الأمر.
وبلغ عدد اللاجئين الأوكرانيين منذ بدء “الغزو” الروسي لأوكرانيا، في 24 من شباط الماضي، ثلاثة ملايين لاجئ، وأصبحت حركة اللاجئين الأسرع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
–