أصدر رئيس حكومة النظام السوري، حسين عرنوس، قرارًا تضمّن زيادة تعويضات تعرفة التأليف والترجمة وتحقيق المخطوطات.
وجاء في نص القرار الصادر اليوم، الخميس 17 من آذار، تعديل تعويض التأليف والترجمة من اللغة العربية إلى لغة أجنبية بشأن الدراسات والبحوث والرواية ليكون 27 ليرة سورية للكلمة الواحدة، وبشأن المسرح والقصة القصيرة وأدب الأطفال 36 ليرة للكلمة الواحدة، وللشعر 45 ليرة للكلمة الواحدة.
والترجمة من لغة أجنبية إلى اللغة العربية بشأن الدراسات والبحوث والرواية 21.60 ليرة للكلمة الواحدة، وبشأن المسرح والقصة القصيرة وأدب الأطفال 28.80 ليرة للكلمة الواحدة، وللشعر 36 ليرة للكلمة الواحدة.
كما حدد القرار التعويضات في أعمال تحقيق التراث ضمن حد أعلى قدره 18 ألفًا و900 ليرة للملزمة الواحدة من القطع المتوسط، أي بما يقارب ثلاثة آلاف كلمة.
ترجمة مُهملة
توجد في سوريا مجموعة من المؤسسات ودور النشر المهتمة بالترجمة، التي هي مجال يُستخدم للتقريب بين الثقافات المختلفة وإدراك هذا الاختلاف، كما أنها بمنزلة أداة لإثبات فكرة معيّنة أو مقاومتها، تضيف معاني أخرى وتفكّك تعقيدات ثقافية عدة، تساعد المجتمع لتوعيته أكثر أو للتحكم فيه فكريًا.
والترجمة الفورية الشفهية من أبرز التخصصات حاليًا في وسائل الإعلام، وتتمتع بميزة تواصلية وتفاعلية وآنية.
وفي الأيام القليلة الماضية، أثارت مترجمة في التلفزيون السوري الرسمي سخرية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد عدم قدرتها على ترجمة بعض الجمل من اللغة الإنجليزية إلى العربية خلال بث مباشر ضمن برنامج “تحليل سياسي”.
ولاقى التسجيل المتداول على نطاق واسع، سخرية من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من السوريين.
ووسط تلك السخرية، بررت أستاذة الأدب الإنجليزي في جامعة “دمشق” ريما حكيم، عبر صفحتها في “فيس بوك”، الخطأ الذي وقعت فيه المترجمة “بعدم وضوح الصوت القادم عبر (Skype) الذي يصدر صدى وتشويشًا، وبسبب تقطع الإنترنت وبسبب أنها لوحدها، لا يمكن حسب المعايير الدولية الإنسانية لمترجم فوري أن يكون لوحده أكثر من نصف ساعة، يتعب جدًا، يتعرض لسكتة دماغية، الجهات لا تدفع إلا مبلغًا زهيدًا لمترجم واحد لأنها لا تدرك أهمية وجود مترجمين حتى لا يموت المترجم من الضغط العالي”.
وتابعت حكيم، التي شغلت سابقًا رئيسة قسم الترجمة، “المترجمة أخطأت التعيير، وضعت اللوم على نفسها بالقول (ما عم لحق كلامه)، أنا لا أقول أبدًا أنها محترفة ولا ينقصها شيء، هي تفتقر إلى الخبرة، المعرفة، والمهارة، لكن هي وضعت نفسها في تجربة ليست سهلة على أعتى المترجمين، أعتقد أن الخطأ هو أن الظهور على الشاشة يحتاج إلى تدريب وخبرة واهتمام من المعنيين، أن يعطوا الاهتمام لهذه المهنة المهمة التي تتطلب مهارات عالية جدًا وعلمًا ومعرفة وثقافة وقدرة على تحمل ضغط عالٍ وتوتر عالٍ”.
وترى حكيم أن هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة، إذ لا يوجد تقدير ولا احترام لمهنة المترجم في سوريا، “ما زالوا ينادونه عند وجود تغطية إعلامية في أي ورشة عمل إذا تواجد مع أحد ما من الأجانب وكأنه مجبر على الترجمة لجميع الجهات ولجميع المقابلات، كأنه دهان أو عتّال”.
–