تدرس الولايات المتحدة شطب “الحرس الثوري الإيراني” من “القائمة السوداء” لـ”التنظيمات الإرهابية الأجنبية”، مقابل تأكيدات إيرانية تضمن “كبح جماح التشكيل العسكري”.
ونقلت وكالة “رويترز“، عن مصادر لم تسمها، أن واشنطن لم تقرر بعد ما قد يكون التزامًا مقبولًا من طهران مقابل مثل هذه الخطوة التي من شأنها أن تعاكس إدراج الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لـ”الحرس الثوري” في “القائمة السوداء” عام 2019، وتثير انتقادات حادة في صفوف الحزب الجمهوري.
الحديث عن احتمالية إلغاء التصنيف الأمريكي يتزامن مع تصريحات سياسية تشير لتحسن مسار المفاوضات وقرب التوصل لاتفاق نووي يجمع الولايات المتحدة بإيران.
وأمس الأربعاء، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن الكرة في ملعب أمريكا أكثر من أي وقت لتقديم الإجابات اللازمة لاختتام المفاوضات بنجاح.
كان لقائي مع وزيرالخارجيةالروسي حول القضايا الثنائية والمباحثات في فيينا وأوكرانيا وسوريا واليمن وأفغانستان لقاء بناء.
لقد جرى طمأنتنا مجدداً أن روسيا ما زالت تعمل للتوصل إلى اتفاق نهائي في فيينا.
الكرة في ملعب أمريكا أكثر من أي وقت لتقديم الإجابات اللازمة لاختتام المفاوضات بنجاح— 🇮🇷 الخارجية الإيرانية (@IRIMFA_AR) March 15, 2022
وسبق تصريحات عبد اللهيان حديث آخر حول تقلص النقاط الخلافية بين الطرفين إلى نقطتين فقط.
تصنيف “الحرس الثوري” يعد المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسميًا جزءًا من “حكومة أخرى ذات سيادة” على أنها “جماعة إرهابية”.
و”الحرس الثوري الإسلامي” (IRGC) فصيل عسكري إيراني يسيطر على “إمبراطورية تجارية” بالإضافة إلى قوات “النخبة المسلحة” والمخابرات التي تتهمها واشنطن بتنفيذ “حملة إرهابية عالمية”.
ووفق “رويترز”، فإن إسقاط التصنيف أحد آخر القضايا وأكثرها إثارة للقلق في المحادثات غير المباشرة الأوسع نطاقًا، حول إحياء الاتفاق الموقع عام 2015، والذي قلصت إيران بموجبه من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، رفض التعليق حول إمكانية أن تخطو واشنطن خطوة من هذا النوع مع إيران، معتبرًا تخفيف العقوبات في صميم المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي.
كما نقلت الوكالة عن مسؤول إيراني، الأسبوع الماضي، أن إزالة “الحرس الثوري الإيراني” من “القائمة السوداء” كان قيد المناقشة منذ حزيران 2021، لكن القضية تعقدت بعد انتخاب إبراهيم رئيسي، رئيسًا لإيران.
وكا الرئيس الإيراني وسع من نفوذ “الحرس الثوري” مع توليه للسلطة، وقرّب عشرات القادة العسكريين من حكمه، ما خلق فجوة استمرت خمسة أشهر في المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إحياء الاتفاق النووي.
وكان الرئيس الأمريكي السابق تخلى عن الاتفاق عام 2018، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية، ما دفع إيران إلى استئناف نشاطها النووي بعد حوالي عام.
ومنذ تشرين الثاني 2021، استؤنف مسار المفاوضات بين الجانبين، مع أطراف أخرى تشارك في الاتفاق، وهي بريطانيا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، ومسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين نسقوا المحادثات بين ممثلين أمريكيين وإيرانيين.