“بعد أن قدم عينه في سبيل الله على تراب الغوطة، قدم روحه في ريف حلب”، يقول أصدقاء مالك طفور (أبو أنس)، الذي قتل في معارك العزيزية، الأحد 29 تشرين الثاني الماضي.
خرج طفور من الغوطة الشرقية في 9 حزيران 2013 باتجاه تركيا، ليعالج عينه التي أصيبت في معركة تحرير حران العواميد نهاية كانون الثاني 2013، والتحق بالاتحاد الإسلامي لأجناد الشام منذ تأسيسه في الشمال السوري.
استغرقت رحلة علاج أبو أنس عامين دون أن يجني فائدة، ويقول هشام طفور صديق مالك لعنب بلدي “خرجت مع أبو أنس مشيًا على الأقدام من الغوطة وكان الطريق متعبًا جدًا، كنا كلينا مصابين ذات الإصابة بالعين اليمين وفاقدين البصر فيها”، وأضاف “أجرى أبو أنس عملية زرع شبكة لم تنجح العملية ولم يتمكن من الإبصار”.
التحق أبو أنس وصديقه هشام باتحاد أجناد الشام، وشارك مع فصيل “شباب الهدى” المنضوي تحت راية الاتحاد في أغلب معارك الشمال، حتى قتل برصاص قناصٍ أثناء اقتحام قرية العزيزية في ريف حلب الجنوبي.
مالك من أوائل المنشقين عن النظام منذ انطلاقة الثورة حين كان ملتحقًا بالخدمة الإلزامية، والتحق مباشرة بالفصائل المسلحة في دوما، وكانت مهمتها حينها حماية المظاهرات قبل أن تخرج المدينة عن سيطرة النظام.
خلدون راشد، صديق مالك، يقول عن هذه المرحلة “انضم أبو أنس لكتائب شباب الهدى وكان من أكثر الشباب الفاعلين فيها وخاصة في تحرير دوما والمناطق المجاورة لها، وشارك بمعظم المعارك حتى أصيب بشظية في عينه أجبرته للخروج لتلقي العلاج”.
وبينما يضطر آلاف السوريين للهجرة واللجوء إلى دول الجوار وأوروبا، تشهد سوريا إصرارًا لبعض المقاتلين والناشطين على إكمال ما بدأوه رغم إصاباتهم، أو هجرة عكسية لناشطين وجدوا أنه من واجبهم مساندة البلد في محنتها.
اقرأ أيضًا: سوريون يسبحون عكس التيار.