“الصلح خير”.. حملة مجتمعية لحل النزاعات بغياب القانون في دير الزور (صور)

أصدرت “لجنة الوساطة المجتمعية” في ريف محافظة دير الزور، شمال شرقي سوريا، بيانًا أعلنت فيه بدء حملة لحل النزاعات بين الأفراد، وذلك في غياب القانون والمحاكم والقضاء.

وبحسب البيان الصادر اليوم، الأربعاء 16 من آذار، والذي اطلعت عنب بلدي على نسخة منه، يسعى المجتمع المحلي في دير الزور إلى إعادة ترميم العلاقات بين أفراده، عن طريق الحملة التي حملت اسم “الصلح خير”، بعد توقف المعارك وتحسّن الوضع الأمني بمستوى بسيط في المنطقة.

إلا أن إحدى العقبات الأساسية أمام عملية الاستقرار المنشودة، بحسب البيان، هي غياب المحاكم والسلطات القضائية المختصة بتطبيق القانون، بعدما انسحبت المؤسسات الحكومية من هذه المنطقة، وتركتها لتتعاقب في السيطرة عليها جهات عسكرية مختلفة.

ومنذ عام 2021، تداعى عدد من الناشطين والفاعلين الاجتماعيين، بالتعاون مع خمس جمعيات ومنظمات المجتمع المدني، هي: منظمات وجمعيات “ديرنا”، و”فراتنا”، و”سامه”، و”ماري”، و”إنصاف”، لتشكيل “لجان الوساطة المجتمعية”، بهدف حل الخلافات القائمة بين الناس بالطرق السلمية، والتخفيف من حدّة النزاعات ومنع تفاقمها، وكسر دائرة العنف التي أحاطت بالمجتمع خلال السنوات الماضية، بحسب البيان الذي جاء بتوقيع المسؤولة الإعلامية لـ”لجان الوساطة المجتمعية”، رنا نجار.

تتشكّل “لجان الوساطة المجتمعية” من عدد من الوجهاء الاجتماعيين ورجال القانون والمتعلمين، الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية وسمعة حسنة بين الناس، تؤهلهم في التوسط لحل المشكلات والقضايا العالقة، بالإضافة إلى حضور فاعل للنساء الناشطات في عضوية لجان الوساطة، للعمل على حل بعض القضايا التي تكون النساء أحد أطرافها.

اقرأ أيضًا: هشاشة أمنية في دير الزور تُنذر بفوضى لا حلول لها

وخلال عملها، أسهمت هذه اللجان بحل قضايا متعددة، منها خلافات عشائرية، وقضايا ثأر أو قتل، أو خلافات متعلقة بمسائل الطلاق والزواج والميراث بين أفراد العائلة الواحدة.

ووفق البيان، أسهمت اللجان بحل مشكلات تتعلق بقضايا اقتصادية، مثل توزيع المساعدات على الأهالي، أو تنظيم توزيع الكهرباء والماء والخبز، وحلّت قضايا الخلافات الشخصية والمشكلات اليومية التي تنشأ بين الأهالي، أو بين هؤلاء والنازحين من مناطق أخرى في ظل نقص الموارد والأزمة الاقتصادية، وصولًا إلى المشكلات الناتجة عن حوادث المرور والابتزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من القضايا التي تُقلق السلم والاستقرار.

و”استفاد من عمل هذه اللجان بشكل مباشر وغير مباشر ما يقارب نصف مليون شخص”، بموجب البيان، يقيمون في قرى وبلدات دير الزور التي تنشط فيها “لجان الوساطة المجتمعية”، وأهمها مدينة هجين والقرى التابعة لها، وبلدات أبو حمام والكشكية في الريف الشرقي، وبلدة محيمدة والقرى التابعة لها، وبلدة جديد بكارة وما يتبعها، وبلدة البصيرة وما يحيطها من قرى.

اقرأ أيضًا: هل تكون دير الزور مرآة لفشل “تسويات” درعا الأمنية

تستند “لجان الوساطة المجتمعية” في عملها إلى مزيج من خبرات أعضائها ومعارفهم، فمنهم وجهاء وأصحاب دراية بالأعراف والعادات والتقاليد التي تسهم في ترسيخ مبدأ الصلح، وتحضّ على التخلّي عن العنف، وتحافظ على تماسك النسيج الاجتماعي الذي مزقته سنوات الحرب السابقة، كما أن بينهم محامين وقانونيين لهم معرفتهم بالقانون نتيجة عملهم السابق في المحاكم السورية.

وتشهد مدينة دير الزور، دائمًا، توترًا داخليًا بسبب التباين بين فكر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المسيطرة على المدينة، وأدواتها وتطلعاتها وأهدافها من جهة، والواقع الاجتماعي والثقافي للمنطقة من جهة أخرى.

صلح بين أولاد عمومة وعشائر “المراشدة” في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي- 24 من شباط 2022 (هويدي حمادة)

صلح بين أولاد عمومة وعشائر “المراشدة” في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي- 24 من شباط 2022 (هويدي حمادة)

صلح بين أولاد عمومة وعشائر “المراشدة” في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي- 24 من شباط 2022 (هويدي حمادة)

صلح بين أولاد عمومة وعشائر “المراشدة” في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي- 24 من شباط 2022 (هويدي حمادة)

صلح بين أولاد عمومة وعشائر “المراشدة” في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي- 24 من شباط 2022 (هويدي حمادة)

صلح بين أولاد عمومة وعشائر “المراشدة” في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي- 24 من شباط 2022 (هويدي حمادة)

صلح بين أولاد عمومة وعشائر “المراشدة” في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي- 24 من شباط 2022 (هويدي حمادة)

–