أعلن معلمون في ريف دير الزور الشرقي، الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إضرابًا عامًا عن العمل حتى إشعار آخر، بسبب تردي الواقع التعليمي، وانخفاض رواتبهم الشهرية.
وقالت شبكة “الشرقية 24” المحلية، إن معلمين في بلدة الطيّانة وبعض القرى الأخرى شرقي دير الزور، أعلنوا عن إضراب وتعليق دوامهم في المدارس، احتجاجًا على تردي الواقع التعليمي، وللمطالبة بحقوقهم المادية.
كما طالب المعتصمون “قسد” بتحمل واجباتها تجاه القطاع التعليمي في المنطقة، وبحسب الشبكة، فإن “قسد” هددت المعتصمين بالفصل من عملهم والاعتقال إذا لم يوقفوا إضرابهم.
معلمون في دير الزور ممن تواصلت معهم عنب بلدي، قالوا إن الإضراب مستمر حتى إشعار آخر، وحتى تحقيق مطالبهم التي أعلنوا عنها بشكل واضح منذ بداية الإضراب، في 13 من آذار الحالي.
أحد المدرّسين في ريف دير الزور الشرقي، قال لعنب بلدي، إن مطالب المعلمين تتمحور حول حقوق أساسية من المفترض أن يتمتع بها أي معلم أو حتى موظف حكومي، وهي المبلغ الذي يتقاضاه الموظف في نهاية الشهر.
وأشار المدرّس، الذي فضّلنا عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إلى أن مطالب المعلمين هي زيادة الراتب بما يناسب الوضع المعيشي وربطه بالدولار الأمريكي، وتفعيل “دفتر الصحة” و”نقابة المعلمين” وإنشاء “صيدلية نقابية”.
ومن المطالب التي ذكرها مدرّس آخر من أبناء المنطقة ومن المشاركين في الإضراب، تحسين الوضع المعيشي بشكل عام، وتعيين حراس على المدارس وتأمين جميع المستلزمات المدرسية لروادها.
ويهدد المعلمون المضربون باستمرار إضرابهم، وتصعيد وتيرة الاحتجاجات، في حال لم تتم الاستجابة للمطالب من قبل “الإدارة الذاتية” والمؤسسات التابعة لها، المسؤولة عن القطاع في دير الزور.
ويبلغ راتب المدرّس في الشهر الواحد 260 ألف ليرة سورية (ما يعادل 65 دولارًا أمريكيًا)، بحسب ما قاله مدرّسون من دير الزور خلال حديثهم لعنب بلدي.
مطالب مُحقة
تحدث معلمون ممن التقتهم عنب بلدي عن أن “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” أرسل تطمينات لهم، ووعودًا بالعمل على تحقيق مطالبهم، وضرورة إرسال لجنة إلى “المجلس” للتباحث معها حول آلية تحقيق تلك المطالب.
وقال مسؤول في “مجلس دير الزور المدني”، إن مطالب المعلمين مُحقة، وتندرج ضمن مطالب شعبية لمعظم الشرائح الاجتماعية في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” لم تستطع “الإدارة” تحقيقها طوال السنوات الماضية.
واعتبر المسؤول الذي تحفظت عنب بلدي على ذكر اسمه لأنه لا يملك تصريحًا بالحديث للإعلام، أن الإمكانيات المحدودة لـ”الإدارة الذاتية”، وانتشار الفساد، حالا دون تحسين الوضع المعيشي للسكان وللعاملين في مؤسسات “الإدارة” بمن فيهم المعلمون.
كما طلب “مجلس دير الزور المدني” من المعلمين متابعة العملية الدراسية، تجنبًا لتضرر الطلاب وتأخر العملية الدراسية التي بالكاد بدأت “تنفض غبار المعارك”، ووعد بأن “المجلس” سيعمل مستقبلًا على تحقيق مطالب المعلمين.
ويبلغ تعداد الطلاب في ريف دير الزور الشرقي نحو 212 ألف طالب، يتوزعون على 600 مدرسة، يدرّس فيها منهاج وزارة التربية التابعة للنظام السوري ومنهاج التعلم الذاتي الصادر عن “يونيسف”.
وتعرضت نحو 60 مدرسة في أرياف دير الزور الخاضعة لسيطرة “قسد” للتدمير الجزئي أو الكلي خلال المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وفقًا لإحصائيات رسمية صادرة عن “لجنة التربية والتعليم” في “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية”.
وسيطرت “قسد” و”الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا على ريف دير الزور شرق نهر “الفرات”، وذلك بعد معارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” بين العامين 2018 و2019، انتهت بانتصار “قسد” والقضاء على التنظيم في آخر معاقله ببلدة الباغوز، في آذار عام 2019.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الرقة حسام العمر
–