أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، التقى فيها نظيره الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء 15 من آذار.
وقال عبد اللهيان، إن الهدف الأول من الزيارة هو أن يتم التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ودائم في المفاوضات النووية بمواکبة روسیا.
والهدف الثاني من الزيارة هو التباحث حول تطورات أوكرانيا والوضع الراهن على الساحتين الإقليمية والدولية، إذ دان فرض العقوبات على روسيا، معتبرًا أي “حظر أحادي الجانب على الدول والشعوب أسلوبًا خاطئًا”، بحسب ما نقلته وكالة “إرنا” للأنباء.
وتأتي الزيارة بعد يوم من اتصال هاتفي بين عبد اللهيان ووزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، طلب فيها من إيران نقل رسالة إلى موسكو بأن “على روسيا أن تكف عن قصف المدنيين، وتلتزم بوقف إطلاق النار، وتنسحب من أوكرانيا”.
وسبق أن أكد عبد اللهيان ضرورة الاهتمام بحل سياسي وحوار دبلوماسي حول الحرب في أوكرانيا التي شنّتها روسيا.
بدوره أعلن لافروف أن روسيا وإيران تعملان على إعداد وثائق جديدة من شأنها أن تؤكد الجودة العالية للشراكة بين البلدين، وأن بلاده تقدّر موقف إيران الموضوعي بشأن “أحداث أوكرانيا”، وفق ما نشرته قناة “روسيا اليوم“.
كما كشف عن أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وإيران ينمو بشكل مطّرد، على الرغم من تأثير العوامل الخارجية.
وأشار لافروف إلى أنه ينوي أن يبحث مع نظيره الإيراني مواصلة تنسيق الإجراءات بشأن التسوية في سوريا والأزمات الأخرى في الشرق الأوسط، إضافة إلى الوضع في أفغانستان.
كما أعلن أن موسكو حصلت على ضمانات نصية من واشنطن بأن العقوبات المفروضة على روسيا لن تنعكس على تعاونها مع إيران، في سياق استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي خضم تطورات الوضع الدولي بعد “الغزو” الروسي لأوكرانيا، أعلن الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، في 11 من آذار الحالي، عن الحاجة إلى “توقف” في مفاوضات فيينا بعدما كانت بلغت مراحل حاسمة.
تقارب روسي- إيراني
زار الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، روسيا، في 20 من كانون الثاني الماضي، وقال حينها، إن زيارته التي التقى خلالها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ستشكّل “نقطة تحول” في علاقات طهران وموسكو، وتعزز التعاون الإقليمي في مواجهة “الأحادية”.
وأكد رئيسي، في كلمة ألقاها اليوم أمام مجلس النواب الروسي في موسكو، “استمرار سعي إيران إلى تطوير العلاقات مع روسيا الصديقة”، مشيرًا إلى أن هناك اليوم “آفاقًا جيدة وواضحة لتعزيز العلاقات على الصعيد الثنائي والإقليمي والدولي”.
وحول سوريا، أكد رئيسي أن الجهود الإيرانية والروسية المشتركة في دعم سوريا أعطت ثمارها بفضل ما اعتبره “صمود الشعب السوري”، معربًا عن أمله في أن يكون نموذج التعاون الروسي- الإيراني فيها نموذجًا لتطوير علاقات البلدين في مختلف الاتجاهات.
وتعتبر روسيا وإيران بلدين مقربين من النظام السوري، إلى جانب كونهما من الدول الضامنة لاتفاق “أستانة” حول سوريا، الذي انطلق بين ممثلين عن النظام السوري ووفد من المعارضة السورية، في العاصمة الكازاخية أستانة (نور سلطان)، وبدأت أولى جولات المحادثات في 23 و24 من كانون الثاني 2017.
كما تشهد العلاقات الإيرانية- الروسية تداخلًا وتضاربًا في المصالح في الوقت نفسه، ما يدفعها إلى التعاون في بعض الملفات، والتنافس في أخرى، وربما يشكّل العداء المشترك للولايات المتحدة الأمريكية لدى الطرفين أهم عوامل التقارب في كثير من ملفات المنطقة.
وأبدت إسرائيل تخوفها من التقارب الروسي- الإيراني بعد “الغزو” الروسي لأوكرانيا وتداعياته التي قد تعطل جهود إسرائيل لدرء النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة، إذ سيؤدي التطور الأخير في أوكرانيا أيضًا إلى تقريب روسيا من إيران، وفقًا للتقدير الإسرائيلي، نقلًا عن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
–