جريدة عنب بلدي – العدد 46 – الأحد – 6-1-2013
حسين الرجب
«شو جابك يا بابا نويل، قصف قصف طول الليل، أوعى تنسى الهوية، في حواجز أمنية».. هكذا خاطب السوريون «بابا نويل» ليلة رأس السنة خلال مظاهراتهم في دمشق في آخر ليالي العام 2012 قبل أيام.
وتظاهر عشرات الدمشقيين تحت عنوان «مظاهرة رأس السنة» أمام مجمع أبو النور وسط سوق الشيخ محيي الدين في منطقة الصالحية ترحيبا بالعام الجديد وبمضي العام الثاني على الثورة. وارتدى المتظاهرون قبعات وأقنعة بابا نويل وقاموا بإهداء المارة مغلفات تحوي مناشير وعبارات تفاؤل بالنصر بالعام الجديد ومواصلة الطريق حتى نيل الحرية. كما قام الأطفال بإعطاء بابا نويل رسالة لما يريده أطفال سوريا كهدية العيد.
من الهتافات التي عبرت عن وضع أطفال سوريا والموجهة إلى الشريحة التي من المفروض أنها تنتظر أعياد الميلاد ورأس السنة لتصلهم «بابا نويل ارجاع ارجاع، ما بقى عنا أطفال».
وبينما كان العالم بأجمعه يحتفل بنهاية عام واستقبال آخر، كان الرصاص هو الوحيد الذي علا صوته في سوريا، لتزين دماؤهم شجرات الميلاد بدلًا من الأضواء، وحلت أضواء الانفجارات مكان الألعاب النارية التي أنارت سماء معظم مدن العالم.
وهتفت المظاهرة «بابا نويل يا حباب، تهموك بالإرهاب، شافوا دقنك طويلة، تهموك بالسلفية».
أما في حلب فقد انتشرت على مواقع التواصل صورة لبابا نويل في حي سيف الدولة وهو يحمل سلاحا لعدم إحساسه بالأمان، أو ربما ليقول للناس إنه انشق أيضًا وحمل سلاحًا مع الجيش الحر.
وعايد السوريون بعضهم بجملة «كل قذيفة وانت بخير»، وكتبوا على صفحات الإنترنت «لن يمر رأس سنة ثالث وبشار لا يزال موجودا في سوريا».
وربما كانت هتافات بابا نويل في دمشق «بابا نويل لا تحتار بدنا نعمر هي الدار»، تمثل رسالة السوريين للعالم أجمع ولبعضهم.