كتب أحمد الهنيدي في الإندبيندنت، 8 كانون الأول.
تجاهل المجتمع الدولي الشعب السوري خلال الأشهر الستة الماضية خصوصًا خلال “محادثات السلام” الأخيرة في فيينا التي لم تشمل ممثلًا سوريًا، وفي نفس الوقت يخاف مفكرو اليسار البريطاني من إعادة سيناريو حرب العراق ومع ذلك تجاهلوا ثورتنا.
أنا سوري وبلدي سوريا، عشت في دير الزور، كنت في دمشق خلال وبعد الهجوم على داريا المجاورة، ولكن أهلي يعيشون في تركيا ويمكن أن يموتوا هناك الآن بعيدًا عن الوطن الذي عملوا 50 سنة لإعماره، ولن يذهب أطفالي إلى جامعة دمشق كما فعلت إذا لم تنته الحرب.
الشعب السوري هو فقط من يقرر مستقبل بلدنا مع أو دون الدعم السياسي والمالي من المسلمين الآخرين، ولكنهم تجاهلوا هذا الشعب في محادثات فيينا الأخيرة التي شملت الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران.
يحاول المجتمع الدولي إجبارانا على الخيار ما بين الدكتاتور السفاح بشار الأسد وتنظيم “الدولة” المرعب؛ لا أحد يسمع صوت السوريين، الجيش السوري الحر الذي يمثل بداية الثورة السورية.
لكي لا ننسى فالشعب السوري أراد أن يبني دولة ديمقراطية يحكمها القانون وتحترم حقوق الإنسان.
تشكل الجيش السوري الحري في 29 تموز 2011 كرد على أفعال النظام السوري العنيفة ضد المظاهرات السلمية في دمشق وحمص ودير الزور وحلب.
كان رياض الأسعد، القائد الأول للجيش السوري الحر، انشق عن الجيش العربي السوري حيث كان يشغل مركز عقيد ركن، هو وآخرون مثله أدركوا أن التغيير لايمكن أن يحدث إذا ما جوبهت المظاهرات بعنف، وقال إنه لن يستطيع إطلاق النار على المتظاهرين السلميين بناءً على أوامر الأسد.
يوجد حاليًا قرابة 15 فصيل نشط من الجيش السوري الحر يقودهم ضباط في الجيش العربي السوري ويعملون بشكل أساسي في حلب وضواحي دمشق ودرعا وحماة.
إن أكثر طريقة فعالة لبريطانيا والمجتمع الدولي لجلب السلام لسوريا هو دعم الجيش الحر ودعمنا في قتالنا ضد الأسد. إذا ما قهرنا قوات الأسد سنقدر على إزالة تنظيم الدولة بأنفسنا.
يعلمنا التاريخ أنّ هذا ممكن ففي الماضي استطاع الجيش السوري الحر قتال “الإرهابيين” وطرد تنظيم الدولة من حلب ودمشق وتقريبًا دون أي دعم خارجي.
كان لدى الولايات المتحدة وأوروبا الفرصة لدعم الثورة السورية، لكن تخوّف مفكري اليسار من تكرار سيناريو عراقي يقوض هذه الفرصة.
يعمل تنظيم “الدولة” افتراضًا بقيم إسلامية، والكل، يعرف كما السوريون، أنّ التنظيم لا يتبع مبادئ الإسلام الحقيقية، فهو يقتل بشكل شبه يومي مسلمين سوريين على أساس أنّ إسلامهم خاطئ، وهذا يثير غضبنا أكثر من أي انسان غربي.
إذا ما أردات بريطانيا أن ترى نهاية لحكم التنظيم في الرقة وغيرها، عليها أن تواجه حقيقة الأسد… تنظم الدولة وببساطة استغل فرصة الصراع والحرب الدائرة في سوريا ليصب إرهابه على سوريا وبقية العالم.
أنهوا الثورة السورية بنجاح وسيسقط التنظيم بسرعة بمساعدة حكومة ديمقراطية في دمشق، أو غضوا الطرف عن دكتاتورنا القديم ولن يعود الاستقرار أبدًا إلى المنطقة وسيشكركم التنظيم بشكل كبير على هذا.