الملوك يطردون الأمراء في الشامبيونزليغ
عروة قنواتي
تعالوا نتفق على أن ما فعله كريم بنزيما ورفاقه مع مدربهم المخضرم كارلو أنشيلوتي بحق باريس سان جيرمان ليس إعجازًا، وأن كثيرًا من العشاق والمتابعين في كرة القدم توقعوا فوز الريال في مباراة الإياب، والتأهل على حساب باريس سان جيرمان الذي فاز ذهابًا بهدف كيليان مبابي، بصرف النظر عما إذا كان التوقع بالفوز مبنيًا على العاطفة والمحبة أو على فهم أبسط وأعقد أمور كرة القدم بين الفريقين.
ولكن لنتفق أيضًا على أن عبور ريال مدريد يصنّف في خانة الإنجاز المهم، بعد حصة الذهاب التي لم يظهر فيها للريال لا هوية ولا قدرة على التقدم للأمام، إذ ناضل دفاع الفريق الأبيض حينها ومعه المتألق تيبو كورتوا حارس المرمى لحماية القميص والمرمى، إلا من هدف كيليان مبابي الذي جاء في الدقيقة الـ93.
لماذا يصنّف فوز الريال ضمن خانة الإنجاز؟ لعدة أسباب طبعًا:
ريال مدريد في مباراة الإياب لم يلبِّ التوقعات، التي افترضت أنه سيدخل مقاتلًا وشجاعًا منذ لحظاتها الأولى، فخرج من الشوط الأول مهزومًا بهدف جديد لكيليان مبابي وبعدة فرص خطرة على مرماه أبعد منها الحارس ما استطاع، وعاند الحظ ليونيل ميسي في إحداها فلا الحارس أوقف كرته ولا هي زارت الشباك، بينما كان كريم بنزيما المتألق الوحيد الباحث عن حل لفريقه في الشوط الأول مع تكرار محاولاته لافتتاح النتيجة أو إحراز التعادل.
أما الشوط الثاني فكان بصيغة ثانية مختلفة من حركة الضغط الجديدة في خط الوسط والاستفادة من مساحات جيدة للتعامل مع انقسام الفريق الباريسي، بين من يدافع ومن لا يعود للدفاع، بالإضافة إلى الهفوة القاتلة من الحارس الشاب دوناروما، الذي أُضيف إلى ضحايا المتألق كريم بنزيما من فئة حراس المرمى، فجرب حظه أمام كريم واحتفظ بالكرة بلا أي داعٍ ومن دون أي مبرر ليضغط عليه الساحر، كما فعلها سابقًا مع أورليتش حارس بايرن ميونيخ وكاريوس حارس ليفربول، مهديًا الملكي هدف التعادل في المباراة، الذي أعاد النشوة للمدرجات وللملعب وللفريق الأبيض ومدربه أنشيلوتي.
أنشيلوتي بدوره كان المساعد للاعبيه وللقائد بنزيما بقراءة صحيحة في التبديلات بالشوط الثاني، فوسط كل إحراجات خصمه بوكتينيو التي بدأت تظهر بعد هدف التعادل، قرأ أنشيلوتي المشهد بشكل صحيح فأطبق على الوسط بقوة، وتكفّل بنزيما بطرق مرمى الأمراء مرتين بعد هدف التعادل في غضون دقيقتين وسط ذهول كل من يتابع المباراة بأخطاء فاضحة من وسط ودفاع باريس سان جيرمان. وهنا كان الإنجاز وهنا كانت عملية قلب الطاولة، حيث لا حول ولا قوة للفريق الباريسي مع بقاء ربع ساعة لنهاية المباراة، وحاجته إلى هدف وحيد حتى يذهب للتمديد، ولكن، من بقيت له قدرة على الحراك؟
الملكي كان بحالة ضغط رهيبة، لتأمين النتيجة في مواجهة نيمار وميسي ومبابي ودوناروما وماركينيوس وفيراتي، وقائمة من الأسماء التي عذبت الملكي في الذهاب، صارت تحلم بالتعادل في ربع ساعة فشلت فيها كل الأسماء ومن أمامها المدرب بوكتينيو الذي صار يعلم أن أيام رحيله عن مهمته باتت قريبة.
إذًا، الملوك بهوية البطل وبقدرة كريم بنزيما وبراعة أنشيلوتي وثبات حارس المرمى وخط الدفاع… كلهم بمجموعة واحدة طردوا الأمراء إلى حديقتهم في باريس، وذهبوا للتحضير لكلاسيكو الإياب في إسبانيا مع برشلونة صاحب الأسماء الواعدة والمدرب الشاب الجديد.
مبارك لريال مدريد ولعشاقه!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :