حذر الملياردير الروسي، وثاني أغنى رجل أعمال في روسيا، فلاديمير بوتانين، من أن مصادرة أصول الشركات التي غادرت روسيا، ردًا على “غزوها” أوكرانيا، ستزعزع ثقة المستثمرين لعقود، وستعيد روسيا إلى الأيام المأساوية للثورة البلشفية عام 1917.
وقال بوتانين، إن على روسيا أن تستجيب بـ”براغماتية” (التعامل مع المشكلات بطريقة عملية) لاستبعادها من قطاعات كاملة من الاقتصاد العالمي.
وحذر أيضًا من “محاولة إغلاق الباب”، وحثّ على السعي للحفاظ على المركز الاقتصادي لروسيا في تلك الأسواق “التي أمضت وقتًا طويلًا في تربيتها”، حسب تعبيره.
وأضاف أن مصادرة الأصول من الشركات التي غادرت روسيا ستضع البلاد في حالة برودة للمستثمرين لعقود، وسيعيدهم ذلك 100 عام إلى الوراء، حيث واجهت روسيا افتقارًا عالميًا للثقة من جانب المستثمرين، بحسب وكالة “رويترز“.
وكانت شركة “بريتيش بتروليوم” البريطانية ثالث أكبر شركة نفط خاصة في العالم، تخلّت عن حصتها في شركة “Rosneft” الروسية المنتجة للنفط، بينما أغلقت شركات كبرى مثل: “ماكدونالدز” و”كوكا كولا” و”تويوتا” وشركة الأثاث “إيكيا” أعمالها في روسيا.
ويواجه الاقتصاد الروسي أخطر أزمة منذ سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، إذ فرض الغرب عقوبات شديدة على النظام المالي والشركات الروسية، عقب “غزو” روسيا لأوكرانيا في 24 من شباط الماضي.
لفت بوتانين إلى أن بعض الدول تستخدم العقوبات كوسيلة للتغلب على المنافسة، ويرى أن اقتصادات الغرب عانت من فرض عقوبات على روسيا، لذا وحسب قوله، فإن موسكو بحاجة إلى اتخاذ قرارات حكيمة ومدروسة.
ورغم وجود نقاش حاد داخل النخبة الروسية حول مدى شدة رد فعل موسكو على العقوبات الغربية، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن روسيا ستظل منفتحة على الأعمال، ولا تنوي عزل نفسها عن أولئك الذين ما زالوا يريدون القيام بأعمال تجارية.
الأوليغارشي السمين
نشأ بوتانين ابنًا لمسؤول تجاري سوفييتي رفيع المستوى، وتلقى تعليمه في أكاديمية النخبة الدبلوماسية بموسكو، ما يميزه عن بقية الأوليغارشيين، الذين ارتقوا من الفقر المدقع إلى الثراء في فوضى التسعينيات.
في عهد الرئيس الأول للاتحاد الروسي، بوريس يلتسين، منحت صفقات الخصخصة بوتانين وغيره من الأوليغارشيين، السيطرة على بعض أفضل الأصول للاتحاد السوفييتي بعد انهياره.
ويعتبر بوتانين، البالغ من العمر 61 عامًا، أكبر مسهم في “نوريلسكي نيكل” (GMKN.MM)، ورئيس الشركة، المنتج الأكبر للبلاديوم والنيكل عالي الجودة في العالم، ويحتل المرتبة 55 على قائمة “فوربس” لأغنياء العالم، ويبلغ صافي ثروته 17.4 مليار دولار.
إلى جانب ذلك، تُعد الشركة منتجًا رئيسًا للبلاتين والنحاس، كما أنها تنتج الكوبالت والروديوم والفضة والذهب والإيريديوم والروثينيوم والسيلينيوم والتيلوريوم والكبريت.
حتى الآن لم تفرض الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على الشركة، أو رئيسها التنفيذي، ما يبرز المعضلة التي يقول بعض المحللين إن الحكومات تواجهها في سعيها لمعاقبة روسيا دون الإضرار بوصولها إلى السلع الأساسية، بحسب ما ذكرته صحيفة “وول ستريت“.
–