قال مسؤولان أمنيان عراقيان ومصدر أمني غربي لوكالة “رويترز”، إن الزعيم الجديد لتنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي أعلن التنظيم عن تعيينه، هو شقيق الخليفة السابق “أبو بكر البغدادي”.
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان للوكالة، اليوم الجمعة 11 من آذار، إن الاسم الحقيقي للزعيم الجديد هو جمعة عواد البدري، وهو عراقي والشقيق الأكبر للبغدادي.
وأكد مسؤول أمني غربي أن الرجلين شقيقان لكنه لم يحدد أيهما أكبر.
تحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
ولا يُعرف الكثير عن البدري، لكنه ينحدر من دائرة قريبة من الجهاديين العراقيين الغامضين والمتحمسين للقتال، الذين ظهروا في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003.
وقال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين، “البدري متطرف. انضم إلى الجماعات الجهادية السلفية عام 2003، وكان معروفًا بمرافقته دائمًا للبغدادي كمرافق شخصي ومستشار شرعي إسلامي”.
وقال المسؤول العراقي إن البدري كان منذ فترة طويلة رئيسًا لمجلس “شورى الدولة الإسلامية”، وهي جماعة قيادية توجه الاستراتيجية وتقرر الخلافة عند مقتل الخليفة أو أسره.
قال بحث أجراه خبير الدولة الإسلامية العراقي الراحل هشام الهاشمي، والذي نُشر عام 2020، إن البدري كان رئيس مجلس الشورى المكون من خمسة أعضاء.
وذكر التسجيل الصوتي الذي أعلن عن الزعيم الجديد أن القرشي عينه خلفًا له قبل وفاته.
ويشير اسم البدري، وقريش، إلى أنه مثل شقيقه وسلفه، يُعتقد أن نسبه يتبع إلى النبي محمد، مما يمنحه نفوذًا دينيًا بين رفاقه الجهاديين.
وقال مسؤولون أمنيون ومحللون عراقيون إن الزعيم الجديد سيواصل محاولة شن هجمات في جميع أنحاء العراق وسوريا، وقد تكون لديه رؤيته الخاصة لكيفية تنفيذ تلك الهجمات.
أحد مسؤولي الأمن العراقيين اللذين تحدثا لرويترز، قال إن البدري تحرك مؤخرًا عبر الحدود من سوريا، حيث كان متحصنًا، ودخل العراق.
وسيرث البدري السيطرة على الموارد المالية المهمة، وفقًا لتقرير كتب في كانون الأول من قبل فريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة.
وقال التقرير إن “التقديرات الأخيرة… قدرت احتياطيات الجماعة بين 25 و50 مليون دولار”.
لكنه أضاف أن تنظيم “الدولة الإسلامية” ينفق أكثر مما يكسب، معتمدًا على “الابتزاز الانتهازي والنهب والخطف طلبا للفدية”.
وقال المسؤول الأمني العراقي إن البدري لديه شقيقان آخران أحدهما احتجزته أجهزة الأمن العراقية لسنوات.
وقال إن مكان وجود الأخ الآخر غير معروف، لكن يعتقد أنه متطرف إسلامي أيضًا.
وعيّن التنظيم زعيمه الجديد، مطلقًا عليه اسم “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، في رسالة صوتية مسجلة تم توزيعها على الإنترنت، أمس الخميس.
وجاء هذا الإعلان بعد أسابيع من مقتل “أبو إبراهيم القرشي” الشهر الماضي، الرجل الذي خلف البغدادي بدوره في عام 2019 وأصبح ثاني من يُسمَّى بالخليفة للتنظيم.
لقي كل من البغدادي والقرشي مصرعهما بتفجير نفسيهما وأفراد عائلاتهما خلال غارات أمريكية على مخابئهما في شمالي سوريا.
تعود جذور تنظيم “الدولة”، الذي خلف فرع تنظيم القاعدة في العراق، إلى تمرد إسلامي ضد القوات الأمريكية بعد أن غزت العراق وقتل رئيسها الأسبق، صدام حسين، في عام 2003.
وخرج تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكله الحالي خلال الحرب في سوريا العقد الماضي، وسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في عام 2014.
وأعلن البغدادي “الخلافة الإسلامية” من مسجد في مدينة الموصل شمالي العراق في عام 2014، وأعلن نفسه خليفة لجميع المسلمين.
وانتهى حكم التنظيم، الذي قتل خلاله وأعدم آلاف الأشخاص، في الموصل عندما هزمت القوات العراقية والدولية التنظيم هناك في عام 2017.
وقد اختبأ الآلاف المتبقون من المسلحين في السنوات الأخيرة في مناطق نائية لكنهم ما زالوا قادرين على تنفيذ هجمات كبيرة.