بسبب "الغزو المتعثر لأوكرانيا"

“إندبندنت”: بوتين يأمر باعتقال رئيس المخابرات الروسية ونائبه

camera iconالرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AP)

tag icon ع ع ع

زعمت صحيفة “INDEBENDENT” البريطانية، أن رئيس المخابرات الروسية، سيرجي بيسيدا، ونائبه، أناتولي بوليوخ، وضعا تحت الإقامة الجبرية بأمر من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يُلقي باللوم على أجهزته الأمنية في المقاومة التي قوبل بها “الغزو الروسي لأوكرانيا”.

ووفقًا لخبراء أمنيين في “الكرملين”، يتم إلقاء اللوم جزئيًا على “FSB” (جهاز الأمن الفيدرالي الروسي)، إحدى الوكالات التي خلفت “KGB” (لجنة أمن الدولة للاتحاد السوفييتي)، بسبب غزو روسيا “المتعثر” لأوكرانيا، إذ إن بوتين غاضب من المعلومات الاستخباراتية غير الدقيقة التي تلقاها، بحسب ما ذكرته صحيفة “THE TIMES” البريطانية.

وأكد الناشط الحقوقي الروسي المنفي فلاديمير أوسيشكين، اعتقال الرجلين، وأضاف أن ضباطًا من الـ”FSB” أجروا عمليات تفتيش في أكثر من 20 عنوانًا في موسكو، لزملاء يُشتبه بأنهم يتحدثون مع صحفيين.

وقال أوسيشكين لصحيفة “THE TIMES”، إن الأسس الرسمية للاعتقالات تمت بناء على اتهامات باختلاس أموال، إلا أن “السبب الحقيقي هو معلومات غير موثوقة وغير كاملة وكاذبة جزئيًا، حول الوضع السياسي في أوكرانيا”.

وبحسب رئيس تحرير موقع “Agentura“، أندريه سولداتوف، وهو موقع استقصائي يراقب أجهزة المخابرات الروسية منذ أكثر من 20 عامًا، فإن مصادر داخل جهاز الأمن الفيدرالي أكدت اعتقال الرجلين، “لأن التقارير النهائية التي أعدتها (FSB) عن الوضع على الأرض في الفترة التي سبقت الغزو كانت ببساطة غير صحيحة، وهذا جزء من السبب وراء تدهور الأمور بالنسبة لروسيا”.

في أوج قوتها، كانت الـ”KGB” من بين وكالات الاستخبارات الأكثر رعبًا في العالم، وهي سلاح الدولة الذي تستخدمه لتعزيز مصالح الاتحاد السوفييتي في الداخل والخارج، لكن منذ ذلك الحين، عانت المخابرات الروسية من سقوط حاد.

كانت المسؤوليات الأساسية لجهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، الذي كان بوتين مديرًا له من 1998 إلى 1999، داخلية وتشمل كل شيء، من مكافحة الإرهاب إلى أمن الحدود، وعلى مدى السنوات الأخيرة، توسعت صلاحياتها لتصبح مسؤولة أيضًا عن مراقبة دول الاتحاد السوفييتي السابق.

وفقًا لسولداتوف، أنفقت الوكالة منذ 2014 الكثير من الوقت والموارد في محاولات إثارة الاضطرابات في غرب أوكرانيا بين الجماعات اليمينية المتطرفة، والتي لم تسفر في النهاية عن أي شيء، كما أن تقييماتهم للدعم الشعبي بين الأوكرانيين لغزو روسي ومدى مقاومة البلاد، كانت أيضًا “خاطئة بشكل رهيب”.

أكد سولداتوف أنه لا يمكن استبعاد حقيقة أن المعلومات الاستخباراتية التي جمعوها على الأرض كانت “جيدة جدًا” في الواقع، لكن المشكلة تكمن في الصعوبة التي يواجهها الرؤساء الروس في إخبار بوتين بما لا يريد سماعه، لذلك يقومون بتكييف معلوماتهم.

أدت سلسلة من الإحراج العلني الذي تورط فيه ضباط الـ”FSB”، خلال الأيام الأخيرة، إلى مزيد من “الإذلال”، ففي نهاية الأسبوع الأول من “الغزو” الروسي، كتب أحد ضباط الـ”FSB” تقريرًا اشتكى فيه من العمل فوق طاقته، ومن التدريبات التي “لا معنى لها”، والتي تركت البلاد غير مستعدة بشكل “يرثى له” لتأثير العقوبات الغربية.

خلال فترات الأزمات، غالبًا ما يُطلب من العملاء النوم في “Lubyanka“، المقر الرئيس لجهاز “FSB” في موسكو، الذي كان أيضًا بمنزلة المكتب الرئيس لـ”KGB”، لكنهم الآن وفقًا لسولداتوف، لا يفعلون ذلك، لأنهم دائما ما يشتكون من شيء “تافه نسبيًا”.

ووصفهم بأنهم أناس “ضيقو الأفق”، وأنهم ليسوا مثل ضباط “MI6” (جهاز الاستخبارات البريطاني)، الذين ذهبوا إلى “كامبريدج”، ويفترض أنهم أفضل المتوفر.

أما بالنسبة لأعضاء “FSB”، فهم أشخاص تركوا المدرسة، وتلقوا تعليمهم في أكاديمية الأمن الفيدرالي الروسي، الذين غالبًا ما يذهبون إليها لأن والدهم وجدّهم كانا أيضًا ضُباط مخابرات.

وفقًا للجيش الأوكراني، في 8 من آذار الحالي، فإن جهاز الأمن الفيدرالي، المتخصص في زرع عدم الاستقرار السياسي، لديه حاليًا مئات من عملائه يعملون في جميع أنحاء أوكرانيا، مستخدمين مجموعات تكتيكية لترهيب المدنيين في المناطق “المحتلة”.

وبحسب الخبير الأمني وضابط الاستخبارات البريطاني السابق فيليب إنجرام، فإن “FSB” لا تزال منظمة قديمة نسبيًا تحاول ممارسة التجسس بالطريقة القديمة، “بالطريقة التي كانت تفعلها دائمًا”.

قال إنجرام، “سيكونون أذكياء في الوقت الحالي لأن بوتين غاضب للغاية، يمكنك أن ترى ذلك في لغة جسده، والطريقة التي يشير بها، والمصطلحات التي يستخدمها”، إذ يلقي باللوم عليهم في توجيه النصيحة التي أدت إلى اتخاذ القرار السيئ في أوكرانيا “.

وأعلنت رئاسة هيئة أركان الجيش الأوكراني في بيانٍ لها اليوم، الأربعاء 16 من آذار، ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي على أراضيها إلى 13 ألفًا و800 جندي، خلال المعارك الدائرة منذ بدء “الغزو” الروسي لأوكرانيا، في 24 من شباط الماضي.

بينما اغتيل ثلاثة جنرالات روس في غضون أسبوع، وهم اللواء فيتالي جيراسيموف، رئيس أركان الجيش 41 (جيش ميداني للقوات البرية الروسية)، والذي شارك في حرب الشيشان الثانية والعملية العسكرية الروسية في سوريا، كما شارك في ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، بحسب وزارة الدفاع الأوكرانية.

والجنرال أندريه سوخوفيتسكي، القائد العام للفرقة السابعة المحمولة جوًا، ونائب قائد جيش الأسلحة المشتركة 41، والجنرال أندريه كوليسنيكوف، قائد المنطقة العسكرية الشرقية.

وتشير بيانات وزارة الدفاع الأوكرانية إلى مشكلات كبيرة في الاتصال لدى الجيش الروسي، إذ تم اعتراض مكالمة هاتفية لأحد ضباط الجيش 41، خلال اتصاله بضابط آخر في روسيا، ليخبره بوفاة الجنرال فيتالي جيراسيموف، ونُشرت المكالمة من قبل أجهزة الأمن الأوكرانية.

وكان الضباط الروس يتحدثون باستخدام بطاقات “Sim” العادية، بدلًا من استخدام قناة الاتصال الآمنة للخدمات “Era”، والتي تم نشرها في ضجة كبيرة العام الماضي.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة