كيف أجبر النظام طلاب جامعة “البعث” على المشاركة بمسيرة دعم لروسيا تحت التهديد؟

  • 2022/03/09
  • 4:42 م

تجمع لطلاب وموظفي جامعة البعث في حمص خلال مسيرات داعمة لروسيا- 8 آذار 2022 (القيادة المركزية لحزب البعث/ فيس بوك)

شهدت محافظات سورية، الثلاثاء 8 من آذار، مسيرة داعمة لـ”الغزو” الروسي لأوكرانيا، كان أبرزها المسيرة التي نظمّتها جامعة “البعث” في محافظة حمص، حضرها طلاب وموظفون من الجامعة.

اتضح لاحقًا أن “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”، وهو إحدى منظمات حزب “البعث”، بالشراكة مع فرع الحزب في الجامعة، نظّم المسيرة مجبِرًا الطلاب والموظفين على الحضور، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من موظفين في الجامعة.

وبحسب معلومات تحققت منها عنب بلدي، فإن “اتحاد الطلبة” في جامعة “البعث” كان يحضّر للتجمع على مدار أسبوع كامل، ويحصل على الموافقات الأمنية من الجهات الحزبية في الجامعة.

وقبل إطلاق المسيرة بيوم، دعا “اتحاد الطلبة” جميع الهيئات الطلابية في جميع الكليات للتحضير للمسيرة بشكل إلزامي، مهددًا المتغيبين عنها.

إلهام (20 عامًا)، اسم مستعار لأسباب أمنية، وهي طالبة في كلية العلوم بجامعة “البعث”، قالت لعنب بلدي، إن أحد أصدقائها من الهيئة الإدارية في الجامعة، طلب منها الحضور إلى الجامعة يوم الثلاثاء 8 من آذار، دون إطلاعها على السبب.

وحين وصلت إلهام إلى الجامعة، فوجئت بالتحضيرات للمسيرة، إذ أبلغها عضو الهيئة الإدارية، أن عدم حضورها المسيرة سيعرّضها للمساءلة كونها موجودة في الجامعة ولم تحضر.

وأضافت أن فرع “اتحاد الطلبة” فرض على جميع أعضاء الهيئات الإدارية في الكليات تأمين سبعة أشخاص لحضور المسيرة، تحت طائلة المساءلة للمتخلفين، دون اشتراط أن يكون الحاضرون من طلاب الجامعة.

فيما تولى فرع حزب “البعث” في الجامعة مسؤولية إجبار الموظفين على الحضور، تحت التهديد بالعقوبات التي تصل إلى حد الفصل من العمل.

وبحسب أحد الموظفين الذي تحفظت عنب بلدي على اسمه لأسباب أمنية، فإن إداريّي الفرق الحزبية في الكليات، أخبروا رؤساء الأقسام الإدارية بضرورة حضور المسيرة في حرم الجامعة.

كما أُبلغ الموظفون في الجامعة أن المسيرة مصوّرة بالكامل، وسيتعرض للمساءلة أي متغيّب عنها، بحسب الموظف.

ونشرت صفحة الهيئة الإدارية في كلية الآداب بجامعة “البعث” عبر “فيس بوك“، بضرورة الحضور يوم الثلاثاء 8 من آذار في الساعة العاشرة صباحًا بغية اللقاء مع عمادة الكلية ورئاسة الجامعة، لدراسة أتمتة المواد والصعوبات التي تعترضهم.

محمد، أحد طلاب كلية الآداب في قسم اللغة الفرنسية طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل لأسباب امنية، قال لعنب بلدي، إنه ذهب في الموعد المحدد إلى الكلية، وإن عميد الكلية اجتمع بالطلاب لمدة عشر دقائق، ومن ثم أخبرهم بضرورة التوجه إلى ساحة الجامعة للمشاركة بالمسيرة الداعمة لروسيا.

نظرة إلى السياق

شهدت محافظات سورية عديدة مسيرات داعمة لـ”الغزو” الروسي لأوكرانيا حمل خلالها المشاركون أعلام روسيا وصورًا لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين.

وسبق أن نشر تلفزيون “Zvezda” الروسي، في 7 من آذار الحالي، تقريرًا حول دعم السوريين من الموالين للنظام لعملية “الغزو” التي تشنها روسيا في أوكرانيا، والذي استمر لعدة أيام في محافظات حماة وحمص والساحل السوري.

وسبق أن أعلن رئيس النظام السوري تأييده “الغزو” الروسي، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

واعتبر الأسد في بيان نشرته منصات “رئاسة الجمهورية” أن ما تقوم به روسيا هو “تصحيح للتاريخ، وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفييتي”.

وفي 24 من شباط الماضي، أعلن الرئيس الروسي بدء “عملية عسكرية خاصة” في إقليم دونباس الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك، ما أدى إلى إدانات دولية ثم فرض عقوبات على بنوك ومصارف ومسؤولين روس.

ثم وسّع بوتين عمليات قواته في جميع أنحاء أوكرانيا، وسط دعم غربي، عسكري وسياسي، للحكومة الأوكرانية.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا