أكد الحرس “الثوري الإيراني” مقتل اثنين من مقاتليه في الضربة الإسرائيلية في سوريا، مهددًا إسرائيل بدفع الثمن.
وقالت العلاقات العامة لـ”الحرس”، يوم الثلاثاء 8 من آذار، في بيان، “إثر الجريمة التي نفذها الكيان الصهيوني صباح اليوم الماضي (الاثنين) بقصف صاروخي على ريف دمشق بسوريا، استشهد اثنان من افراد الحرس الثوري، العقيد حرس احسان كربلائي بور والعقيد حرس مرتضى سعيد نجاد”، بحسب ما نقلت وكالة “فارس” الإيرانية.
وشدد البيان على أن إسرائيل ستدفع “ثمن هذه الجريمة”، على حد تعبيره.
وكان مصدر عسكري قال لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 7 من آذار، إن شخصين قتلا في قصف صاروخي نُفّذ من اتجاه جنوب بيروت إلى دمشق.
كما أسفر القصف عن خسائر مادية، وفق ما قاله المصدر للوكالة.
ومن جهتها، كشفت وزارة الدفاع الروسية، تفاصيل الضربة الإسرائيلية.
وقالت في بيان إن “أربعة مقاتلات تكتيكية للقوات الجوية المسلحة الإسرائيلية من نوع F-16، نفذت فجر الاثنين 7 آذار من المجال الجوي للبنان، ضربة جوية على الأراضي السورية بثمانية صواريخ مجنحة”.
وأضافت أنه تم تدمير سبعة صواريخ من قبل قوات الدفاع الجوي السوري، فيما أصاب صاروخ آخر مبنى سكنيًا في بلدة القطيفة في محافظة ريف دمشق ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين”.
ولا تتبنى إسرائيل عادة الهجمات الصاروخية على سوريا، لكنّ وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، توّعد بعدم الاكتفاء بالجلوس وانتظار “الإرهاب الإيراني الموجه ضد الإسرائيليين”.
بحسب دراسة أجراها مركز “جسور للدراسات“، في 24 من شباط الماضي، فإن الضربات الإسرائيلية تستهدف مستودعات أسلحة ورؤوس صواريخ ومنظومات دفاع جوي تابعة لإيران، قبل نقلها إلى لبنان، إضافة إلى نقاط رصد متقدمة لـ”حزب الله”.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي كرد على استمرار قدرة إيران على تأمين خطوط إمداد ونقل الأسلحة ولوازم التصنيع اللوجستية إلى سوريا ولبنان، في إطار مساعيها لتحويلهما إلى “قاعدة عمليات متقدمة” ضد إسرائيل، بحسب المركز.
المحلل العسكري السوري، طارق حاج بكري، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن تصعيد تل أبيب جاء بالتزامن أولًا مع انشغال روسيا في أوكرانيا حاليًا، مع العلم بوجود اتفاق مسبق بالسماح لإسرائيل بالقيام بضربات عسكرية لمواقع إيرانية أو للنظام السوري في سوريا.
وقال حاج بكري لعنب بلدي، إن التزامن الأهم للضربات هو مع استمرار المحادثات النووية ما بين إيران وأمريكا، من أجل تجديد الاتفاق النووي السابق، ومحاولة إسرائيل الضغط والتهديد بشن حرب وقصف المواقع الإيرانية في سوريا والعراق، وحتى المفاعلات النووية في إيران.