أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا تصنيف كتيبة “التوحيد والجهاد” العاملة في مناطق شمال غربي سوريا، على أنها جماعة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص.
كما أُدرجت الكتيبة أيضًا إلى قائمة عقوبات مجلس الأمن الخاصة بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وتنظيم “القاعدة”، وفي بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين 7 من آذار.
وكانت الولايات الأمريكية أدرجت العديد من الفصائل المقاتلة شمال غربي سوريا، تحت قائمة الإرهاب، مثل “جبهة النصرة” سابقًا أي “هيئة تحرير الشام” حاليًا، وتنظيم “حراس الدين”، وكتيبة “الإمام البخاري” وجماعة “الجهاد الإسلامي”.
وجاء هذا التصنيف رغم أن الكتيبة تتبع لـ”تحرير الشام” ومبايعة لها.
كتيبة “التوحيد والجهاد
تعتبر جماعة أو كتيبة “التوحيد والجهاد”، إحدى أبرز الفصائل العسكرية الإسلامية التي تقاتل إلى جانب “هيئة تحرير الشام” شمال غربي سوريا، وتتبع لها وتتماشى مع سياستها.
وتضم الكتيبة عناصر من الأوزبك والطاجيك، وانضمت إلى “جبهة النصرة” سابقًا “تحرير الشام” حاليًا في تشرين الأول 2015، بعد أن دخل إلى الأراضي السورية عشرات من المقاتلين الأوزبك للمشاركة في العمليات العسكرية ضد قوات النظام، وخاصة إلى جانب الفصائل العسكرية الإسلامية.
ويتجمع المقاتلون الأوزبك في المناطق الجبلية شمال غربي سوريا، خاصة في جبال الساحل، ويعتبر الأوزبك من المقاتلين المتمرسين في القتال، اكتسبوا مهاراتهم القتالية نتيجة مشاركتهم إلى جانب التنظيمات “الجهادية” في مختلف الدول كأفغانستان.
وتنضوي الكتيبة تحت راية “لواء أبو عبيدة بن الجراح”، ويتبع لـ”الهيئة”، ودائمًا ما تنشر الكتيبة صورًا لتدريبات مقاتليها على الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وتكريمهم أيضًا، وكان آخرها تخريج دورة “قناصين” لمقاتليها، في 5 من آذار الحالي، وتكريم المتميزين منهم.
أبرز تحركات الأوزبك كانت عبر عمليتين “انغماسيتين” خلف الخطوط، إذ شن مقاتلون هجومًا في 6 من آب 2021 ضد قوات النظام في قرية حنتوتين التابعة لمدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من الأوزبك، بينما قتل ضابطان في قوات النظام وأربعة عناصر، بحسب وسائل إعلام روسية.
ودائمًا ما تعلن سرايا “القنص الحراري” في الكتيبة، عن قنص واستهداف عناصر لقوات النظام المتمركزة في خطوط التماس والمناطق المحيطة لنفوذ الكتيبة.
وتعتبر كتيبة ” الإمام البخاري” من أبرز كتائب مقاتلي الأوزبك، إلى جانب كتيبة “التوحيد والجهاد” وبدأت نشاطها مع “حركة أحرار الشام”، وأسسها “أبو محمد الأوزبكي”، قبل مقتله في إحدى معارك ريف حلب في 2014، وتسلم قائد الكتيبة، صلاح الدين الأوزبكي، الذي اغتيل مع ثلاثة من مرافقيه في نيسان 2017.
وأعلنت الكتيبة التزامها الحياد في المعارك الدائرة بين “جبهة تحرير سوريا” و”هيئة تحرير الشام” في إدلب وريفها منذ شباط 2017، ووضعتها الولايات المتحدة على قوائم “الإرهاب” عام 2018.
قائد ملاحق دوليًا
يعتبر سراج الدين مختاروف، الملقب بـ”أبو صلاح الأوزبكي” مؤسس كتيبة “الأوزبك”، وقائدها ضمن “الهيئة”، وقبل أن يترك “تحرير الشام” حينها، وينضوي ضمن تنظيم “جبهة أنصار الدين” (الجهادي)، وهو مطلوب لـ”الإنتربول” الدولي.
اعتقلت “تحرير الشام”، مختاروف في حزيران 2020، واعتبر مسؤول المكتب الدعوي العام لـ”جبهة أنصار الدين” حينها، رامز أبو المجد، أن “الأوزبكي استدرج عبر أسلوب رخيص، واعتقل مع بعض إخوانه”، لتفرج عنه بعد حوالي تسعة أشهر من اعتقاله.
وينحدر مختاروف (30 عامًا) من قرغيزستان، وهو ملاحق من قبل “الإنتربول الدولي”، بتهمة هجمات إرهابية وتزوير وعبور الحدود بطرق غير شرعية.
ويعتبر العقل المدبر لهجوم “ميترو” سان بطرسبرغ في روسيا، في 3 من نيسان 2017، الذي أسفر عن مقتل 16 شخصًا، وأصدرت محكمة في موسكو مذكرة اعتقال غيابية بحقه.
ووصل مختاروف إلى إدلب في 2015، وقاتل في صفوف ما عُرف سابقًا بـ”جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليًا) كقائد لكتيبة كتيبة “التوحيد والجهاد”، قبل أن ينشق عن “الهيئة” ويلتحق بـ”جبهة أنصار الدين” التي كانت تابعة لـ”الهيئة” وانشقت عنها في 2018.
وشكلت “جبهة أنصار الدين” إلى جانب “جماعة أنصار الإسلام” وتنظيم “حراس الدين”، وهما من “الجماعات الجهادية”، غرفة عمليات “وحرّض المؤمنين”، في تشرين الأول 2018، إلى جانب فصيل “أنصار التوحيد” الذي أعلن تركه لها، في 3 من أيار 2020.