اتهمت وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري إسرائيل بأنها تنسّق بشكل دقيق مع تنظيم “الدولة”، وذلك بعد القصف الإسرائيلي الأخير على محيط دمشق، الذي جاء بعد ساعات من هجوم التنظيم على حافلة تقل عناصر من قوات النظام شرقي سوريا.
تنسيق بين إسرائيل و”الدولة”
وقالت الوزارة في بيان “لم تكن مصادفة أبدًا أن يقوم العدو الإسرائيلي بشن عدوان جديد صباح 7 من آذار 2022 على مناطق سكنية في ريف دمشق بعد ساعات من قيام تنظيم (داعش الإرهابي) بتاريخ الـ6 من آذار 2022 بارتكاب جريمة ذهب ضحيتها عدد من بواسل الجيش العربي السوري كانوا في طريقهم إلى بيوتهم”.
وأشار البيان إلى أن “هذا العدوان الداعشي الإسرائيلي الإرهابي يظهر حقيقة التنسيق الدقيق والمباشر بين الجانبين المجرمين”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الاثنين 7 من آذار.
ووفقًا للبيان، حذر النظام من تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والمتمادية على سورية والخسائر الفادحة التي تسببها في الأرواح والبنى التحتية إضافة إلى ترويع السكان المدنيين من أطفال ونساء.
كما شددت الوزارة أن استغلال إسرائيل وتنظيم “الدولة” للأحداث الدولية للتغطية على “عدوانهما المتوحش لن يجعل الباطل حقًا ولن يضلل ذلك العالم حول ما تقومان به للترويج لأهدافهما المشتركة التي تقف عارية أمام المجتمع الدولي.”
المقداد: الرد آتٍ
وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قال في مقابلة مع قناة “الميادين“، أمس الاثنين، إن القصف الإسرائيلي على ريف دمشق بعد ساعات من هجوم تنظيم “الدولة” يظهر حقيقة التنسيق بينهما.
وقال إن “سوريا قادرة على الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، ويجب على إسرائيل أن تعرف أن الرد آت لا محال”.
وأضاف أن سوريا وضعت حدًا للتطلعات الإسرائيلية المعادية للأمة العربية، وهي لن تستسلم، واستطاعت البقاء صامدة رغم كل المعاناة وما يسمى الإجراءات الأحادية القسرية التي فرضها الغرب، على حد قوله.
المقداد ذكر أن سوريا “صمدت وجيشها صمد والشعب السوري التفّ حول الرئيس بشار الأسد، وهي في كل يوم تسجل صفحات جديدة ناصعة البياض، وتبشر بالانتصار الكامل خلال فترة قصيرة إن شاء الله”.
لكنه اعتبر أنه “لا يمكن الحديث عن نصر مطلق في سوريا خاصة بوجود الاحتلال الأمريكي الذي مازال يجثم على الأراضي السورية، ويدعم المجموعات الانفصالية التي خانت الشعب السوري في الشمال الشرقي من البلاد والمستمرة بنهب ثروات السوريين من نفط وقمح”.
إسرائيل النازية وروسيا المنتصرة
من جانب آخر، اعتبر المقداد أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، نيفتالي بينيت، إلى موسكو، تثبت الطبيعة النازية لإسرائيل ودفاعها عن النازيين الجدد في أوكرانيا، من خلال التوسط الذي حاول بينيت القيام به لدى القيادات المعنية سواء في موسكو أم كييف، حسب وصفه.
وأشار المقداد إلى أن روسيا أعلنت أنها لن تحتل أوكرانيا وهي مع الحل السلمي بعد تلبية المطالب الأساسية التي ناضلت من أجلها طوال السنوات الماضية.
وأكد ثقته بأن “روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا بشكل كامل (..) نحن لا نخاف على روسيا وواثقون بأنها ستخرج منتصرة من هذه العملية العسكرية”.
إيران وحزب الله.. الأعز والأغلى
إلى ذلك، وصف المقداد إيران بالصديق الوفي لسوريا، والمقاومة اللبنانية (حزب الله اللبناني) بأنها الأحب والأغلى والأعز على قلوب كل السوريين.
وعبر عن أمله بأن يتم تصحيح العلاقات العربية- الإيرانية خلال الفترة القصيرة القادمة، لأن ذلك يخدم الدول العربية والمنطقة بشكل عام.
وقال، “نرحب بالعلاقات التي نشأت بين سوريا وإيران واستمرت كعلاقات إستراتيجية، لكننا لا يمكن أن نرتاح إلا عندما يتم تحقيق علاقات إيرانية- عربية حقيقية”.
قصف إسرائيلي متواصل
وكان قصف إسرائيلي استهدف أمس الاثنين، بعض النقاط في محيط مدينة دمشق.
وقال مصدر عسكري لوكالة (سانا)، إن شخصين قتلا في قصف صاروخي نُفّذ من اتجاه جنوب بيروت إلى دمشق.
وقالت الوكالة إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف “ضاحية الأسد” في منطقة حرستا بمحافظة ريف دمشق، أدى إلى تعرض العديد من ممتلكات “المدنيين” (منازل وسيارات) إلى دمار وأضرار مادّية.
وشهدت الأراضي السورية ضربات عسكرية إسرائيلية متواترة، إذ نفذت خلال شباط الماضي أربع ضربات عسكرية، بمعدل مرتفع نسبيًا مقارنة مع حجم الاستهداف الشهري منذ عام 2013.
مقتل وإصابة 31 عنصرًا من قوات النظام
في 6 من آذار، قتل وأصيب 31 عنصرًا من قوات النظام السوري بينهم ضباط في هجوم استهدف باص مبيت في شرق المحطة الثالثة في بادية تدمر شرقي سوريا.
وقال مصدر عسكري لوكالة “سانا”، إن “الهجوم الإرهابي أدى إلى استشهاد 13 عسكريًا بينهم عدد من الضباط وجرح 18 آخرين”، على حد تعبيره.
ويتهم النظام السوري مجموعات “إرهابية” بالقيام بتنفيذ هذه العمليات تأتي من محيط قاعدة” التنف” الأمريكية، وينسبها لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
ويعتمد التنظيم على هجمات خاطفة في منطقة البادية السورية عمومًا تستهدف قوافل متحركة لقوات النظام بعد أن خسر مطلع 2019 آخر معاقله في سوريا، عقب سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بدعم من “التحالف الدولي”، على بلدة الباغوز شرقي دير الزور، آخر جيب كان يتحصن فيه مقاتلو التنظيم.